التصريحات التي أطلقها د.جابر عصفور وزير الثقافة عن موافقته وتأييده لفكرة تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية والفنية أثارت موجة من الغضب بين الأوساط الدينية والثقافية والجماهيرية. اليوم أبدي الفنانون اعتراضهم علي كلام وزير الثقافة وأكدوا أن مؤسسة الأزهر الشريف قالت رأيها الحاسم في هذه القضية منذ .فترة طويلة وأن إعادة الحديث عنها بهذا الشكل وفي هذا التوقيت يمثل تهريجاً ومجالاً لإحداث فتنة في المجتمعات الإسلامية. * الفنان القدير حسن يوسف انتقد فكرة التجسيد وقال: نحن جميعاً نخضع في تلك القضية لرأي الأزهر الشريف المرجع الأول لنا وطالما أن الأمر عرض عليه وعلي المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وحسما أمرهما بضرورة منع بل وتحريم تجسيد حياة الرسل فعلينا جميعاً الخضوع لذلك الرأي لأنهما الأفقه والأعلم. وإذا كنا لن نخضع للأزهر فلمن سنستمع إذن؟! أضاف يوسف أن تناول حياة الأنبياء والرسل ليس بالضرورة أن يتم من خلال تجسيد الشخصيات بل يمكن أن يتم من خلال أفكار أخري كاستخدام "الضوء والظل" وغيرها من المؤثرات التي رأيناها في كل أفلامنا الإسلامية القديمة والتي لاقت نجاحاً كبيراً وعلي رأسها فيلم العبقري الراحل مصطفي العقاد "الرسالة" الذي استعان ب "الجمل والعصا والظل" لتوصيل فكرة وجود النبي محمد صلي الله عليه وسلم في المشاهد ولاقي الفيلم نجاحاً كبيراً. الدفاع عن الحريات * اتفق معه في الرأي الفنان أحمد بدير مؤكداً تأييده لمرجعية الأزهر الشريف وضرورة الالتزام بضوابطها في منع تجسيد حياة الأنبياء. وقال: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فالأزهر هو البوابة الإسلامية الأولي والمرجع الرئيسي في ذلك وأنا بصراحة شديدة لن أضع نفسي في موقف المدافع عن الحريات في الوقت الذي أعرف فيه جيداً أن علماء الأزهر يحرِّمون ظهور الأنبياء بشكل قاطع في الأعمال الفنية. أضاف: الصورة التي يتم تجسيدها تظل عالقة في أذهان كثيرين خاصة الأطفال. وإذا عرض اليوم عمل عن نبي أو اثنين فيصبح من السهل أن يعرض غداً أفلام عن سيدنا محمد ولا نعرف حينها ماذا سيكون الوضع؟! القنوات الخاصة * الفنان محمد رياض: طبعاً لا يصح تجسيد الأنبياء في الدراما الفنية.. رغم أننا لا نستطيع منع ذلك في القنوات الفضائية الخاصة ولكن علي الأقل فأنا أبدي رأيي بالاعتراض علي تجسيد الأنبياء ولا يجوز مطلقاً تقديم عمل فني يجسد هذه الشخصيات. أضاف محمد رياض: مرجعنا في هذه القضايا هو الأزهر الشريف المعتدل والذي أوضح من قبل أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء ولا تجسيد العشرة المبشرين بالجنة أيضاً. وقال محمد رياض: نحن لدينا قصص كثيرة درامية اجتماعية وشخصيات كثيرة أتمني أن نقدمها في الأعمال الفنية القادمة. تهريج * بغضب شديد قالت الفنانة عفاف شعيب إن هذا لا يصح ولا يجوز وهذا تهريج ممن يفكرون في تجسيد الأنبياء بأي عمل سواء أكان درامياً أو سينمائياً نهائياً لأن الله عز وجل اصطفاهم وفضلهم علي العالمين ولا يحق لأي شخص أو ممثل أن يجسِّد شخصية النبي محمد أو أي نبي من الأنبياء. خاصة أولي العزم من الرسل وهم سيدنا محمد وسيدنا نوح وسيدنا إبراهيم وسيدنا عيسي وسيدنا موسي. * يتفق معهم الرأي الفنان وائل نور ويقول: لا يجوز ذلك علي الإطلاق لأن الأنبياء أناس غير عاديين ولا سيما أنه إذا عرض عليَّ أنا شخصياً هذه النوعية من الأعمال لن أوافق عليها قبل أن أرجع إلي الأزهر الشريف والجهات الرقابية مشيراً إلي أن أي عمل درامي لابد أن يقدم بشكل جيد متكامل به جميع العناصر خاصة في أعمال السيرة الذاتية والتاريخية والدينية حتي لا تحدث مشاكل أو فتن في المجتمع الإسلامي.