سيدتي لا أعرف لمن ألجا بعد الله سبحانه وتعالي لذلك فكرت في جريدتكم لعلكم تقفون بجانبي فأنا في كارثة حقيقية والله ولا أعلم كيف أتصرف. عمري 20 عاما مازلت طالبة جامعية منتسبة.. أعيش في احدي قري الصعيد بعيدا جدا عن المدنية ولا أري المدينة إلا في الامتحانات فقط برفقة أحد اخوتي.. منذ عام ماتت شقيقتي الكبري وتركت خلفها طفلين عمر عاما وعامين.. ولأن والدتي سيدة مسنة ومريضة أيضا ووالدة زوج أختي متوفاة قررت العائلة تزويجي من زوج شقيقتي حتي لا تأتي زوجة أب تبهدل الأطفال معها وتعاملهم معاملة سيئة.. رفضت ذلك وبكيت وهددت بحرق نفسي فلم يكن من أبي إلا أن ضربني علقة موت.. وبعدها بأسبوعين عقد قراني علي زوج أختي وأنتقلت للعيش معه حتي دون فرح أو زغرودة أو حتي فستان فرح وكأنني أرملة أو مطلقة وبالطبع لا ينفع هذا في حالة الحداد علي شقيقتي والتي من الممكن أن تستمر لسنوات فنحن نعشق الحزن ولا نبحث عن السعادة أبدا.. المشكلة أنني أعيش في بيت زوجي الآن قرابة خمسة شهور لم يقربني ولن يقربني فأنا لا أتخيل أن يكون زوج أختي زوجي.. إنني أنام علي فراش أولادها ولا أستطيع دخول غرفتها ولا النظر لأغراضها التي لم ترفع من دولابها حتي الآن وكأنني لا مشاعر لي.. أموت كل ليلة وأنا أجلس وسط أشيائها ولا أعرف كيف أتصرف.. سألت الشيخ قال لي إن زواجي هذا باطل لأنني لم أوافق وشرط تصحيح هذا الوضع أن أوافق علي الزواج وأرضي وأقول لزوجي أنني قبلت هذا الزواج لتصبح كل الإجراءات سليمة وعندما أبلغته قال براحتك خالص.. متي ترغبين في ذلك أنا أيضا مازلت أعاني فقدها.. فقد أحبها وعاشرها خمس سنوات كانت من أسعد السيدات في قريتنا.. نحن نعيش كأخوة ولكن أمي وأبي يطالبان بما يثبت لهما أننا زوجان وقلت لأمي أن هذا شيء شخصي لكنها لا تعترف بذلك وقالت أن أبي سوف يتكلم معه وربما تعرضت للأذي فهمت من أمي ما ترمي اليه فهي تهدد بدخلة بلدي ليتأكدوا أنني شريفة أي زمن نعيشه نحن إذا كان زوجي قابلا لذلك فكيف يتدخلون هم.. وأنا تواتيني الشجاعة للمقاومة فأبي قاس ويده ثقيلة فأذني اليمني لا تسمع جيدا بسبب العلقة السابقة. إنني أضع همي في رعاية أولاد أختي خاصة أنهم سيمنعوني عن تكملة دراستي إن لم أنفذ رغباتهم فماذا أفعل أرجوك ساعديني سيدتي. عزيزتي: هناك أشياء تتم رغم إرادتنا وتمشي الحياة بها رغم الألم إلا الزواج فهو القرار الوحيد الذي لا يتم إلا برغبة الزوجين.. وإلا أصبح باطلا كما قال لك الشيخ ولكن هناك علامات تقول أيضا إن المستحيل من الممكن أن يتحقق فيتحول زواجك الباطل لزواج وربما يكون سعيدا أيضا لو تغيرت عدة أشياء منها طريقة رؤيتك أنت للأمر.. فماذا لو تقدم لك زوج بالطريقة التقليدية ما يسمونه بزواج الصالونات مثلا ووافقت عليه لأن ظروفه تناسب ظروفك.. وقد يكون أرملا لسيدة أخري غير أختك وتقبلينه.. رفضك لزوج شقيقتك الراحلة له علاقة بالطريقة التي تم بها العرض والزواج نفسه.. خلق داخلك حاجزاً نفسياً كبيراً دفعك للنفور وللرفض ولكن يبدو لي أن زوج أختك الراحلة أيضا غصبته ظروفه علي ذلك فأطفاله أن ترعاهم خالتهم التي هي الأم البديلة أفضل عنده من زوجة أخري قد تسعده أكثر منك.. كلاكما مغصوب علي أمر صعب.. ولكنك لا ترفضين الموضوع فأنت تبحثين عن حل ولو بعد خمسة أشهر وليس خوفك من الدخلة البلدي فقط.. لقد ذكرت في سياق إميلك عبارة زوجي أكثر من مرة وهذا يدلل علي قبولك الفكرة ولو شكلا ولكنك تتمنين الأفضل فتعالي نفكر معا بطريقة مختلفة. هذا الرجل أرمل لزوجة أحبها وأب لأطفال يحبهم ويريدك زوجة وأم لأطفاله والزواج شئ والحب شئ آخر لدي الكثير من الرجال.. وأنت مغصوبة من قبل والدك علي الزواج ولكنهم ظلموك فزجوا بك لبيتك دون أية ملامح لفرح فلا فستان ولا زغرودة ولا أثاث جديدة وهذا منتهي الظلم.. تعالي نجد بعض الأمور لعلها تحقق لنا الحل.. منها مثلا تغيير الأثاث وأن كانت الظروف المالية لا تسمح فغرفة النوم علي الأقل.. ثانية أنظري للرجل علي أنه عريس لم تعرفيه قبلا فأختك بين يدي الله الأن.. فماذا لوجاء هذا الرجل متقدما لك وهو زوج لسيدة أخري أنظري للأمر هكذا.. أبحثي فيه عن أشياء تجذبك نحوه.. وتأكدي أن صبره عليك خمسة أشهر وأنتم تعيشون في مجتمع لا يقبل بهذا لهو دليل تحضره واختلافه عن طريقة تفكير والدك وقد يكون لا يعلم بما تمك لك من غصب عليه فلا تلقي باللوم عليه.. أنظري بنظرة أخري لأطفال صغيرة أنت لهما أما الأن وأعتقد أنك تحبينهم ولكن لا تحملينهم ذنب ما وقع عليك.. فككي المر وعالجي كل جزء علي حدة.. بمعني لا تضعي المشكلة ككتلة واحدة لأنها ستكون صعبة القبول ولكن تفكيكها يعطيك الفرصة لذلك.. أطلبي من والدتك أو والدك أو من زوجك أن يقول لوالدك أن مسألة دخول زوجك عليك شأن خاص بكما وأنكما تسويانه بما يتناسب مع ظروفكما النفسية.. وأثناء ذلك غيري ما ترغبينه من المنزل بما يتيح لك الشعور أن هذا البيت بيتك.. ثم حاولي أن تبحثي في زوجك علي ما تحبيبينه لنفسك فإن نجحت فأعلني له قبولك للزواج وأسعدي بهذا الزواج وأكملي تعليمك وحققي ما يسعدك ويسعد أولادك وأنجبي لتكملي سعادتك بأشقاء لأبنائك.. ودعي الحياة تمر. فما فعله والدك جريمة يعاقب عليها بالقانون لو أبلغت عنه ولا أظنك تفعلين هذا. فرض الأمر عليك وليس هناك حل إلا التكيف مع الظروف وحلها وأظنك غاضبة من أهلك ولكنك ستقبلين بزوجك حتي يتحول الحرام للحلال.. عالجي مشكلتك بالعقل والحكمة التي فرضتها عليك الظروف طوعي الظروف حولك بالمعطيات التي وهبتها لك الحياة.. وكوني علي تواصل معنا. همسات الصديقة/ ن.أ.. الإسكندرية أهلا بك يا صديقتي بعد العيد وأرجو أن تتصلي قبلها وتحياتي