عانت منطقة ميامي وسكانها بعدما غمرت مياه الصرف الصحي غالبية شوارعها وألحقت بها اضرارا جسيمة. واكتملت المعاناة بقطع الكهرباء خوفا من حدوث ماس كهربائي يؤدي إلي كهربة الشوارع بالغارقة بالمياه. وانقطاع المياه لتخفيف الاحمال علي شبكة الصرف المعطلة. مما أعطي المشكلة أبعاداً مأساوية. وتزامنت الأزمة مع امتحانات نصف العام لطلبة المدارس والجامعات. مما شكل صعوبة بالغة في حركة الطلاب والمواطنين من وإلي منازلهم. خلال السير علي سقالات خشبية وضعوها فوق المياه. قامت "المساء" بجولة لشوارع منطقة ميامي المنكوبة. لرصد المشاكل التي خلفتها مياه المجاري. داخل المنازل والجراجات والمحلات والمساجد. التي نالت جميعها القسط الأكبر من الخسائر. والتي كانت غالبيتها من نصيب الغلابة وبوابين العقارات لوقوعها في الأدوار الأرضية والبدرومات. وسط "كراكيب" تبقت من أغراض معيشته التي اتلفتها مياه المجاري بعدما فاجأته أثناء نومه. قال السيد حسن الجمل "26 سنة سايس جراج عقار" بشارع صلاح الدين شعبان. انه فوجئ هو وزوجته وأطفاله بدخول المياه كالفيضان. وأضاف السيد "معرفتش وقتها المياه دي جايه من فين. وسألت نفسي وأنا مستسلم تماما هو ده تسونامي اللي بيقولوا عليه. ولا البحر غضب علينا" وبعديها صحيت ولادي وأخذتهم وجريت بيهم خارج الجراج اللي هو في البدروم. والجو كان "برد شديد". ومافيش ساعتين تلاتة ولقيت الجراج امتلأ عن آخره. وكان فيه اكتر من 10 عربيات المياه غطتهم بالكامل. وبنبرة حزن شديدة قال السيد وهو ينظر بحسرة وألم إلي متعلقاته أضاف "حتي كتب الولاد راحت في داهية وهدوم المدرسة اتعدمت وطالب السيد المسئولين بتعويضهم عن الخسائر كما وعدوا أمام كاميرات القنوات الفضائية. وفي شارع قائد الأسراب الذي بدأت به المشكلة يجلس اسلام فرج سعيد حارس عقار بجوار أغراضه في مدخل العقار والتي أخرجها من غرفته الصغيرة بعدما غمرتها المياه بالكامل. وقال اسلام لم تبقي مياه المجاوري أي شئ يصلح لاستعماله مرة أخري وأنتظر اللجنة اللي قال عليها المحافظ علشان تعوضني علي خسايري. أما عبدالحميد عبدالسلام حارس عقار فقد غلبته الدموع وجميع أغراضه متراكمة فوق بعضها مبللة بمياه الصرف. وقال "مياه المجاري مجاتشي غير علي الغلابة اللي زي حلاتنا" وأشار عبدالحميد إلي كتب ابنائه وشنطهم في المدارس والجامعات قائلا: "يرضي مين الخراب ده. والولاد هيذاكروا ازاي وهم في الامتحانات". وعلي بعد خطوت وجدنا عدداً من البوابين والعمال يغسل سجاد أحد المساجد الذي غمرته مياه الصرف بالكامل. وقال خالد عبده عامل بالمسجد "السجاد كله باظ وتعرض للنجاسة من مياه الصرف الصحي وماكينة الميكروفون اتحرقت بعدما غطته المياه بالكامل". أضاف بأن المسجد قائم علي التبرعات والمجهود الذاتي لأبناء المنطقة وأشار إلي انه يوجد 4 مساجد آخرين في الشوارع المجاورة أيضا تعرضوا للتلف. فيما لم تسلم السيارات أيضا من الضرر الذي تسببت فيه مياه الصرف الصحي تلتي غمرت غالبية جراجات المنطقة أكد محمود خلف "سايس جراج" أكثر من 40 سيارة في جراجات المنطقة تعرضت للغرق. وفي شارع 10 بنفس المنطقة أكدت فوزية عبدالحليم صاحبة منزل غارق في مياه المجاري. بأن بعض عمال الصرف اتوا إلي منزلها وقاموا بشفط المياه من خلال خراطيم وقالت بأن هذا ليس كافيا فمن يعوضها عن خسائرها وعفشها الذي تعرض للتلف وقالت فوزية "احنا ناس غلابة ومش معانا فلوس نشتري بيها عفش تاني وأنا معايا بنتان علي وش زواج. وحاجتهم كلها باظت في مياه المجاري. وأنا بقول للمحافظ حسبي الله ونعم الوكيل فيك لو معوضتناش عن الخسائر بتاعتنا ونفت فوزية قيام أي لجنة بجرد خسائرها هي وبقية جيرانها من السكان. وقالت انه يوجد أكثر من 25 بيتاً مثلي تعرض للغرق ولم يسأل فينا أحد حتي الآن. محمود جرجيره صاحب فرش فاكهة علي ناصية شارع خيرت العندور أكد انه يوجد أكثر من 20 محلاً تعرض للغرق وتلف بضائعه. وطالب محمود بضرورة قيام المحافظة بصرف تعويضات للغلابة. لأن الحال متوقف طبيعي علي حد قوله.