* سيدتي: أعتذر في البداية لسوء الحظ وربما لانطماس بعض الحروف علي الورقة من بكائي فليس بيدي هذه الدموع ولا هذا الحزن.. وأرجو منك سرعة الرد وأتمني أن تصلك رسالتي فهي الثانية ولا أظنك تتجاهلين الرد عليّ فلي معك تجربة سابقة وأقسم لقراء بابك أنني وجدتك أماً حنت عليّ وأنقذتني من كارثة. اليوم الكارثة أكبر وأخطر يا سيدتي.. اليوم المصيبة تأخذني وأمي وخالتي في أقدامها من أجل زوج أمي وحبيبها كما تقول والذي لا تصدق فيه غير قلبها وهو أحقر الكاذبين علي الإطلاق بل أحقر الرجال. عمري 25 عاماً تخرجت في الجامعة ولم أجد عملاً حتي الآن فقمت وزميلة لي بعمل مشروع صغير نديره من المنزل وهو كتابة ومراجعة الرسائل العلمية والكتب.. ونحمد الله بدأنا نتوسع ودخلي يكفيني ألا أمد يدي لأمي ولا لزوجها. المشكلة التي أعانيها هي هذا الرجل الذي كان السبب في دمار حياتي فقد مات أبي منذ عشرة أعوام وتزوجت أمي بعد وفاته بأربعة أعوام من رجل كان قاسياً جداً عليها لدرجة أنه كان يضربها ويهينها أمامنا فطلقت منه وعشنا سعداء معاً فليس لها غيري وليس لي غيرها.. إلي أن ظهر هذا الرجل في حياتنا هو زميلها في العمل ظل يطاردها بالتليفونات والمقابلات حتي عشقته وتزوجته رغم سوء سمعته بين الزملاء بأنه زير نساء ومطلق أو مخلوع من اثنتين غير أمي.. ولكنه أقعنها أنها حبه الأول والأخير وأنه كان ينتظرها واسطوانة مشروخة أنا رغم صغر سني لا أصدقها.. المهم أنها تزوجته وعاشت سعيدة وقلت من حقها فهي إنسانة عليها أن تعيش سعيدة.. ولكن فجأة لاحظت أنه يغازل خالتي الأصغر من أمي ويطاردها وكلما جاءت لزيارتنا لا يتركنا معها ويظل يحادثها برقة ونعومة ويصر أن يوصلها لبيتها.. وأصبحا صديقين لا أعرف عمق تلك العلاقة ولكنها أحياناً تأتي وأمي في الشغل.. ليس هذا فقط إنما أسمعه وهو يتحدث لأخريات في محموله وقد تلصصت علي رسائله ذات يوم وعرفت أن له علاقات مشبوهة بنساء كثيرات. وذات يوم كنت في البيت وكان لدي عمل وجاء ليتحدث معي وتجاوز في كلامه فسامحيني أنا لست جريئة لكن سأنتقي لك أنظف ما قيل.. قال لكل بنت علاقات جنسية مع شاب أو شابة وضحك وقال وبما أنني خبرة أحب أن تستفيدي من خبرتي حتي لا ينضحك عليك. نهرته بل شتمته وأغلقت الباب بالمفتاح حتي عادت أمي وأصبحت كلما تواجدت معه أغلق باب حجرتي علي بالمفتاح لأنه يتعمد العودة قبل أمي ولا أدري ماذا يريد.. لكنني لاحظت أن أمي متغيرة من ناحيتي وأصبح لها ملاحظات علي لبسي وخروجي بل وكلما ذهبت لمشاهدة التليفزيون معها ويكون موجوداً تكشر في وجهي وتقول لي قومي شوفي شغلانة اعمليها.. لقد حرمت الجلوس معها وربما حفظت كل حبة رمل في غرفتي.. بسبب هذا الرجل.. الذي لا أعرف ماذا قال لها فقد سألتها عن سر التغير ناحيتي لكنها تنظر لي بحزن وتمشي دون رد وهذا يسعده جداً.. لقد نجح في التفريق بيننا ولم أخبرها بما قاله لي ولا بما يفعله خوفاً عليها فهي تصدقه ويسعدها تقبيل يدها وغزل مراهقين وتقول لم أعش هذه الحياة من قبل ولا مع أبيك. سيدتي بماذا تنصحيني وكيف أتصرف مع هذا الرجل الشهواني. ** عزيزتي: أولاً شكراً علي رسالتك وهي الأولي فلم أهمل أبداً رسالة لصديق أو صديقة لبابنا..ثانياً لابد من تصحيح المفاهيم بين معني كلمة رجل وكلمة ذكر.. فكل رجل ذكر بالضرورة وليس كل ذكر رجلاً.. للرجولة معان تتضح من الأفعال والتصرفات وهذا الزوج هو ذكر يركض خلف ملذاته دون التفكير في الحلال والحرام.. وأعتقد أنك أخطأت حين أخفيت علي أمك حديثه السافل معك.. كان يجب أن تعرف أنها أدخلت الذئب لبيتها وأنها تسببت في وجودك في خطر داهم فمن لا يتقي الله لا يحافظ علي شرف الاخرين هذا درس عليك بتعلمه قبل أن تصدمي مثل ساذجات كثيرات.. أخبري والدتك بكل تصرفاته.. معك وأخبري خالتك لعلها تدرك أي رجل تتعامل معه فقد تكون خالتك تتصرف حتي الآن ببراءة وتعتقده الأخ وزوج الأخت ويكون مستغلاً علاقتها الطيبة بوالدتك.. اشرحي لخالتك دون جرحها وهي ستفهم وربما دعمتك وتأكدي أنك ستكونين أغلي علي والدتك منه.. فالأم تقتل لأجل أطفالها حال تعرضهم للخطر فلا توصيلها لهذا الحد.. كوني حذرة مع ذلك الشيطان الآثم.. وكوني مع والدتك صديقة لها لا تخافي بل خافي عليها.. والخوف يا ابنتي ليس بتركها لا تري هذا الذكر علي حالته ووجهه الأصلي ويدخل هو أكاذيبه في عقلها حتي انها تتبدل ناحيتك بالغضب فهي لن تستطيع التصرف معك بأكثر من الغضب بدليل نظرة الحزن في عينيها كما ذكرت. مثل هذا الرجل الذي يستبيح الحرام ويتنقل به من امرأة لأخري سيضرك لو التزمت أكثر لا تخاف علي والدتك ألا تكون بلا زوج للمرة الثالثة فهذا أكرم لها من الوجود في عصمة مثل هذا!! تأكدي أيضاً أن حزنها الآن أفضل من صدمتها في نهاية العمر لو استمرت مخدوعة فسوف يتركها هو فبعض الرجال من صائدي الأرامل والمطلقات لا يعنيه معاناة الطرف الثاني وينظر للأمر علي أنه مجرد أجر مأذون. خذي حذرك وليتك لا تتواجدين معه في شقة واحدة بمفردكما.. اذهبي لدي جدتك.. عمتك أي شخص من الأقارب.. حتي تعود والدتك إلي أن تخبريها وخالتك.. ولك مني المودة والتقدير متمنية لك الستر.