لو علمت النساء أن أرقي وأشيك الأحذية التي يرتدنها في الحفلات والسهرات مصنوعة من جلود الخراف "الضأن".. ما كن أرهقن جيوب أزواجهن.. قصة الحذاء الشيك أو الجاكت الجلد الطبيعي تبدأ مراحلها عقب ذبح الأضاحي خلال الاحتفال بالعيد وسرعان ما تنتهي تلك اللحظات لتبدأ بعدها مرحلة جمع فرو الأضحيات التي تكون بالاتفاق أو الشراء. ثم مرحلة التمليح ثم الذهاب إلي المدبغة ثم المصبغة حتي الوصول إلي الشكل النهائي للجلود. وتنشط تلك الحركة التجارية خلال تلك الأيام عقب ذبح الأضاحي. "المساء" تجولت في حي مصر القديمة الذي يشتهر بالمدابغ وشوادر الخراف لرصد لحظات العيد الأخيرة لنكتشف أن بعد كل هذه المظاهر التي استمرت لفترات طويلة قبل حلول العيد وأثناءه أن أخرة العيد الكبير.. جلد وفرو للبيع! في بداية جولتنا التقينا بالمعلم "ياسر الطماوي" الذي يأتي كل عام قبل حلول العيد الكبير لإقامة شادر لبيع الخراف والأضحيات وينتقل بعدها إلي التجارة في فرو الأضحيات بعد الانتهاء من مرحلة الذبح حتي الوصول إلي المراد وهو جلود الأضاحي. يقول الطماوي إنه عقب انتهاء المضحين من ذبح أضاحيهم نبدأ في جمع فرو الأضاحي الذي يكون بالاتفاق مع الزبائن بالتراضي أو بشرائها من الزبائن والتجار. حيث إن بقاءها بمنازل الزبائن قد يسبب رائحة عفنة.. مشيراً إلي أن أسعار الفرو مختلفة حسب نوعها وجودتها حيث يتراوح سعر فرو الخروف ب20 جنيهاً والجمل ب30 - 40 جنيهاً وذكر البقر ب250 جنيهاً والأنثي ب110 - 120 جنيهاً والجاموس ب 110 -120 جنيهاً. استكمل الطماوي نقوم بفرد الفرو في الشمس وتمليحه بواسطة ملح المدابغ المخصص لهذا الغرض وتحضر كميات كبيرة منه لاستخدامها خلال أيام موسم العيد. ونترك الفرو في الملح حتي توصيلها إلي المدبغة التي تستغرق أكثر من 20 يوماً حتي يخرج جلد الأضحية في شكله الطبيعي ثم نذهب إلي المصبغة لاعطائها الشكل واللون والرسم الراقي الشيك لجذب الزبائن. كان الملفت الذي أخبرنا به الطماوي أن أرقي وأشيك الأحذية التي ترتديها السيدات مصنوعة من جلود الخراف الضأن وكذلك منتجات الجلد الطبيعي مثل الجاكيت والحزام وحافظة النقود. والأحذية التي يطلق عليها "أجلاسيه". أشار إلي أن جلود الجمال تستخدم في صناعة الأحذية الشعبية وفروشات الأحذية رخيصة الثمن بينما تستخدم جلود الأبقار والجاموس في صناعة الأحذية والأحزمة الأقل تكلفة والعادية. أضاف الطماوي أن رحلة الوصول إلي الجلود من فرو الأضاحي تستغرق ما يقرب من شهر كامل بداية من تمليح الفرو ثم تستغرق ما يقرب من 20 - 25 يوماً بالمدبغة ثم مرحلة الصباغة في النهاية لخروج الجلود بالأشكال والرسومات التي تلقي اعجاب الزبائن. يوضح محمد مصطفي - عامل بإحدي المدابغ أنه علي الرغم من ذبح المواطنين الأضاحي بكميات كبيرة هذا العام عن السنين الثلاثة الماضية إلا أن "الحال في المدابغ نايم". أرجع سوء الحال في المدابغ لرغبة المواطنين في الإبقاء علي فرو الأضحية والاستفادة بها واستخدامها في المنازل كمشايات أو للزينة أو الذكري. أكد أن تعثر المدابغ في إنتاج الجلود قد يتسبب في ارتفاع أسعار الجلود خلال الفترة القادمة.