بدأ العراق في الوقوف علي قدميه -إلي حد ما- ومواجهة تنظيم داعش الذي يسيطر علي أجزاء كبيرة من البلاد منذ منتصف العام الماضي. إذ تشير الأخبار الواردة من بغداد إلي أن الجيش العراقي يعيد تنظيم نفسه وتدريب عناصره بالاستعانة بخبراء عسكريين أوروبين وأمريكيين وملاحقة عناصر "داعش" في الوقت نفسه بدأت العشائر والصحوات في التنبيه لمخاطر "داعش" مع صمود المقاتلين الأكراد "البشمركة" أمام التغول والتمدد من قبل مسلحي "داعش". وتدرك حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن عامل الوقت مهم لكسر شوكة "داعش" وأن البطء في مواجهة هذا التنظيم فيه ضرر كبير علي العراق والبلدان المجاورة كما تدرك أن من يحسم الأمور هو الجيش العراقي وأن طائرات التحالف الدولي التي تهاجم قواعد ومعسكرات التنظيم لن تنجح إلا علي المدي البعيد جدا. يكون "داعش" وقتها قد رسخ أقدامه فيما يسيطر عليه. العبادي شخصيته متميزة فكريا وخططيا ويختلف كليا عن سلفة نوري المالكي ومن ثم فإن نجاحه في توحيد العراق وطرد "داعش" أمر ليس صعب المنال لكن هذا يحتاج إلي تضافر إقليمي وتعاون داخلي من قبل عناصر المجتمع العراقي من سنة وشيعة وكرد ويزيديين وغيرهم كذلك ضرورة وجود دعم دولي طويل الأجل له لإكمال توجهاته في إعادة العراق إلي سابق وحدة مكوناته.