* سيدتي: أرجو أن يتسع صدرك لي فلم يعد أمامي غيرك بعد أن ظن الجميع أنني قاتلة أبي ولا يعرفون عنه الحقيقة التي أعرفها.. حتي شككت أنه ليس أبي لولا كل ما يثبت ذلك ولكنه لن يكون أبي أمام الله بل خصيمي وعدوي ولن أقبل إلا بتعذيبه في النار خالداً فيها.. فهو من يعذبني ويدمرني حتي اليوم وحتي بعد أن مات. حكايتي تبدأ منذ مرضت من أكثر من عشرة شهور وأصبحت جليسة البيت.. تذهب أمي للعمل وتتركني مع أبي الذي يعمل بعد الظهر في مكتبه ولا يذهب لعمل في الصباح.. وتحولت دراستي للبيت وكل شيء يتم في منزلي.. لي أخ وحيد طالب في المدرسة يذهب إليها وبالتالي كان أبي هو المكلف برعايتي من كل شيء حتي حملي للحمام.. في البداية كان طيباً يعاملني برفق لم أعتده منذ صغري قلت لعل مرضي غير طباعه القاسية فهو يعامل أمي بطريقة متوشحة وهي تصبر لأجلنا.. وبعد شهر بدأ يتصرف تصرفات مشينة معي.. كدت أجن وحاولت البوح لأمي لم أقدر.. أبلغتها أنني لا أريد لأبي أن يبهدل نفسه في رعايتي ضمتني وقالت لا بهدلة نحن نحبك.. كنت أمتنع عن شرب الماء والأكل حتي لا أدخل الحمام حتي زاد تعبي بمرض في القولون والتهابات في المثانة.. تعبت حتي إنني اضطررت للصراخ في وجهه في لحظة وقلت له ماذا تفعل؟ فقال انظفك يا حبيبة بابا ثم كشر وقال: ايه مالك؟ وضحك وقال بوقاحة لن أنساها: وبعلمك علشان لما تخفي وتتزوجي تبقي ممتعة لزوجك ولا تكوني زي أمك جاهلة. لهذا الحد ووجدتني أصرخ حتي خاف وخرج يجري من الحمام وتركني أزحف حتي غرفتي ورقدت مريضة أصرخ وأبكي.. وعندما حاول يكلمني شتمته بأقبح الألفاظ حتي ضربتني أمي فقلت لها هذا الرجل ليس أبي وقد فعل كذا وكذا.. فقال لها ببراءة عجيبة: البنت اتجننت وصدقته أمي.. لكنها اضطرت لأخذ أجازة حتي أمر من مرحلة الانهيار العصبي التي كانت عندي.. بعدها بأسبوع سافر أبي لقضاء عمل له في بني سويف ومات في حادث سيارة.. ولا أنكر عليك سيدتي لم أحزن عليه لحظة ولا أعرف كيف.. بل لم أتذكر له إلا قبحه معي.. ولكنني منذ تلك اللحظة وأنا عدوة للبيت ومن فيه عماتي يرونني شؤما عليهن.. وأمي تقول لولا قلة أدبك ما انشغل ذهنه وهو يقود السيارة.. والكثير من الكلام أقسمت لأمي أنني كنت صادقة.. لم تهتم.. أصبحت أتمني الموت ولا يأتي.. لم يصدقني إلا زوجة عمي التي قالت بأنه كان يغازلها ودعتهم لتصديقي ولكنهم شتموها وطردوها فهي تسيء لذكري الرجل الطيب. ماذا أفعل لأعيش دون لعنة هذا الرجل الملعون والذي أعرف أن الله سيحاسبه فقد كنت أسمع كلامه القذر مع سيدات من خلال التليفون.. لن يرحمه الله.. ولكنني تعيسة حزينة لأن أمي تعاملني كبومة في البيت وكأنه كان يسعدها فقد أهانها وبهدلها أمامنا. سيدتي لا بيت آخر لي ولا أعمل وعاجزة ونفسيتي مدمرة فماذا أفعل؟ ** عزيزتي: مشكلتك معقدة لأن بها طرفا قد مات فسلب العطف والتعاطف كله معه وخاصة أنه مات في حادث وبعد فضيحة كبيرة له.. ولذا صبرا فكما صبرت علي هذا العذاب وهذا البلاء الذي سيرفعه الله عنك بالصلاة والدعاء والتزام تعليمات الأطباء.. سيرفع عنك أيضاً تلك التهمة التي ترفض تصديقها الأم والعمات لأنها تهز صورة رجل منافق شاهدوا الوجه الطيب منه ولم يتعرضوا للوجه الخبيث فيه.. اصبري علي أمك فقد مات شريكها وسندها في الحياة ولو من وجهة نظرها فهي تري فيه الزوج والسكن رغم عصبيته وشتائمه واهاناته لها.. لكنها لم تر فيه الذئب الدنيء الذي يلتهم فلذة كبده ولهذا لن تتقبل الآن أي كلام ضده.. فكل منكما تري جهة لا تراها الأخري. مات من كان يؤذيك والأم ستؤدي دورها لأنك قطعة منها ولن تقصر.. فلا تسعي لتثبتي براءتك الآن وحتي لا داعي لاثباتها دعيها تموت كما مات الجاني.. الكثير من المشاكل التي لا حلول لها تموت بموت أحد طرفيها.. دعي أمك لحزنها والأيام ويكفي شهادة زوجة عمك الآن.. المهم هنا هو أنت.. كيف تخرجين من تلك التجربة الأليمة من نفسك لتعودي تستمتعين بالحياة.. ولك أقول: هناك بشر يسلطهم الله علي أنفسهم لينتقم منهم مما فعلوه في حياتهم فيفعلوا ما يدمرهم.. ومن أفعالهم وربما والدك منهم وإن كان دمرك معه فهو لم يتمكن من القضاء عليك جعله الله دائماً أجبن من أن يصمك وصمة تدمر حياتك كاملة.. لذا يا صديقتي.. حاولي النسيان ولو فشلت كلميني أو اذهبي مباشرة لأحد المتخصصين في الصحة النفسية أو طبيب نفسي.. أما والدتك فاتركيها الآن فهي لن تصدقك وربما تأزمت العلاقة بينكما لدرجة تتعبك.. واعلمي ان أمثاله لن يفوتهم الله دون عقاب. *** همسات الصديق.. كمال/ الإسكندرية أهلا بالإسكندرية وأهلها وبحرها لا يوجد مشاكل باتساع البحر كما تقول إلا ولها حلول من عند خالق البحر.. فلا تقلق يا صديق وأهلاً بك السبت القادم الخامسة مساء ولك التحية.