سقطت الأقنعة عن كل من حاولوا خداع الناس بأنهم يتمتعون بالروح الرياضية. في لقاء القمة رقم "107" الذي انتهي بتعادل الأهلي والزمالك 2/2 ليبقي فارق النقاط بين الفريقين 5 نقاط في الجولة 27 من مسابقة الدوري.. هذه الأقنعة التي أعطت صورة غير طيبة لختام المباراة. رغم أن بدايتها كانت جيدة جدا. مسئول عنها بعض اللاعبين من الفريقين. سواء من لاعبي الأهلي الذين أفرطوا في فرحتهم بعد التعادل. أو لاعبي الزمالك الذين لم يقبلوا بهذه النتيجة. اليوم بدأ جميلاً ومثيراً وممتعاً. خاصة أن رجال القوات المسلحة والشرطة بذلوا جهداً هائلا لتأمين المباراة من قبل أن تبدأ وحتي بدايتها حتي خلال اللقاء الذي كان يسير بشكل جيد وممتع حتي أن الشوط الأول شهد ثلاثة أهداف. وتقدم الزمالك 2/1 بينما شهد الشوط الثاني هدفاً وحيداً.. وخلاصة الأحداث أن الأهلي حرق دم الزمالك وأضاع عليه الحلم الأبيض للعودة إلي المنافسة مرة أخري..واقتسم الفريقان شوطي المباراة فالأول أبيض لعبا ونتيجة. فيما تحول الشوط الثاني إلي اللون الأحمر.. ولكن في النهاية نقول إن الأهلي والزمالك خرجا من القمة "107" حبايب. وأنهما فائزان بالأداء الجيد في الظروف الصعبة التي سبقت اللقاء.. وفاز أيضا الأمن "الجيش والشرطة" باحترام الجميع بعد أن تحملا مسئولية المباراة. رغم السيناريو الذي سبق بالتأجيل ثم الإصرار علي إقامة المباراة احتراماً لاسم مصر الكبير. الأهلي رفع رصيده إلي 56 نقطة والزمالك إلي 51 نقطة.. وضح من تشكيل الأهلي أن مانويل جوزيه اختار تأمين المباراة بوجود ثلاثة لاعبين في وسط الملعب علي حساب أحد رأسي الحربة.. فلعب الأهلي بمهاجم واحد هو عماد متعب الذي لم يشم نفسه في هذا الشوط.. وتعطل أحمد فتحي في الجانب الأيسر. وتحمل بركات عبئاً ثقيلا في الجانب الأيمن. لأنه كان الوحيد الذي ينقل هجمات الأهلي. وفي ذات الوقت يواجه الجبهة اليسري للزمالك النشطة جداً التي تضم عبدالشافي وحسين ياسر المحمدي بمعاونة شيكابالا.. وكانت هناك خدعة تكتيكية بين شيكابالا الذي يتحرك بشكل حر بينما المحمدي يتحرك في القلب. ساعد الهدف المبكر للزمالك في أن يأخذ لاعبو الزمالك الثقة اللازمة للمباراة الصعبة. مع فرض أسلوبهم الذي اعتمد علي سحب الأهلي نصف الملعب الأبيض. والذي يقابله دفاع للمنطقة من نصف الملعب. ضيق المساحات بشدة أمام تحركات لاعبي الأهلي الذين لم يجدوا المساحات اللازمة للتحرك مع البطء الشديد في نقل اللعب للنصف الهجومي.. ووضح أن هناك فكرا هجومياً للزمالك يعتمد علي فتح جبهة الدفاع الحمراء واختراقها بالتمريرات الناجحة من شيكا والمحمدي. وجاء منها الهدفان. بينما أضاع أحمد جعفر فرصة أخري من ضربة رأس عبيطة في الدقيقة 32. وهذا الفكر كشف حالة الارتباك المتكررة بين ثلاثي دفاع الأهلي وأيضا غياب التعاون من ثلاثي الوسط غالي وجدو وعاشور. وفي المقابل لم يكن الهجوم الأهلي شكل يذكر. حتي أن عماد متعب كان في أجازة طوال الشوط الأول.. وليس وحده الذي كان غائبا. لأن أول كرة وصلت في اتجاه مرمي عبدالواحد. كانت في الدقيقة التاسعة. وبعد أن تقدم الزمالك بهدفه الأول.. وكان بركات مصدر الخطورة الوحيد. وبجهد ذاتي. وليس نتيجة أداء جماعي. واستطاع أن يمرر الكرة العرضية التي أحرز منها جدو هدفه في هذا الشوط. وتكررت اللعبة مرة أخري في الدقيقة 31. وحولها جدو بقوة خارج الشباك تماماً وكان يمكن أن تكون هدفا ثانياً. استطاع الحكم الهولندي كيفين بلوم أن يحكم قبضته علي المباراة من بدايتها. وأظهر العين الحمراء مع كل لعبة وأخرج البطاقة الصفراء لجدو في الدقيقة 27. ثم كل من حسين ياسر وإبراهيم صلاح في الدقيقتين 40 و41 ولم يحتسب "بلوم" ولا دقيقة واحدة للوقت المحتسب بدلا من الضائع. ذلك أن الكرة كانت في الملعب طوال وقت الشوط. ولم يتم معالجة أي لاعب أو تعطيل متعمد من لاعبي الفريقين. ولكن فقد "بلوم" الكثير من رصيده في الشوق الثاني. لأنه لم يحتسب الوقت الضائع كاملا. وترك اشتباكات اللاعبين تتكرر أمام ناظريه. وبالكاد انذر دومينيك وهاني سعيد وطرد حسام عاشور. يدفع جوزيه بالمهاجم دومينيك لمساندة متعب في الهجوم وذلك بدلا من اينو. واستطاع بالفعل أن يصنع بعض الضغط علي الزمالك. الذي وجد نفسه مضغوطا. فقام حسام حسن بسحب حازم إمام ودفع بهاني سعيد لتقوية مجموعة الوسط مع إبراهيم صلاح وعمر جابر. وضح إصرار الأهلي علي بلوغ التعادل. وكاد أن يتحقق ذلك بعد 10 دقائق من بداية الشوط بتسديدة هزيلة من شريف عبدالفضيل فوق العارضة.. وبعدها بدقيقتين عرضية خطيرة من دومينيك لم تجد من يحولها للشباك.. هذا الضغط الأحمر اتسم بالعشوائية الشديدة. وعدم القدرة نتيجة التوتر واستهجال هدف التعادل. إضافة إلي انكماش عشرة لاعبين من الزمالك من ثلث الملعب الأخير. مما ضيق كثيرا المساحات أمام التسديد أو الاختراق. وأمام استمرار هذه الحالة اضطر جوزيه للعب بآخر أوراقه بعد 23 دقيقة. عندما دفع بأحمد حسن وسعيود بدلا من متعب "المعطل" وبركات "المجهد". وعاد أحمد فتحي الجانب الأيمن.. وفي مقابل هذه التغيرات رأي حسام حسن أن يؤمن المباراة ورفع معدلات السرعة لفريقه فأشرك الناشيء أحمد توفيق بدلا من رأس الحربة أحمد جعفر.. ويظهر إبراهيم صلاح "نجم المباراة" بروح قتالية عالية والذي أجهد لاعبي الأهلي بأدائه العالي والقتالي.. الدقيقة 32 شهدت فرصة ثمينة جداً للأهلي. ولكن غلب عليها أيضا التوتر والعشوائية عندما اخترق أحمد حسن وزنق نفسه حتي سدد في قدم زميله "جدو".. وفي محاولة لرفع معدلات الجهد في فريق الزمالك. يدفع حسام حسن بالمهاجم عودية بدلا من شيكابالا.. ولكن هذا التغيير لم يكن مفيداً بالمرة. كان لابد أن يثمر هذا الضغط عن شيء للأهلي. وفي الدقيقة 37 ومن هجمة عكسية سريعة كان التعادل بقذيفة دومينيك التي خدعت عبدالواحد وسكنت الشباك. وألهبت الملعب غضباً من لاعبي الزمالك وحسام حسن الذي ذهب غاضباً إلي جوزيه دون فهم سبباً لغضبه من جوزيه. مع التعادل يزداد التوتر. وينال دومينيك وهاني سعيد انذارين. وثم بطاقة حمراء لحسام عاشور.. ويتذكر لاعبو الزمالك أن عليهم أن يهاجموا. ولكن بتوتر وعشوائية. ولجأ الأهلي للتأمين من نصف ملعبه.. ورغم أن حكم اللقاء احتسب 10 دقائق بدلا من الضائع. إلا أنه أنهي اللقاء في الدقيقة الثامنة.. وهرب مع زميليه إلي غرفتهم.