أوروبا في مرمي سهام العنف والارهاب وهذا أمر متوقع وجزاء وفاقا. فمن يلعب بالنار بغية إيذاء الآخرين أو التلاعب بهم. فلابد يوما أن تحرق أصابعه. وربما تلتهمه في غفلة حصاد ما اقترفته أياديه الآثمة.. لقد حضر أهل الغرب "العفريت" وعجزوا صراحة ان يصرفوه وانقلب السحر علي الساحر..!! لقد اجتمعت الدنيا بمليونية ضخمة ضد الارهاب يشجبون ويدينون ويستنكرون ويتباكون علي اللبن المسكوب بعد حوادث فرنسا الأخيرة وكأن أحدا من هؤلاء لا يري مئات الابرياء من القتلي والجرحي من العرب والمسلمين. بفعل سياسات ومخططات الغرب الشيطانية وإصرارهم علي استضافة رموز التطرف الذين يجوبون دول أوروبا بكل حرية يخططون ويتأبطون شرا ببلدانهم. ويشاركون بحماقة لا مثيل لها في تقسيم المنطقة إلي دويلات صغيرة وطوائف لا حول لها ولا قوة. وإذا كان هؤلاء جادون حقا في محاربة الارهاب واقتلاع جذوره. والخروج من هذا المأزق فعليهم أن يجدوا إجابة موضوعية وشافية لهذه الأسئلة الحائرة.. من يصنع الإرهاب؟ ومن يرعاه ويدعمه؟ ومن هم أصحاب المعايير المزدوجة والمصالح الخاصة ورواد الفكر الميكافللي "الغاية تبرر الوسيلة"؟ وكيف ظهر تنظيم "داعش" إلي سطح الحياة الشرق أوسطية بين عشية وضحاها؟ هم.. هم من صنعوا داعش. بحبكة وتصميم أمريكي وادعوا أنهم بحاجة لوقت طويل قد يمتد لأكثر من ثلاث سنوات للقضاء علي عدة آلاف من عصابات المرتزقة. في استخفاف بالعقول لا مثيل له في التاريخ. هم أيضاً من مهدوا وصنعوا للقاعدة أجواء التوتر والفتنة في باكستان وأفغانستان والعراق وسوريا والصومال ونيجيريا وليبيا ومصر والسودان وتونس وسوريا وغيرها. ولا شك ان حسابات الغرب ربما تتغير بعد أن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن. وأصبحوا في ورطة كبيرة وحيرة من أمرهم بعد ان ارتدت إليهم سهام الغدر. وهم من سعوا حثيثا لاجهاض وإفشال ثورات الربيع العربي. وتحقق لهم ما أرادوا فتساقطت أوراقها سريعاً!! أوروبا وأنصارها يرتدون عبثا ثياب المدافعين عن الفضيلة وحقوق الانسان. وهم الآن يمتلكون الحل الحاسم لقضية الارهاب لو صدقت نواياهم وتخلوا عن أطماعهم الامبريالية "القديمة- الجديدة". فهم كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق كتفها محمول!!