يبدو ان القيادة التركية تتخبط في قراراتها وسياساتها.. فرغم ان تركيا تعيش منذ سنوات علي حلم الانضام إلي الاتحاد الاوروبي وقامت بكل ما هو مطلوب منها من اجل ذلك سواء تعديل القوانين التركية أو طرق التعامل مع حزب العمال الكردستاني المحظور وغيرها من الامور التي عملت تركيا علي ان تتوافق مع السياسات الاوروبية. ورغم ان انضمام تركيا إلي الاتحاد الاوروبي اصبح امرا مشكوك فيه.. الا ان أنقرة اعادت تنشيط مساعيها الرامية إلي الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي خلال الأيام الأخيرة. وذلك من خلال سلسلة من الزيارات والتحركات الدبلوماسية بين أنقرة والدول الأوروبية. في محاولة لإحياء الهدف الذي اعتبره الرئيس رجب طيب أردوغان "إستراتيجي" لبلاده..وفي الوقت نفسه فان السياسة التركية الداخلية التي ينفذها رئيس الورزءا رجب طيب اردوغان تتناقض تماما مع ما يقوم به خارجيا فسياسة خنق المعارضة واتهامها بالعمالة واعتقال الصحفيين اصبحت سمة يومية من ممارسات السلطات التركية.. واحدث تطورات في هذا الموضوع ما اعلنته شبكة التليفزيون العامة تي ار تي التركية من ان محكمة باسطنبول اصدرت مذكرة توقيف باتجاه المعارض الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في الولاياتالمتحدة والذي يبلغ من العمر 73 عاما بتهمة قيادة منظمة ارهابية مع ان اسم المنظمة لم يذكر.. وفي سياق القضية نفسها وجهت المحكمة تهمة الارهاب لمدير تليفزيون "سمانيولو" والذي كان قد اعتقل خلال حملة للشرطة كانت تستهدف الداعية غولن.. ويأتي ذلك عقب الافراج عن رئيس تحرير صحيفة زمان الذي كان قد اعتقل في قضايا مشابهة.. وقد ادت هذه الممارسات إلي انخفاض العملة التركية الليرة مقابل الدولار بحوالي 4% وسط تنامي القلق بشان الاتجاه الذي تسير فيه تركيا.. وعقب ادانة هذه الاعمال من قبل الاتحاد الاوروبي أعلن أردوغان رفضه لانتقادات الاتحاد الاوروبي وأكد انه لا يهمه ما اذا كان الاتحاد الاوروبي سيقبل بلاده في عضويته من عدمه.