مازلنا حتي الآن مع الأسف نرفض أي منتج مصري إلا إذا كان أرخص من الصيني. وغالبا لن نجده.. فالسمة الغالبة طوال السنوات الماضية علي أي منتج مصري هي الرداءة وارتفاع السعر وبالتالي انصرفنا عن أي شيء مكتوب عليه "صنع في مصر". وبعد ثورة يناير المفترض أن تتملكنا روح جديدة تدفعنا لتجديد أي منتج لأن حكومة الثورة ومن قبلها المجلس العسكري يعلمان جيداً أن الاقتصاد المصري يحتاج دعماً غير عادي حتي يسترد عافيته. ومن علامات ذلك دعم الصناعة المصرية بكل أنواعها حتي تكتسح السوق المصرية أولاً ثم تنطلق للأسواق العالمية كما يحدث الآن مع المنتجات اليابانية والألمانية. لتكن البداية في منتج نتمتع فيه بميزة نسبية علي مستوي العالم وهو القطن.. فمنذ عدة أعوام كنت في باريس ودخلت أحد المحلات الشهيرة ووجدت قميصاً أعجبني لونه وتفصيلته.. أمسكت به فوجدته مكتوباً عليه "Egyptian cotton" أي مصنوع من القطن المصري.. والمصنع الفرنسي من المؤكد كتب هذه العبارة علي القميص لأنه يعلم أن القطن المصري مازال له زبائنه علي مستوي العالم. لماذا لا يتم تشكيل لجنة تضم خبراء حقيقيين لدراسة كيفية النهوض بإنتاج القطن وصناعته وإطلاق حملة إعلامية وليست إعلانية للترويج لمنتجات الأقطان المصرية؟.. إن الملابس المصنوعة من القطن المصري أكثر فائدة لجسم الإنسان وإذا أضفنا لذلك انخفاض سعرها مقارنة بالملابس المستوردة. وقبل كل ذلك الدعوة لشرائها دعماً للاقتصاد القومي فإن إقبالاً كبيراً سيحدث عليها ومن هنا يعود القطن وصناعاته لمشهد الصدارة كما كان من قبل. تأتي بعد ذلك محاصيل الخضر والفواكه التي اشتهرت بها مصر بين الأسواق الخليجية والدول العربية.. وهكذا بقية الصناعات. الشرط الوحيد لتحقيق ذلك هو عودة الضمير إلي نفس كل مشارك في صناعة أي منتج مصري. والاهتمام بأدق التفاصيل وعناصر جذب المشتري التي تهتم بها الشركات والمصانع الخاصة.. والمنافسة هنا ستكون لمصلحة المستهلك والاقتصاد القومي واسم مصر دولياً.. نتمني أن يأتي اليوم الذي يذهب فيه الأوروبيون والأمريكان إلي مراكز البيع للسؤال عن أي شيء مكتوب عليه "Made in Egypt".