مهما تعددت مظاهر الاهتمام بمسابقات كرة القدم المصرية بين المحلي والدولي فإن مسابقة الدوري العام هي الأصل كما يقولون ومسابقته التي تحمل كل الاهتمام الجماهيري الذي يشغل كل محبي المعشوقة المجنونة كرة القدم.. ومنذ ظهور المسابقة من 67 عاما وهي تتحكم في مشاعر جماهيرها بين السعادة والتعاسة بنتائجها سواء المتوقعة أو ضربات المفاجآت التي تحدثها. ويأتي هذا الموسم من بين هذه السنوات التي مازال مؤشر قمة الدوري حائرا لم يستقر عند أحد ثلاثة فرق تجاهد من أجل البطولة وحصدها وهي علي الترتيب الحالي الزمالك وإنبي والأهلي علي خلاف ما حدث منذ سنوات طويلة سابقة عندما كان يغرد الأهلي بالدرع.. بدري.. بدري. وإذا كان الفارس الأبيض يتربع وحيدا علي القمة بأعلي رصيد في النقاط حتي نهاية الأسبوع 26 فإن المطاردة وبفارق ليس كبيرا عن المنافسين بحسب ما بقي من المباريات حتي النهاية وهو ما بين 12 لقاء و15 بالنسبة للمنافسين الثلاثة. وترجع شدة المنافسة علي الدرع هذا العام بين المنافسين الثلاثة إلي الاتجاه الذي تراه في أداء تلك الفرق والذي حول مبارياته من البحث عن المتعة والاستمتاع الي البحث فقط عن تحقيق الثلاث نقاط والفوز بها واضافتها الي رصيده حيث ان فقد أي نقطة لأحدهم يعرض صاحبه الي التذبذب والتوتر والقلق الذي يجتمع من أجله مجلس ادارته وقد يؤدي لاحداث تغييرات في الجهاز الفني أو ركن بعض لاعبيه خوفا من ضياع البطولة الهدف والشاغل الأول لأحد الفرق الثلاثة. ويبقي السؤال هل يستمر الوضع والترتيب الحالي إلي ما هو عليه بين الفرق الثلاثة المتصارعة حتي يحصد أحدها اللقب في النهاية رغم ان المؤشرات لصالح الزمالك من خلال نتائجه حيث فاز 16 مباراة محققا أعلي رصيد من الانتصارات مقابل التعادل في 6 والخسارة في مباراة واحدة رفعت رصيده من النقاط إلي 54 نقطة بينما يطارده إنبي بفارق 4 نقاط فقط نتيجة الفوز في 14 مباراة و8 تعادلات وهزيمتين ليصل للنقطة الخمسين ويأتي منافسهما الثالث الأهلي الذي لولا اسمه وتاريخه الكبير لخرج من دائرة المنافسة بعد ان حقق 13 انتصاراً فقط و7 تعادلات وثلاث هزائم وهي بكل الحسابات خطيرة لمن يسعي لحصد اللقب واحتفاظه بالدرع. ولأن كل المباريات القادمة حساسة وقاطعة علي الجميع سعيا للبقاء في المسابقة والهروب من شبح الابتعاد عن أضوائها فإن اللقاءات القادمة سوف تشهد صراعا رهيبا مع المنافسين الثلاثة علي القمة تحت شعار أنا وبعدي الطوفان. في حين قد تعتمد الفرق الباحثة عن الدرع علي بعض المباريات المؤجلة لكل منها حيث باقي للقطبين ثلاث وإنبي اثنين وبنظرة فاحصة تستعرض منافسي فرق القمة الثلاثة لنجدهم في الداخلية الثاني عشر برصيد 30 نقطة وعليه ثلاث مؤجلات ووادي دجلة الخامس وله ثلاثة مؤجلات أيضا ورصيده 30 نقطة والاتحاد السكندري الحادي عشر وله واحدة مع الاهلي ورصيده 32 نقطة واتحاد الشرطة العاشر وله اثنتان ورصيد 33 نقطة ثم طلائع الجيش صاحب المركز الثامن برصيد 36 نقطة. ومن ذلك يتضح ان المنافسين هم الآخرين الذين ينتظرون تلك المؤجلات لتحسين مراكزهم مع مبارياتهم الاصلية الباقية.. فهل يا تري تصبح تلك اللقاءات المؤجلة للمنافسين علي القمة الثلاثة طوق النجاة لنري الموقف الحالي مستمرا ويطير الدرع الي ميت عقبة أم أن تقلب المؤجلات الوضع ليفرح إنبي بالمرة الاولي لحمل الدرع أو يتحقق امل الاهلي في الحفاظ علي لقب بطولته المفضلة وحصد الدرع؟ إنا لمنتظرون