اتهمت الحكومة البريطانية نظام بشار الأسد بشراء شحنات نفط من تنظيم داعش عبر وسطاء معروفين.. وأكدت أن ادعاء نظام بشار بأنه يحارب داعش "أكذوبة".. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان رسمي إن نظام بشار يشتري عبر وسطاء كميات من النفط الذي يستخرجه تنظيم داعش من الآبار البترولية التي يسيطر عليها. وقالت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية إن الاتحاد الأوروبي وضع قائمة حظر جديدة تشمل 12 شخصاً وشركة يعملون لصالح نظام بشار.. من بينهم رجل الأعمال جورج حسواني المتهم بالوساطة بين النظام السوري وداعش. وأوضح هاموند أن قائمة الحظر الجديدة تدل علي أن حرب بشار علي داعش لا تعدو أن تكون أكذوبة.. وتعهد وزير الخارجية البريطاني بمواصلة الضغط علي نظام بشار حتي يغير موقفه.. ويضع حداً للعنف.. وينخرط في مفاوضات حقيقية مع المعارضة المعتدلة. والحقيقة أن علاقة نظام بشار مع تنظيم داعش لم تكن خافية.. بل كانت مكشوفة.. وأعلن عنها في أكثر من مناسبة.. لكن بشار الذي وصف نفسه في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" بأنه ليس ساحراً كان ساحراً بالفعل.. واستطاع أن يمارس قدراً كبيراً من التمويه علي هذه العلاقة.. ويمحو أي دليل عليها حتي يقنع العالم بأنه هو الآخر يحارب الإرهاب. وقد كتبت كثيراً في هذه الزاوية أن داعش صناعة مخابراتية لتشويه وجه الثورة الشعبية السورية التي انطلقت رغبة في التغيير وتأسيس نظام سياسي ديمقراطي غير طائفي لصالح كل السوريين.. ومازلت عند رأيي. كان الشعب السوري الثائر يخرج إلي الشوارع والميادين في مظاهرات سلمية يهتف ويغني للحرية.. واستطاعت الحشود أن تسجل انتصارات في مواجهة قوات النظام بالعديد من المدن الكبري.. وكسرت شوكة النظام وأسقطت هيبته.. وعرضت الفضائيات صوراً حية لهذه المظاهرات اليومية.. وهنا لجأت مخابرات بشار إلي اللعبة القذرة التي تجيدها النظم الديكتاتورية.. فدفعت بعناصر مسلحة أخري لكي تتوسع وتتمدد في الفضاء السوري.. والهدف من ذلك كان واضحاً وهو أن توصم المعارضة السورية بالإرهاب.. ويتاح لبشار أن يملأ الدنيا صياحاً بأنه يحارب الإرهاب والإرهابيين. وفي حواره الأخير مع ال "بي.بي.سي" ادعي بشار أنه يحظي بتأييد شعبي واسع في حربه ضد الإرهاب.. وهذا سر بقاء نظامه في السلطة حتي الآن.. كما ادعي أن نظامه يحارب تنظيم داعش الإرهابي.. وأن الغرب لن ينتصر علي داعش إلا إذا تحقق تنسيق واسع مع نظامه. وكشف بشار عن أنه تلقي رسائل غير مباشرة من الغرب ومن أمريكا تحديداً بالموافقة علي هذا التنسيق.. لكن أمريكا نفت ذلك رسمياً.. ثم كانت المفاجأة التي فجرها وزير الخارجية البريطاني بالكشف عن علاقة نظام بشار بداعش.. والوسطاء الذين يلعبون بين الطرفين. وسوف تتكشف أسرار بشار يوماً بعد يوم.. حتي يتأكد العالم من أن هذا الطراز من الحكام الطغاة قد تجاوزهم الزمن بكل ألاعيبهم وأقنعتهم ووجوههم المتعددة.. ولا يمكن الثقة بهم.. ولذلك فإن عليهم أن يرحلوا أو يجبروا علي الرحيل حتي تتنفس الشعوب نسيم الحرية.