فرضت محافظة الجيزه غرامة 5 آلاف جنيه علي أي جهة تتعامل مع تجميع ونقل جلود الأضاحي، ومصادرتها والتحفظ علي وسيلة النقل وتكليف مديرية الشئون الاجتماعية بإخطار الجمعيات المسئولة عن تجميع الجلود من دون أن يكون لديها تصريح، كما خصصت مكافأة 15٪ من قيمة المضبوطات للقائمين علي أعمال الضبط. ما إن ينتهي المصريون من نحر الأضحية في العيد سواء بالمنزل أو عند أحد القصابين حتي تظهر فئة من الشباب الذين يتنافسون علي جمع جلود الأضحية لإرسالها للمدابغ التي تنتعش في هذا الوقت من العام كما تلجأ بعض الجمعيات الأهلية أيضًا لجمع هذه الجلود التي يتبرع بها بعض الناس وذلك لتمويل أنشطتها الخيرية وهناك جمعيات وهمية تقوم بهذا العمل لتحقيق ربح خاص لها ومن المعروف أن هذه العملية الموسمية تنتعش فيها صناعة الجلود في مصر. وعلي الرغم من أن الجلود يتم في الغالب جمعها من خلال تجار مرتبطين بالمجازر المعتمدة فإن هذه الطريقة تختلف في موسم عيد الأضحي حيث يمارس أغلب المصريين ذبح الأضاحي في المنازل مما يعطي الفرصة لانتعاش ظهور التجار الموسميين لجمع جلود الأضاحي وعلي الجانب الآخر نجد كثيرا من المواطنين يحتفظون في بيوتهم بفروة الخروف فتجدها علي مداخل الغرف أو مدخل الشقة كسجادة . موسم عمل يقول محمد يوسف »30 عاما« وهو أحد جامعي الجلود بمنطقة الجيزة، عيد الأضحي يعتبر بالنسبة لنا سبوبة موسمية فبعد أن نقوم بذبح الأضحية في المنازل نجمع الجلود ونأخذها علي المدابغ ولنا نسبة من الربح بالإضافة إلي الاتفاق مع بعض الجزارين علي توريد جلود الأضاحي التي يذبحونها . بينما يقول عبد العزيز: »35عاما« عندما يأتي موسم عيد الأضحي نجمع الأصدقاء وننظم مجموعة خاصة تقوم بجمع جلود الاضاحي ونعتبرها فرصة للعمل بدلا من أن نجلس مكتوفي الأيدي وغالبا نمشي خلف الجزار وكلما انتهي من ذبح الأضحية نحصل منه علي جلدها أولا فأولا خاصة أن بعض البسطاء في الريف يفضلون منح الجلود وبعض أحشاء الأضحية للقصاب بدلا من الأجر المادي ثم يقوم ببيعها لنا وبعد جمع الجلود نذهب بها إلي المدابغ الصغيرة ونبيعها لهم. ويري محمد منصور (40عاما) أحد القصابين بمنطقة إمبابة، أن جلد الضأن هو الأغلي سعراً حيث يصل ثمنه إلي حوالي 53 جنيهاً عند شرائه من القصاب ويتم وضعه بالملح قبل بيعه للتاجر الرئيسي بحوالي 45 أو 50 جنيهاً حسب التفاوض وتباع بعد ذلك هذه الجلود للمدابغ الضغيرة او الورش الصغيرة في القاهرة أو الإسكندرية التي تقوم بتحويلها إلي جلود عادية تستخدم في صناعات جلدية ويتضاعف متوسط ربح هذه التجارة إذا كان جامع الجلود يعمل لحسابه بينما ينخفض إلي النصف إذا كان يعمل لصالح تاجر رئيسي. أما أحمد محمود »30عاما« خريج كلية التجارة جامعة القاهرة، فيقول إنه رغم عمله في إحدي الشركات إلا أنه يجد في عيد الأضحي فرصة للربح حيث وصلت قيمة ربحه في العام الماضي إلي ثلاثة آلاف جنيه ويعتزم هذا العام تكثيف تواجده وانتشاره داخل القري لجمع الجلود وتوريدها للتجار. تمويل الخير ولا تقتصر الاستفادة من جمع الأضاحي علي بعض الأفراد أو القصابين بل تمتد إلي ما يسمي بالجمعيات الخيرية خاصة التي تستقبل جلود الأضاحي من المتبرعين ثم تقوم ببيعها لتمويل النشاطات الخيرية وعلي الجانب الآخر هناك جمعيات وهمية وغير مرخصة تقوم بجمع الجلود وبيعها بهدف الاستفادة الشخصية بالربح تحت عباءة الجمعيات الخيرية. ومن بين الجمعيات المصرح لها القيام بهذا العمل وتلقي التبرعات من جلود الأضاحي جمعية مصطفي محمود في حي المهندسين بالجيزة، تقوم بتوزيع ما يصلها من جلود أضاحي علي جمعيات صغيرة بالقاهرة لتمويل نشاطها الخيري ويصلهم عدد ضخم من تبرعات الأضاحي وتقوم بتوزيعها علي الجمعيات الخيرية الصغيرة. ومن الجمعيات المشهود لها القيام بهذا العمل "جمعية رسالة" و"نهضة مصر" بالإضافة إلي الجمعيات الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة وهي من المؤسسات الأهلية المهتمة بهذا الأمر يقول محمود عبد الرحيم مدير فرع الجمعية بدهشور "الجيزة": الجمعية تقوم بتجهيز الملصقات قبل العيد لحث المواطنين علي التبرع بجلود الأضاحي لإنفاقها علي أوجه الخير المختلفة للجمعية ويتم عمل مزاد لبيع كل ما تم جمعه ويدخل لصالح ميزانية الجمعية التي ترعي 175 أماً معيلة وأكثر من 300 طفل يتيم. ويعلق علي ذلك محمد مهران عضو إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات بقوله: إن 50٪ من جلود الأضاحي يتم هدرها نظرا لعدم توافر الخبرة الكافية لمعظم القصابين أثناء عملية الذبح والسلخ مما ينتج عنه الكثير من الثقوب في الجلود وعدم سلخ الأضحية كقطعة واحدة. كما أن الهدر في الجلود يكبد صناعة الجلود في مصر خسائر كبيرة نظرا لانخفاض جودتها حيث يتراجع سعر جلود الأبقار الذكور والتي تستخدم في صناعة الحقائب والأحذية ذات المواصفات الخاصة لارتفاع جودتها وأسعارها حيث يصل سعر الجلود إلي أقل من 150جنيها حسب عدد الثقوب، بينما تزيد إلي 300 جنيه للجلود الجيدة، كما ينخفض سعر جلود الجاموس الذكور من 220 جنيها إلي 170 جنيها باعتبارها أكثر خشونة ودرجة منخفضة من الجودة ويستخدم في الأحذية.