توصية مؤتمر الوفاق القومي بحرمان قيادات الحزب الوطني المنحل من دخول جنة العمل السياسي.. هل تكفي فعلاً لضمان نظافة الحياة السياسية مستقبلاً؟ لا .. فالآلاف الخمسة من قيادات الحزب سييء السمعة المقترح عزلهم سياسياً لبعض الوقت لم يسمموا أجواء الحياة السياسية في مصر كأفراد. بل كمنظومة متكاملة للفساد والإفساد سعوا للانخراط فيها بكامل إرادتهم إلا من رحم ربي. هناك فئتان إذن في صفوف الوطني السابق.. الغالبية خلايا نائمة الآن تنتظر الفرصة المناسبة لكي تنشط مجدداً. والفرصة هنا هي أي انتخابات سيتم الاعلان عن اجرائها حتي لو كانت انتخابات مركز شباب قروي لأنهم بشكل أو بآخر مدمنو عمل سياسي ونهازون للفرص لن يرضوا الوقوف مكتوفي الأيدي علي شاطيء بحر السياسة الجاف حالياً سيقفزون إلي المياه كما السمك عند ظهور أولي أمواج التغيير.. هؤلاء يستحقون العزل فعلاً. الفئة الثانية حرمت علي نفسها الاشتغال بالسياسة وعزلت نفسها بنفسها. مع انها لم ترتكب جرائم سياسية أو غير سياسية بالمعني المفهوم. وهناك العشرات والمئات من هؤلاء. دعونا ننحي جانباً قانونية قرار الحرمان ومدي دستوريته. وأيضاً مدي صحة القرار سياسياً ولنا في قانون اجتثاث حزب البعث العراقي أسوة حسنة بما أعقبه من عمليات إرهاب وتفجيرات واغتيالات بعد إرغام الحزب العراقي علي العمل التحتي. دعونا ننحي كل ذلك ونطرح السؤال التالي: هل أعضاء الوطني وحدهم هم من أفسدوا الحياة السياسية في مصر؟ لماذا يجري التحقيق حالياً مع شخص مثل رجب هلال حميدة "المعارض" المتهم في المشاركة في موقعة الجمل جنباً إلي جنب مع صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني السابق؟ .. من الوطني فيهما ومن المعارض؟ ما هو الفرق بين الدكتور محمد عبداللاه أمين العلاقات الخارجية بالوطني سابقاً ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع؟ .. وما هو موقع كل منهما في النظام السابق؟ سامح عاشور وحمدي السيد؟ .. حمدي الطحان أم موسي أحمد موسي "الغد"؟ .. حسام بدراوي أم محمد عبدالعال "رئيس حزب العدالة الاجتماعية؟" من الأولي بالحرمان السياسي ومن يستحق العزل؟ الحرمان حق مجتمعي لا جدال فيه.. لكن يجب البحث عن حلول مبتكرة وإعمال خيال واسع لتطبيق هذه العقوبة علي المستحق فعلاً. خاصة ان هناك المئات من السياسيين يمكن أن نطلق عليهم سياسيين مزدوجين علي غرار العملاء المزدوجين في مجال الجاسوسية يستحقون الشنق في ميدان التحرير وليس العزل السياسي فقط.