منذ اندلاع ثورة يناير وتوالي أحداث الثورة بكل تقلباتها وتداعياتها المتشابكة وظهور فئة من الشباب اطلقت علي نفسها لقب النشطاء السياسيين. كانت كلماتهم تنطلق كصرخات أو طلقات تشق قلب الوطن في زمن التناقضات وعدم الاتفاق علي كلمة واحدة. في حقيقة الامر كنت اشعر دوما بالحيرة والقلق من هؤلاء النشطاء فالكثيرون منهم بدون خلفية واضحة او معروفة لكن المؤكد ان الظاهرة الجديدة ليست وليدة اللحظة أو الزمان الثوري والمؤكد ايضا ان زمن الامية والفقر والتبعية الذي عاشته مصر في السنوات الأخيرة افرز العديد من الظواهر السلبية الكارثية التي مازلنا ندفع ثمنها حتي الان. الميزان المختل وغياب القيم الانسانية وضياع الاحلام القومية فتت الشباب بين فرق تنتمي للتيارات والجماعات الاسلامية واخري تبحث عن دور تفرضه بدلا من الحياة المهمشة. في كل الاحوال كان السؤال الذي يطاردني اين اهل الثقافة والفكر والابداع ومن القادر علي التصدي لهؤلاء الدخلاء وخلال لقائي بالمفكر والكاتب الكبير الاستاذ السيد حسين في مكتبه بجريدة الاهرام لاجراء حوار تم نشره في جريدة المساء بتاريخ 14/4/2012 طرحت السؤال لماذا اختفي المثقف من المشهد وبرز الناشط علي الساحة فقال ان احدي سمات المجتمع المصري بعد الثورة انزواء دور المثقف التقليدي وفقدانه لدوره وظهور ما يسمي بالناشط السياسي الذي قد تكون ثقافته السياسية ضحله ولكن عنده ميزة فارقة وهي القدرة علي تحريك الشارع وقيادة المظاهرات لكنه اكد ان الدعوات التي تقول ان المثقفين انتهي دورهم التاريخي هي نوع من الجهالة السياسية والغرور السياسي واختتم كلماته بأن كثيرا من الناشطين ليس لديهم ثقافة سياسية حقيقية بل يرفعون شعارات زاعقة لا يمكن تطبيقها. ودائما يبقي الحلم والامل حتي لو كانا بعيدي المنال ان يعود المجتمع المصري ليتقدم الي الامام وتعلو لغة الفكر والحوار الحضاري بين جميع الاطياف لبناء وطن يسع الجميع ويتعايش ابناؤه في سلام ومحبة وتختفي كل مظاهر الكراهية والانانية فقد حان الوقت ان تعود مصر ومؤسساتها الثقافية منارة للعلم قادرة علي تصحيح كل المفاهيم والافكار المتشددة والمغلوطة.