للثقافة العربية رجال يحمونها ويزودون عنها. خارج حدود الأقطار العربية. أو في الصفوف الأمامية في مواجهة الثقافات واللغات الأخري. وهؤلاءالرجال ليسوا عرباً ولا يحملون جنسياتنا. لكن يحملون هويتنا العربية الإسلامية. ويحتضنون في قلوبهم حب مصر. ربما أكثر من بعض المصريين الذين لا تعرف مصر منهم سوي الإرهاب والتفجير وإسالة الدماء!! من هؤلا الرجال: الأدباء. الكتاب. المفكرين. اللغويين غير المصريين وغير العرب الأديب الدكتور بكر إسماعيل عاشق مصر. ربما كما يعشقها "بلدياته" محمد علي!! لكن د. بكر إسماعيل لا يحمل جنسيتنا. بل هو سفير لدولته جمهورية كوسوفا في القاهرة. وقد نال من قبل شهاداته الجامعية من الأزهر الشريف. حتي رسالة الدكتوراه عن "حركة اللغة العربية وآدابها في كوسوفا" التي نالها من كلية اللغة العربية بالأزهر. ثم أصبح "أستاذاً" أكاديمياً في هذا المجال اللغوي الأدبي. قبل أن يصبح سفيراً لبلاده بالقاهرة. تحدث د. بكر إسماعيل عن هذا الجانب الغائب من العلاقات بين مصر وبلاد البلقان. وخاصة جمهورية كوسوفا التي كانت جزءاً من الدولة اليوغوسلافية - قبل تفتتها - وتتخذ من اللغة الألبانية لغة لها. وكذلك تعد ثقافتها ألبانية - كما يقول د. بكر - في ندوة جماعة الجيل الجديد التي استضافته. فيذكر أن الألبان 93% من عدد سكان كوسوفا البالغ 2.5 مليون نسمة و95% منهم يدينون بالإسلام. والباقون يعتنقون الأرثوذكسية والكاثوليكية.. وقد عانوا معاناة شديدة من الصرب ومن الشيوعيين أيام الدولة اليوغوسلافية وقبلها وبعدها. حتي تمكنوا من التحرر وإقامة دولتهم. يذكر سفير كوسوفا أن الحرف العربي كان يكتب به اللغة الألبانية حتي الحرب العالمية الأولي فتغير إلي الحرف اللاتيني. وهناك مؤلفات كثيرة بالألبانية بحروف عربية.. ثم امتد الاضطهاد علي يد الشيوعيين فتم إلغاء الكتاتيب التي كانت تدرس اللغة العربية وتحفظ القرآن. لكن كفاح الشعب للحفاظ علي هويته لم يتوقف. فقامت المرأة بدور بطولي في تعليم أبنائها القرآن الكريم والإسلام السمح من داخل المنازل.. وفشلت الشيوعية في محو هويتها. عن ارتباط شعب كوسوفا بمصر يقول د. بكر الذي أنتج عشرات الكتب في الأدب واللغة والسياسة والترجمة. إن تجار كوسوفا وألبانيا كانوا يترددون علي مصر قبل محمد علي. وزادت الاتصالات بين الشعبين بعده. وشعبنا من أكثر شعوب الأرض حباً لمصر. وكثير من كتب الأدب: شعراً ونثراً تتناول عادات مصر وتقاليدها وأخلاق أهلها. وأصبح في يقين الشعب لدينا أن مصر تعني الحياة والخير والبركة ورمز للنماء والخلود. إلي حد أن الأم حينما تهدد ابنها لكي ينام تدعو له بزيارة مصر. فهي أكبر الأماني لديهم. وإذا رأي أحدهم حقلاً مثمراً من الفواكه والخضروات قال: "ما شاءالله نري مصر"!! ومصر بدورها ساعدتنا أثناء حربنا من أجل التحرير. وأقامت معنا علاقات مؤسسية حتي قبل إعلان قيام الجمهورية التي يعترف بها الآن 108 دول. والطريف أن بعض الدول العربية والإسلامية لم تعترف بنا حتي الآن منذ استقلالنا في 17 فبراير .2008 حول أنشطة الترجمة من الأدب العربي ذكر أن عدداً من مترجمينا. ومنهم حسن قلشي وفتحي مهدي وإسماعيل أحمدي ترجموا أعمالاً للأدباء: إبراهيم المازني وأحمد شوقي وصلاح عبدالصبور والمنفلوطي ويوسف إدريس ونجيب محفوظ وطه حسين ومحمد تيمور وعبدالوهاب البياتي ومحمود درويش وسميح القاسم وأحمد فؤاد نجم وخليل مطران وجورج سالم ونزار قباني وغيرهم.. ومازلنا نحتاج إلي تنشيط عملية الترجمة هذه من وإلي العربية. الندوة شارك فيها عدد كبير من الأدباء. منهم: فولاذ عبدالله وأسعد رمسيس وحمدي أبوالعلا ومحمد غازي وعاطف الجندي وعماد فرغلي وحسين حسيسي وحسن الحضري وأمل خليفة وهيثم منتصر وعماد سالم وأحمد فتحي وعبدالعليم إسماعيل ومحمد نور الدين ومحمد فوزي حمزة وفتحي مصطفي ونبيل أبوالسعود وفاطمة بدر وفاطمة منصور وغيرهم.