عندما نتحدث عن الثورة فلابد أن نذكر الثورات التي قامت في مجال الفنون الجميلة. وعادت تمهد هذه الثورات الثقافية للتغيرات والانقلابات الاجتماعية.. وفي تاريخ الحركة الفنية المصرية يبرز اسم المثال جمال السجيني "1917-1977" الذي قدم مرحلة متميزة في تطور فن النحت المصري الحديث وقيامه بقيادة ثورة فنية أعلنها في أعقاب الحرب العالمية الثانية بتكوين جماعة "صوت الفنان" ولد الفنان السجيني عام 1917 وتوفي عام 1977 وهو ينتمي إلي الجيل الثالث الذي قام بالثورة علي الاتجاهات التقليدية في الفن. فقد أدخل الاتجاهات الرمزية والتعبيرية في فن النحت المصري. وبرع في فن الميدالية وفن التماثيل الشخصية "البورتريهات". لكن أجمل ما أنتجه هو أعمال النحاس المطروق التي كان رائداً فيها. التحق عام 1933 بمدرسة الفنون الجميلة العليا. حيث درس فن النحت. وفاز عام 1937 "بجائزة مختار" وهو لم يزل بعد طالبا يدرس الفن. وعقب تخرجه عمل معيداً بالكلية التي درس بها.. وبدأ مشاركته في الحركة الفنية عام 1942 بتماثيل "رومانتيكية" "عاطفية". ثم كون جماعة "صوت الفنان" عقب الحرب العالمية الثانية ضمت عدداً كبيراً من الفنانين المجددين. وقد سافر علي نفقته الخاصة لاستكمال دراستة في باريس. ثم انتقل إلي روما وانضم إلي البعثة التعليمية عام 1947. وحصل علي دبلوم فن النحت وفنون "الميدالية وسك النقود" عام .1950 عاد إلي القاهرة عام 1951 ليعمل مدرساً للنحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. وقد فاز بجائزة فن النحت علي القسم المصري في "بينالي الإسكندرية" الأول عام ..1955 وعندما اشترك بأعماله في معرض موسكو الدولي عام 1957 حصل علي الميدالية الذهبية ضمن 12 فنانا من مختلف دول العالم. كما فاز بالجائزة الأولي عام 1958 في المسابقة التي أجراها "المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب" لتصميم تمثال أمير الشعراء أحمد شوقي. وقد نفذه بعد هذا الفوز في خامة البرونز. وأقيم في حدائق "بورجيزي" بمدينة روما. كما نفذ نسخة أخري من هذا التمثال مقامة بحديقة الحرية بالجزيرة. وثالثة بمتحف أحمد شوقي المطل علي نيل الجيزة.. كما شارك في معرض بروكسل الدولي عام 1958 وفاز بميدالية المعرض الذهبية. وفي نفس العام كان ضمن أربعة فنانين من مصر أختيرت رسومهم لتحفر علي الكريستال يدويا في أمريكا. وكان زملاؤه في هذا الاختيار حسين بيكار وحامد عبدالله والحسين فوزي. كما كان ضمن ثلاثة فنانين اختيروا في أول تجربة للتفرغ للإنتاج الفني في مصر عام 1958. وكان زملاؤه في هذا الاختبار محمد حامد عويس وأحمد لطفي. لكنه تخلي عن التفرغ قبل إتمام سنة التجربة. عند إنشاء كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1958 انتقل السجيني إليها ليتولي رئاسة قسم النحت بها. وقد فاز بجائزة الدولة التشجيعية في فن النحت لعام 1961 مع وسام العلوم والفنون. وقد أهدته الحكومة الايطالية وساماً بدرجة فارس. عاد عام 1964 إلي القاهرة استاذاً ورئيساً لقسم النحت بها حتي إحالته إلي التقاعد في يناير عام 1977. وقد نال منحة التفرغ للإنتاج الفني للمرة الثانية عام 1964. ليخوض مسابقة تصميم لوحات النحت الغائر علي قاعدة نصب شهداء بورسعيد. وفاز تصميمه بجائزة المسابقة لكن لم يتم تنفيذه. وعين عضواً بلجنة الفنون التشكيلية في المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام .1965 نفذ تمثالاً ميدانيا وسط نافورة يعبر عن معركة العبور. أقيم في مدخل مدينة بني سويف عام 1975. كما وضع تصميم تمثال "نصر أكتوبر" الذي كان مقرراً إقامته في مدخل قناة السويس بمدينة بورسعيد. مكان تمثال "ديليبس" "لم ينفذ". سافر في أكتوبر عام 1977 ليقيم معرضاً شاملاً في إسبانيا نظمته الهيئة العامة للاستعلامات لكنه توفي يوم 22 نوفمبر أثناء وجوده هناك.