وعيت علي الدنيا لأجدني مختلفاً عن كل من حولي لا أقدر علي الوقوف علي قدميّ أقضي معظم وقتي في التردد علي المستشفيات علمت من أمي قصة مرضي حيث ولدت بكيس دهني علي العمود الفقري بدأ صغيراً أخذ يكبر حتي ضغط علي النخاع الشوكي. تقرر استئصاله وأجريت لي العملية وأنا دون العامين وحدث قطع بالنخاع الشوكي أثناء الجراحة مما أدي إلي شلل نصفي وعدم التحكم في عمليتي الإخراج. مضت السنون ومحنتي تكبر معي عاماً بعد آخر وبينما كنت في العاشرة أصبت بجرح نافذ في ساقي اليمني وأنا أزحف علي الأرض ولأنني أعاني من ضمور بالساقين جعلني أفقد الإحساس بهما أخذت حالتي تسوء دون أن أدري. حدث تسوس بعظام الساق وكان القرار بضرورة بترها حتي لا يزحف المرض علي باقي جسدي. تم البتر ولم أشعر بتغيير كبير وعدت سريعاً للتكيف مع حياتي وكان من الممكن أن تسير طبيعية لولا المشكلة المزمنة التي عجزت تماماً عن مواجهتها وهي عدم التحكم في عملية الإخراج التي أحالت حياتي إلي جحيم. اعتزلت الناس حرجاً وعشت سنوات طويلة بالأمل أطوف علي الأطباء والمستشفيات بحثاً عن علاج وانتهي الجميع إلي عرضي علي خبير أجنبي أو السفر لأحد المراكز المتخصصة بالخارج وكلاهما لا أقدر عليهما. أستغيث بأهل الخير والمسئولين عن اللجنة الطبية بمجلس الوزراء ووزارة الصحة عرضي علي لجنة متخصصة وعلاجي وفق ما تنتهي إليه علي نفقة الدولة بالداخل أو الخارج. فرج محمد فرج