مبروك لمجلس إدارة اتحاد الكرة البراءة من تهمة التزوير في الانتخابات.. جاء حكم قضاء مصر العادل برفض دعوي التزوير التي قام برفعها بعض المرشحين الذين لم يحالفهم التوفيق في انتخابات مجلس الإدارة للدورة 2012/..2016 ورغم أن هؤلاء المرشحين قرروا عدم الاستسلام بالطعن علي الحكم.. فإن الواقع يقول إن مجلس الجبلاية برئاسة جمال علام مستمر في موقعه.. ليبدأ مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والهدوء والتركيز في العمل لتصحيح مسيرة المنتخبات الوطنية والكرة المصرية.. ولكن المهم أن يحسن استغلالاً بتطوير الأداء والسياسات والأفكار والبرامج.. لأن المحصلة حتي الآن لأداء هذا الاتحاد منذ توليه المسئولية لم تشهد أي إنجازات تذكر.. وعلي العكس لم يقدم حتي الآن سوي سلسلة من الإخفاقات علي المنتخبات الوطنية.. وإن كان يحسب لرجاله انهم نجحوا في إعادة بطولة الدوري العام والنشاط المحلي لمختلف الدرجات والقطاعات في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد منذ قيام ثورة يناير.. ثم وقوع جريمة مذبحة مباراة بورسعيد.. ولكن الشيء الذي لفت نظري في الساعات الأخيرة التي سبقت صدور الحكم القضائي هو أن مجلس الجبلاية قام بإجراء اتصالات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يطلب منه حمايته من قرار الحل في حالة صدور حكم قضائي بإدانته بمنع التدخل الحكومي في شئونه.. ولا أدري كيف يتم الاستقواء بالخارج في حالة إذا ما كان قد صدر حكم قضائي بإدانتكم بالتزوير؟!.. وهل كنتم تتوقعون من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أن يقف متفرجاً دون أن يقوم بتنفيذ الحكم القضائي؟!.. وهل يستطيع أي مسئول مهما كان موقعه عدم الالتزام بتنفيذ أحكام القضاء؟!.. ألسنا في دولة قانون ومؤسسات وكلنا يحتمي بمظلة القانون؟!.. ونعلم تماماً أنه لولا اننا احتمينا بمظلة القانون أثناء حالة الفوضي والاضطرابات السياسية والأمنية التي حدثت في أعقاب ثورة 25 يناير لحدث ما لا يحمد عقباه.. وصحيح أن الميثاق الأوليمبي للجنة الأوليمبية الدولية يمنع التدخل الحكومي في شئون الاتحادات الرياضية.. ولكن في نفس الوقت فإن الميثاق الأوليمبي لا يحمي مجلس إدارة أي اتحاد يتم إدانته بالتزوير أو ارتكاب جرائم فساد مالي.. ولذلك فإنني في دهشة من تلك الخطوة الاستباقية التي أقدم عليها مجلس الجبلاية بالتنسيق مع الفيفا لحمايته من الحل.. وكان يمكن أن تقود المنظومة الكروية إلي أزمة طاحنة تشعل الوسط الرياضي ولا يستطيع أحد إخماد نار تلك الفتنة.. لأن الفيفا وعدهم بتجميد النشاط الكروي لمصر في حالة إصرار الدولة علي تنفيذ الحكم القضائي بإبعادهم.. والمثير للأسف انهم أقدموا علي خطوة الاستقواء بالخارج رغم علمهم أن الوزير أكد التزامه بحل اتحاد الكرة إذا صدر حكم قضائي بإدانتهم.. وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده علي هامش مباراة كينيا ومنتخب مصر الودية في افتتاح تطوير استاد أسوان قبل انطلاق التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا بغينيا الاستوائية التي شهدت فشلاً ذريعاً وسقوطاً مروعاً للمنتخب للمرة الثالثة علي التوالي.. المهم أن بعض أعضاء الجبلاية حضروا هذا المؤتمر الصحفي الذي شهده محافظ أسوان.. ورغم هذا كله فوجئنا باللجوء للفيفا.. ولكن العناية الإلهية وحدها أنقذتنا من الدخول في دوامة الصراع والسقوط في نفق مظلم من المشاكل والفتنة بين الجبلاية والفيفا من ناحية.. ومن ناحية أخري وزارة الشباب والرياضة ومستقبل الكرة المصرية.. ويبدو أن رجال الجبلاية نسوا وهم يقدمون علي هذا التصرف المرفوض أن اللجنة الأوليمبية الدولية أيدت قرار حل مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة برئاسة علي السرجاني لوجود فساد مالي.. والجمباز لوجود فساد إداري.. وهذا التأييد يؤكد أن المنظمات الدولية الرياضية ترفض مساندة أو دعم أي مظاهر للفساد لأي اتحاد محلي في أي لعبة.. وتلك خلاصة القول.. ومرة أخري مبروك البراءة والتأكيد علي استمراركم وهو ما يصب بالطبع في المصلحة العليا.