لمحت إسرائيل وجماعة حزب الله إلي عدم الرغبة في تصعيد الاشتباكات التي دارت بينهما علي الحدود وقتل فيها مسلحون لبنانيون جنديين إسرائيليين ردا علي ضربة جوية في سوريا أدت إلي مقتل عدد من رجال حزب الله الأسبوع الماضي. وقالت إسرائيل إنها تلقت رسالة من قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في لبنان "يونيفيل" مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في المزيد من التصعيد. وفي بيروت صرح مصدر لبناني مطلع علي الموقف لرويترز بأن إسرائيل أبلغت حزب الله عبر اليونيفيل بأنها "ستكتفي بما حصل وانها لا تريد توسيع المعركة". وردا علي سؤال لاذاعة الجبش الاسرائيلي عما إذا كان حزب الله قد سعي للتهدئة قال وزير الدفاع موشيه يعلون "توجد خطوط تنسيق بيننا وبين لبنان عبر اليونيفيل "قوة الأممالمتحدة" وتم تسلم رسالة بهذا المعني من لبنان فعلا." وقتل رائد في مشاة الجيش الاسرائيلي ومجند عندما كانا يستقلان سيارات مدنية لا تحمل أي إشارة علي طول الحدود اللبنانية. وردت إسرائيل بقصف مدفعي وجوي ما أدي إلي مقتل جندي إسباني يعمل ضمن القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان. وألقي السفير الاسباني لدي الاممالمتحدة باللائمة علي النيران الاسرائيلية في مقتله. قالت اسرائيل ان نائب وزير خارجيتها التقي بالسفير للتعبير عن أسفه ووعد باجراء تحقيق. ويعد هذا الصدام الأخطر علي تلك الحدود منذ عام 2006 عندما خاض حزب الله واسرائيل حربا استمرت 34 يوما. وبدت منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية هادئة علي الرغم من أن وسائل الاعلام اللبنانية ذكرت ان طائرات بدون طيار تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي حلقت في الأجواء اللبنانية. ويبدو ان لدي الطرفين مصلحة في تجنب المزيد من التصعيد. إذ أن حزب الله المدعوم من إيران والذي وصلت معه إسرائيل الي طريق مسدود في حرب عام 2006 منشغل حاليا بدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب في سوريا. كما أنه يأخذ في الاعتبار التهديد بالدمار الذي أحدثته إسرائيل في لبنان في حال دخلت حربا مفتوحة مع اسرائيل. أما إسرائيل التي تستعد لإجراء إنتخابات عامة في 17 مارس لم تنس بعد تكاليف هجومها علي قطاع غزة العام الماضي ضد مقاتلين فلسطينيين يملكون أسلحة ضئيلة قياسا بصواريخ حزب الله بعيدة المدي. وأكد لبنان في بيان لمجلس الوزراء عقب اجتماعه علي تجنيب البلاد "الانزلاق نحو تدهور أمني واسع في الجنوب تكون له انعكاسات خطيرة علي البلاد". وأكد المجلس حرصه علي "استتباب الأمن والأستقرار في الجنوب والمناطق اللبنانية كافة وضرورة تفويت الفرصة علي العدو الاسرائيلي بجر لبنان إلي مواجهة واسعة تهدد دول المنطقة وشعوبها والسلم الاقليمي برمته.