يستحق أمس الأول أن يُطلق عليه "الاثنين الأسود" في حياة الإخوان الإرهابيين.. فيه أغلقت قطر قناة "الجزيرة مباشر مصر" النافذة الإعلامية الأهم لهم. وفيه دق الباجي قائد السبسي المسمار الأخير في نعشهم بتونس وفاز بالرئاسة بعد أن هزم "عميلهم" المتواري خلف اليسارية المنصف المرزوقي. اغلاق "الجزيرة مباشر مصر" خطوة جيدة علي الطريق الصحيح للمصالحة.. وكان مطلباً مصرياً أساسياً.. وفي رأيي ان الغلق نهائي وليس مؤقتاً أو تعليق حتي يتم توفيق الأوضاع بشكل قانوني لإعادة بثها من القاهرة كما قالت القناة في بيانها.. من العار أن نعطيها "قُبلة الحياة" بعد كل ما فعلته. لكن.. من المؤكد ان غلق هذه القناة المعادية لمصر وشعبها وقيام وزارة الخارجية القطرية بمنع الإخوان المتواجدين علي أراضيها من ممارسة أي دور سياسي ووصف الإعلام القطري للسيسي بأنه الرئيس المصري لأول مرة هو مجرد إبداء لحسن النوايا وليست كل طلبات مصر لاتمام المصالحة.. فهناك مطالب أساسية لابد أن تتحقق وهي: اعتذار قطر رسمياً لمصر شعباً ورئيساً وحكومة عن كل الخطايا التي ارتكبها النظام القطري في حقنا.. وتسليم المطلوبين في قضايا ويعيشون في قطر.. والتوقف النهائي عن دعم الإخوان وباقي التنظيمات الإرهابية خاصة في سيناء وليبيا.. وإعادة وثائق التخابر المدان فيها مرسي وإخوانه.. ووقف الدعم المالي للمنابر الإعلامية والبحثية المعادية لنا في أوروبا وتركيا.. ووقف أي نبرة عدائية لمصر في الإعلام القطري. ربما تتحقق معظم هذه المطالب خلال الساعات القادمة لتمهيد الأرض للقاء المرتقب بين الرئيس السيسي والشيخ تميم في الرياض.. وربما يعقد اللقاء غداً والرئيس في طريق عودته من الصين إذا ما التزم أمير قطر بالتنفيذ. عموماً.. الخطوات التي اتخذتها قطر حتي الآن إذا كانت جيدة وتوصف بأنها "عربون مصالحة" فإنها حتماً "صفعة" مدوية علي وجه الإخوان أفقدتهم منبراً "برطعوا" فيه كما شاءوا لمدة 18 شهراً وحان الوقت لإخراسهم تماماً.. وسيعلم الشيخ تميم ونظامه من هم الإخوان علي حقيقتهم سريعاً فقد بدأوا من الآن في التطاول علي قطر. وفي الوقت الذي لم يفق فيه الإخوان من لطمة وصدمة اغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" إيذاناً بإجراءات أخري أكثر قسوة حتي لطمهم الشعب التونسي الشقيق بإسقاط مرشحهم وعميلهم المرزوقي واختيار "السبسي" رئيس حزب حركة نداء تونس رئيساً للجمهورية.. وهكذا تأتي المصائب للإخوان جماعات لا فُرادي.. !!! اللافت للنظر.. ان الربيع العربي إذا كان قد انتقل من تونس إلي مصر وخطفه الإخوان في الدولتين.. فإن ثورة التصحيح بدأتها مصر واختارت "السيسي" ثم وصلت إلي تونس التي اختارت "السبسي".. سبحان الله.. حتي أسماء الزعماء في البلدين أصبحت عقدة للإخوان.. "نقطة" هي الفرق بين الاسمين. و"نقطة" أصابت الإخوان في السويداء.. !!! ولسه يا إخوان.