ساد الهدوء ميدان رمسيس في اليوم الثالث بعد اخلائه من الباعة الجائلين ونقلهم إلي سوق أحمد حلمي. وتحول الميدان إلي النقيض وأصبح مظهره "حاجه تفرح" بعد أن كان المرور من أرجائه مغامرة محفوفة بالمخاطر. تواصلت الحملات الأمنية في أرجاء الميدان وانتشرت قوات الشرطة. كما تواصلت حملات النظافة والتجميل التي تجري علي قدم وساق لإعادة المظهر الحضاري للميدان. وأبدي أصحاب المحلات التجارية بالميدان سعادتهم بقرار النقل. مؤكدين أنه تأخر كثيراً وكان مطلبا ملحاً وخلصهم من البلطجية والتحرش والمدمنين و"وقف الحال" حيث تعرضوا لخسائر بسبب انعدام حركة البيع لتراكم بضائع الباعة الجائلين والزحام الشديد أمام تلك المحلات. يقول سمير فتحي- صاحب محل عطور برمسيس: قرار نقل الباعة الجائلين من ميدان رمسيس إلي سوق أحمد حلمي تأخر كثيراً فقد كان مطلبا عاجلا كنا نتمني تحقيقه فتواجد الباعة أمام محلاتنا هددنا منذ سنوات وحركة البيع كانت بطيئة لدرجة اننا تعرضنا لخسائر فادحة ولجأنا إلي خفض اعداد العمالة بالمحل إلي النصف بسبب عدم وجود سيولة مالية تكفي مرتباتهم بالاضافة إلي أن فترينات المحلات كانت تخفيها بضائع هؤلاء الباعة ونتمني أن يظل ميدان رمسيس بهذا الهدوء والنظافة الذي افتقدناه منذ زمن!! يقول عصام عبدالسميع صاحب محل كشري وزكي كمال سعداء بقرار نقل الباعة بسبب الزحام الذي ساد الميدان بالاضافة إلي الألفاظ الخارجة التي كانت تصدر منهم ليلاً ونهاراً وبعضهم كانوا من المسجلين وأرباب السجون والبلطجية فكانوا يحولون المكان إلي "سويقة" وليلاً كانوا يتنقلون بين المحلات ويتعاطون المخدرات دون رقيب. لذلك فإن قرار نقل الباعة صائب وعلي الحكومة أن تنتهي من أعمال تجميل وتطوير الميدان بسرعة. يقول ماهر يسري صيدلي: نري ميدان رمسيس في أبهي صورة بعد نقل الباعة إلي أحمد حلمي وخلو الميدان من الاشغالات وانتعاش حركة البيع وعودة المظهر الحضاري للميدان فهذا القرار جيد وسوف يجلعنا نتنفس الصعداء ويمنع وجود البلطجية ويجعل الفتيات والسيدات. يسرن بأمان بالميدان لأنهن كن يتعرض للسرقة والتحرش ويسمعن ألفاظا نابية ويخشين السير ليلاً. يقول راجح اسكندر- صاحب محل أجهزة منزلية: هؤلاء الباعة كانوا يتقاسمون معنا رزقنا وكانوا يجذبون الزبائن إليهم باسعارهم الرخيصة وهذا عاد علينا بالضرر ونقلهم من أفضل القرارات. هذا بخلاف القمامة التي كانت يتم إلقاؤها بجانب محالنا والمشاجرات التي تصل إلي حد الاصابات ورفع الاسلحة "عيني عينك" دون خوف وانعدام التواجد الأمني لكن بعد هذا القرار الجيد نجد أن الميدان عاد إلي أهله ونقلهم إلي أحمد حلمي ليس عقابا بل إنه افضل الحلول. يقول إسلام محمد وكريم عماد- سائق سيرفيس: نقل الباعة الجائلين إلي السوق الجدد قرار مناسب لأنهم كانوا يتسببون في ازدحام الشارع الرئيسي وكانوا يمنعون وصول الزبائن إلينا بسهولة أما الآن فالميدان أصبح خالياً من هذا الصداع المزمن بالاضافة إلي كم المخلفات التي كانت تتواجد آخر اليوم ووجود بعض البلطجية ضمن هؤلاء الباعة. وهو ما استرحنا منه أخيراً. يضيف خالد إبراهيم- سائق سيرفيس: في رأيي ان هذا القرار غير صحيح لأن المكان الذي تم نقلهم إليه بعيد عن مصدر رزقهم الوحيد خاصة عربات المأكولات الموجودة بالميدان لأن الزبون تعود وجود هؤلاء برمسيس وكان الأفضل استغلال حديقة الميدان في إعداد الباكيات واستيعاب هؤلاء الباعة بدلاً من قطع أرزاقهم. ويؤكد بلال محمد "سائق" نفس كلامه مضيفا أن موقف السيرفيس متواجد منذ سنوات طويلة والباعة أيضا وسوق أحمد حلمي مصيره الفشل. وبعد هدوء الأوضاع سوف يعود الباعة تدريجياً لأن المكان الجديد لا يتناسب معهم.