للمرة الثانية يوقع عدد من قيادات الإخوان المحبوسين علي "اقرارات التوبة" ويتم فعلاً الافراج عن 1255 منهم ليخرجوا من السجون ويعيشوا حياة طبيعية دون ملاحقات أمنية. "اقرار التوبة" تضمن ثلاثة شروط هي: عدم ممارسة أي أعمال عنف. وعدم المشاركة في الاجتماعات التنظيمية للإخوان. والتبرؤ تماماً من الانتماء للجماعة وفكرها. نطلب المستحيل الرابع بأن تكون توبتهم نصوحاً.. لكن للأسف.. فان الواقع ينفي ذلك تماما ويجعلنا نؤكد أنهم لم ولن "يتوبوا" ابداً.. وهذه حيثيات هذا الحكم النهائي البات: * أولاً: ان الإخوان أصلاً كذابون.. وهم يكذبون كما يتنفسون.. ويؤمنون ب "التّقية".. والكذب عندهم تّقية للنجاة من وضع صعب يعيشونه حتي تتغير الظروف.. ظروف البلد أو ظروفهم هم.. وقتها.. كأنهم لا تابوا ولا كذبوا. * ثانيا: تدليلاً علي الحيثية الأولي.. فقد سبق لهم في الخمسينات من القرن الماضي عندما انقلبوا علي الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وحاولوا اغتياله في المنشية وتم اعتقال قياداتهم ووضعهم بالسجون.. ان وقعوا علي نفس "اقرارات التوبة" بذات الشروط الثلاثة واضيف اليها وقتها بند خاص جداً هو الاعتذار لعبد الناصر.. فماذا كانت النتيجة؟؟ خرجوا من السجون وسافر معظمهم للخارج حيث انتشروا في دول الخليج وأمريكا وعدد من الدول الأوروبية وحصلوا هم أو أولادهم علي جنسية تلك الدول وكونوا ثروات ضخمة ومنحوا تنظيمهم الدولي قبلة الحياة من جديد.. أما من ظل منهم في مصر فبدأ في احياء الجماعة مرة أخري من السراديب ولكن تحت الضغوط الأمريكية والأوروبية ووفاة عبدالناصر دخلوا الحياة السياسية علي استحياء في البداية ثم بفجور مستثمرين ظروف البلد وفكر السادات حتي انفضوا علي البلاد مستغلين انتفاضة الشباب في 25 يناير.. وحدث ما عشناه جميعا ومازلنا نعيشه. * ثالثا: لا تستطيع أي قيادة بالإخوان خاصة القطبين منهم التبرؤ من الانتماء للجماعة وفكرها بجرة قلم مهما اتخذت الداخلية من ضمانات.. فقد اعتادوا علي السمع والطاعة وتقبيل يد المرشد وحمل حذائه.. انهم فئة ضالة ومضللة ودموية بطبعها.. لا اخلاق لها ولا دين ولا مبدأ ولا عهد. الدليل علي صحة ما أقول ان أعضاء في مجلس شوري الإخوان وجميعهم قطبيون وهم النوع الأخطر في الجماعة رفضوا التوقيع علي الاقرارات الا اذا تغيرت الصيغة من "توبة" إلي "مصالحة"..!!! بالطبع.. لا يجوز أبداً ان تتم "مصالحة" بين جماعة الاخوان والدولة وإلا نكون قد اسأنا لمصر ابلغ اساءة.. ثم ان "التوبة" تعني ان التائب مجرم يعترف باجرامه ويتوب عنه وهذا صحيح ومقبول.. أما "المصالحة" فانها لا تكون الا بين "ندين" بينهما خلاف وهذا يجافي الحقيقة ويطعنها في مقتل.. وبالتالي فاننا نرحب بأن يوقعوا علي "اقرارات التوبة" ولو انهم لن يتوبوا.. ونرفض بحسم "المصالحة" شكلاً وموضوعاً. المفروض ان يحمدوا ربنا علي ان الدولة اتاحت لهم منفذاً يخرجون عن طريقه من السجون في صيغة "توبة".. أما أن يشترطوا ويفرضوا "المصالحة" فنقول لهم: "بعيد عن شنبكم ودقنكم .. اتفلقوا .. عنكم ما تبتم خليكم في السجون". لله الأمر من قبل ومن بعد.