** سيدتي: ما سأقوله ليس فيلما ولا رواية.. بل حقيقة مرة أعيشها منذ عام.. أنا سيدة متزوجة عمري الآن 35 عاما تزوجت منذ خمسة أعوام فقط.. فلم أرغب يوما في الزواج فقط لمجرد أن أكون حرم السيد فلان الفلاني ولكني رغبت فيمن يحبني وأحبه وجاء من قال لي انه يحبني ويريد الزواج مني وقبلته رغم ظروفه فهو مطلق ولديه ولد يعيش مع والدته.. وبعد زواجنا كان يأتي بالطفل ليقضي معه بعض الوقت وكنت أرعاه وأخاف عليه.. زوجي كان يعاملني كأميرة وكنت سعيدة إلي أن وقعت الكارثة الكبري وعرفت سر زوجي المحترم الذي يصلي ويتحدث في الدين والأخلاق والحلال والحرام.. وجدت علي محموله رسائل عاطفية ولفت نظري انها مسجلة باسم رجل استغربت فكيف لرجل يرسل مثل هذا الكلام لرجل.. نقلت الرقم الذي شعرت وأنا أنقله انه ليس غريبا عليّ ولأنني لا أحفظ الأرقام سجلته علي هاتفي وقبل أن يكتمل الرقم ظهر اسم شقيقتي علي الهاتف وعندما اتصلت ردت ولم أقل لها أي شيء وانتظرت زوجي حتي نام وقمت بإرسال رسالة عاطفية لها من رقمه وردت عليه برسالة ساخنة وبعد مرور ربع ساعة طلبتها من رقمي وعندما ردت سألتني لماذا أنا مستيقظة حتي الآن وهل زوجي مازال مستيقظا أم نام.. شعرت من صوتها أنها تريد التأكد انني لست مع زوجي هو يرسل هذه الرسائل ووجدتني أكذب عليها وأقول لها انه مازال خارج المنزل وانني تعبة قليلا وكنت أسألها أن تذهب معي غدا للطبيبة.. صدقتني شقيقتي.. وبعد أن أغلقت معي الهاتف أرسلت له رسالة تتخانق فيها معه انه كاذب وانه لم يقل لها انه خارج ومع من يكون لهذا الوقت؟ بل أخبرته انني طلبت منها الذهاب للطبيبة معي وبذلك لن تتمكن من رؤيته وخلي الحلوة اللي معاك تسليك بكرة.. قمت بمسح الرسائل بعد أن تأكدت انهما علي علاقة عاطفية وربما أكثر من ذلك وانه لم يحترم كلمته معي ولم تحترم كونها زوجة لرجل وان يحبها.. فأختي جميلة جدا وتجذب كل الرجال الذين يعرفونها ولكنني لم أكن أتخيل انها بهذه السفالة حتي زوجي؟! في الصباح استيقظ زوجي وطلب الإفطار وبهدوء قلت له أمس اتصل بك فلان الفلاني كثيرا بعد نومك.. وهذا الاسم هو الذي وضعه لرقم شقيقتي.. تغير وجهه وقال هل جاوبته.. وعندما قلت له اضطريت أرد.. بسرعة وخوف قال: وهل ردت؟! قلت له لا لم يرد.. "هو راجل ولا ست؟" صمت وقال رجل طبعا.. وبهدوء أكثر قلت له.. كما دخلت بيتنا بالمعروف ثم خنتنا وغدرتنا ستخرج بالمعروف ولن أفضحكما.. ستطلقني وتبتعد ولو أرادت هي الطلاق لتتزوجك لتفعل.. فقد انتهيتما عندي وللأبد سأصمت فقط احتراما لأبي ولزوجها. حاول أن يكذب ويتذكر ولكنني خطفت الموبايل وأرسلت لها رسالة أطلب منها المقابلة فردت بأنها ذاهبة للطبيبة مع الهانم زوجتك.. وضع رأسه في الأرض ولم ينطق.. طالبته بمغادرة البيت فورا حتي يتم الطلاق وأخذ ما لي بالبيت وأرحل.. ومنذ خرج وهو لم يعد ولم يطلق وهي أغلقت تليفونها ولا تخرج من البيت ولا تأتي حتي لبيت والدنا.. والجميع يسألني ما الذي حدث بيني وبين زوجي.. والأغرب ان زوج أختي الخائنة هو من يدافع عن زوجي ويتشاجر معي لكي يعود ويقول لي ما الذي ارتكبته يجعله بهذا الحزن وهذا الصمت. شهر يا سيدتي والجميع يفرمني بلسانه وأنا صامتة ولا أعرف كيف أتصرف وماذا أقول هل أعترف لهم بما حدث فأخرب بيت شقيقتي التي لم تحترم كوني أختها وكونها زوجة أرجوك ساعديني فعقلي يكاد يتوقف وكثيرا ما فكرت في الانتحار ولكني أخاف بالله.. أرجوك ارحمي قلبي فوالله أكاد أجن وأبي صامت لا ينطق وكأنه يعرف ولا يتكلم هو لم يقل هذا لكنه يربت فوق ظهري كلما رآني باكية ولم يسألني غير سؤال واحد "انت مرتاحة لهذا القرار؟" وجاوبته بدموعي.. ارحمي دموعي وعقلي هل أنتقم منهما وأفضحهما وما ذنب زوجها وأولادها؟! ** عزيزتي: فاجعتك كبيرة جدا فلو سامحت الزوج لاعتبارات كثيرة منها طبيعة بعض الرجال للتعدد أو للخيانة أو للسقوط في نزوة.. فكيف تسامحين الأخت التي تربت معك والتي هي دمك ولحمك وعصبك.. وإن سامحتهما فكيف تستمرين بعد ذلك؟! هناك من يسامح ويغفر ولكن من لديه تلك القدرة قليل جدا.. الصفح يحتاج طبيعة خاصة يعدها الله في بعض خلقه.. ولكنه الصفح الجميل كما وصفه الله عز وجل.. والتعامل بعد ذلك هو الذي سيحتاج جميع قدراتك ولذا تعالي نفكر معا. أولا دعيني أحييك علي رقيك في التعامل مع الموقف وهذا يدل علي البيئة الراقية التي نشأت فيها فلم تصرخي وتتشنجي ولم تبذئي بل لم تتعرضي لأي منهما والتزمت الصمت المحترم ولعل هذا ما يعذبهما.. ففي كثير من الأحيان يزين الشيطان للبعض الخطيئة وعندما يفيق يعجز عن التصرف فيهرب للصمت وللخوف وربما لا يعرف وسيلة الاعتذار.. ومن هنا نتحدث في الخيار الأول: لم تذكري لنا إن كان هناك أبناء أم لا ولكن يبدو أنه لا يوجد أطفال وفي هذه الحالة أفضل لك الطلاق فهذا الذي عكر الماء بينك وبين أختك بخيانته لأمانة ائتمن عليها يخشي منه مرة أخري فهو عندما يخونك مع أختك يدمر علاقة من أنبل العلاقات ويقطع وريداً بينكما ولهذا فالسماح سيشوبه الخوف والقلق لو نظر إليها أو تقابلتم في مكان أو جمعكم فرح أو مأتم.. لن ترتاحي أبدا لذا وجب بتر هذا الجزء الفاسد وبدون مبررات.. الصمت سيقدره المحترمون من العائلة فالأب لم يزد عن سؤاله لك بأنك مرتاحة هكذا؟ وهو إما أنه قد عرف والتزم الصمت قهرا عليك واحتراما لحزنك وقهرا لسوء تربيته للابنة الأخري.. أم أنه يعرفك ويعرف عقلك ويدرك تماما ان قراراتك تأتي بعد تفكير طويل لذا وفر علي نفسه الكلام.. وفي هذه الحالة وبعد الطلاق حاولي أن تجدي صيغة للتعامل مع شقيقتك دون قطع رحم واتركيها للأيام فليس أقسي من عقاب يوقعه التائب من الذنب علي نفسه حال كان محترما وتلك سقطته الأولي أو الوحيدة.. الأيام كفيلة بكما.. حتي وإن كان التعامل سيكون ظاهريا ولكنه سيأتي من باب الستر عليها حتي لا تخربي بيتا به أطفال أبرياء لا ذنب لهم. الحل الثاني أن تسامحي وتشترطي علي أختك ألا تتعامل معك إلا في نطاق ضيق أمام الناس وهذا لو انك لا ترغبين في تركه ولكنك لن ترتاحي.. هذا الحل قد يكون ممكنا فقط في حالة أن تكون شريكته ليست أختك.. لن تنسي انها كانت حبيبته أو عشيقته كما أسميتها.. وليس بالضرورة أن يكون ما بينهما الحب.. ولكنها الرغبة أو ما شابه من أشكال السقوط. لا تحزني وفكري ولكن لا تفضحي سرك مهما حدث فقط لأجل أسرة أختك التي لم تفعل أي ذنب إلا أن شقيقتك مراهقة كبيرة.. ومهما مارس زوجها من ضغوط عليك لتتكلمي.. اخرجي من تجربتك بخسارة أسرة واحدة ولعل هذا يكون درسا لكليهما.. وتذكري دائما ان باب التوبة مفتوح للتائبين.