طرحت مجلة "أجيال" القطرية موضوعا طريفاً وعلي درجة من الأهمية علي مستوي الأسرة تحت عنوان "رجلي علي رجلك".. يتناول الموضوع التشتت الذي أصاب الأسرة بسبب تفضيل بعض الازواج قضاء الاجازة الصيفية بمفردهم بعيداً عن قيود الأسرة و"عيون" الزوجة والأولاد. وتجبنا للمشاكل يتحايل الأزواج بدواع مختلفة للسفر تاركين الزوجات يتحملن "دخول اجازة يعلم الله كيف تم تدبيرها". لم تعد الاجازة الصيفية كما يقول الملف الذي أعده يوسف لوزيه وشريف ممدوح محطة لشحن بطاريات الحب والتفاهم بين أعضاء العائلة كباراً وصغاراً بل فرصة للتهرب .. فنصف الازواج الخلجيين لا يفضلون سفر زوجاتهم معهم خلال العطلة الصيفية وذلك وفقا لدراسة حديثة أجريت علي عينة من الذكور والإناث في دول الخليج وذلك رغم أن 70% في المائة من الزوجات يحلمن بالتمتع بالعطلات مع الأزواج بينما أبدي 37 في المائة موافقتهن وامتنع عشرة في المائة عن ابداء الرأي بالقبول أو الرفض. ومن الدوافع التي تجعل الأزواج يفضلون السفر دون الزوجة والأولاد التخفيف من المسئولية والتحرر من الروتين أو عدم الاستمتاع بوجود النصف الآخر في فترة العطلة. وتضيف الدراسة أن بعض الأسباب يعود إلي التباين بين أهداف كل طرف من فكرة السفر. فالزوج يفكر في الأعمال التجارية وانجاز أمور مهمة ولا يسعده في هذه الحالة أن تتفرغ الزوجة لأعمال التسوق داخل المتاجر مما يعني المزيد من المصروفات.. اضف الشعور بالانزعاج من وجود زوجة وأولاد يمثلون قيداً علي الحركة يحول دون التحرر والانطلاق. هذا التحقيق الخلافات الزوجية إزاء الاجازة الصيفية يذكرنا بخلافات اخري وعندنا يتعكر صفو العلاقة بين الزوج والزوجة منها علي سبيل المثال الخلاف حول ياميش رمضان الذي يتطلب ميزانية تمثل عبئاً علي الأسرة. وشراء كعك العيد وملابس الاطفال. ومصروفات المدرسة وأنا أتحدث هنا عن نسبة كبيرة من الزوجات المصريات! فإذا كانت الزوجة الخليجية تعد العدة لقضاء اجازة الصيف خارج البلاد. لكن الروتين اليومي وتجديد الطاقة المعنوية إلي جانب الزوج والأولاد. فإن الزوجة المصرية لديها أعباء ليس من بينها السفر إلي الخارج. لأن هذا ترف لا يملكه الغالبية العظمي من الأسر. ومع ذلك يظل عبء توفير اجازة صيفية قصيرة علي الشواطيء في المدن الساحلية المصرية من بين الاشياء التي تتحمل الزوجة عبء مسئوليتها. ونلاحظ الفارق بين أنواع الهموم.. فبينما تتطلع المرأة الخليجية للاجازة كمناسبة لشحن بطارية الحب وتأكيد الروابط الأسرية في حين يفكر الزوج في "الطفشان" تحت أي حجة. تبقي نظيرتها المصرية تجاهد من أجل مواجهة ليس فقط متطلبات اجازة متواضعة أو معتدلة وانما ايضا متطلبات اخري تفرضها العادات والتقاليد في المناسبات المختلفة. وهناك رغم الاختلافات والفوارق بسبب العامل الاقتصادي هموم مشتركة بين النساء العربيات عموما أن الزوج العربي في كل الاحوال يؤمن بأنه سيد قراره وهو "سي السيد" رجل جوه البيت والثانية بره.. ولن يقبل مهما ادعي حكاية "رجلي علي رجلك".