رحب خبراء الاقتصاد بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي التوجه نحو دول شرق آسيا والصين الشعبية متوقعين أن تنعكس الزيارات التي يقوم بها الرئيس علي الاقتصاد والسياسة المصرية بوجه عام. مشيرين الي وجود توجه عام لدي الدولة لتعميق العلاقات مع روسياوالصين. وهو ما يعطي مدلولاً لتراجع الهيمنة الأمريكية علي منطقة الشرق الأوسط. قالت د.سلوي العنتري الخبيرة الاقتصادية إن لدي مصر مصالح اقتصادية بشكل فعلي مع الصين. لافتة أن التوجه المصري الراهن تجاه القوي الآسيوية. يتفق مع تحولات القوي الاقتصادية العالمية. التي تتجه بوصلتها بشكل متزايد لمنطقة شرق آسيا وعلي رأسها التنين الصيني. أشارت الي أن الصين تتوسع في أنشطتها علي مستوي العالم. ولديها أكبر معدل للنمو الاقتصادي. مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي التي تشهد تراجعاً اقتصادياً. فضلاً عن الموقف الغربي المعادي لمصر منذ 30 يونيو والذي قابله موقف داعم من الصينوروسيا. لمشروعاتهما في مصر. أوضحت أن مصر لديها مقومات متميزة تشجع الشركات الصينية علي الاستثمار بها منها الأجور المنخفضة للعمالة المصرية وارتفاع مستوي التعليم بجانب ميزات أهم وهي وجود اتفاقيات للتجارة الحرة بين مصر ودول اقليمية متعددة مثل أغادير والكوميسا واتفاقيات التجارة العربية مما يخلق سوقاً متسعة أمام أي مستثمر صيني للتصدير. أكدت أن عصر 99% من مفاتيح اللعبة لدي أمريكا قد انتهي في ظل متغيرات اقليمية مما يدفعنا الي التوجه وتنويع التبادلات التجارية مع الاقتصاد الثاني عالمياً والأول من ناحية التبادلات التجارية في الوقت الراهن. وحول ما تعنيه الشراكة أكد د.فخري الفقي الخبير السابق بصندوق النقد الدولي أن الشراكة مع الصين تمثل الانفتاح شرقاً وهو أمر مهم للغاية. مشيراً الي ضرورة توسيع التجارة مع الصين وعلاج الخلل في الميزان التجاري حيث نصدر للصين بما قيمته مليار دولار ونستورد بمثابة مليارات الدولارات. أشار الي أنه يتمني خلال 2015 علاج بوادر الاختلال في الميزان التجاري. في ظل وجود مشروعات عملاقة سيتم طرحها علي هامش المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل. أكد أن الاستثمارات الصينية يجب أن تنتهز فرصة تعافي السوق المصرية واقامة صناعات كثيفة في مصر بحيث تكون مصر نواة للتصدير الي الأسواق الاقليمية. أكد أن السياحة الصينية لا تتعدي 20 ألف سائح من اجمالي 130 مليون سائح صيني عالمياً. مشيراً الي ضرورة توجيه السياحة الصينية الي مصر للوصول الي رقم 2 مليون سائح صيني خلال 3 سنوات. توقع د.أسامة عبدالخالق أستاذ الاقتصاد والضرائب بجامعة عين شمس أن يشهد النفوذ الأمريكي تضاؤلاً مقابل روسياوالصين في المنطقة بشكل عام. خلال الفترة المقبلة. خاصة أنهما أكثر البلدان تصديراً للسلاح والغذاء والتكنولوجيا علي مستوي العالم. أشار الي ضرورة الاستفادة من الخبرات الصينية في مجال خلق أسواق تصديرية لمنتجاتها وتوفير فرص حقيقية للتنمية داخل البلاد. مشيراً الي أن التبادل التجاري مع الصين يجب أن يزداد. أضاف مختار الشريف الخبير الاقتصادي أن زيارة الرئيس السيسي الي الصين محاولة لتوسيع دائرة العلاقات الدولية لمصر ودول العالم. وللاستفادة من دول شرق آسيا "الصين والهند واليابان" وغيرها. لاعتبارها القوة المستقبلية الجديدة. تابع الشريف: "مصر تمتاز بموقعها في وسط الكرة الأرضية. بالإضافة الي تطوير محور قناة السويس. فمن مصلحة مصر أن تمد علاقاتها الخارجية أكثر من الدول الأخري. ولكن علينا أولاً ترتيب أوراقنا والتركيز في كافة الأمور والمشاريع. والتعاون مع الصين يفتح باب الاقتصاد علي مصراعيه. لاعتبارها ثاني أقوي اقتصاد بعد الولاياتالمتحدة من ناحية الانتاج". بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال الفترة "يناير سبتمبر 2014" حوالي 8.5 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 16% مقارنة بالفترة نفسها في عام .2013 كما بلغت قيمة الصادرات المصرية 922 مليون دولار أمريكي. في حين بلغت قيمة الصادرات الصينية حوالي 7.6 مليارات دولار. ليصل العجز التجاري بين البلدين الي حوالي 6.7 مليارات دولار أمريكي. بزيادة قدرها 57% عن قيمته خلال الفترة نفسها من العام الماضي.