ہ سيدتي.. أرسلت لك هذه الرسالة منذ أكثر من عام. وقمت بالرد عليّ ولم أستمع لما قلته.. دعيني أذكرك بمشكلتي.. عيناه تتبعاني في كل مكان.. نظراته كانت تناديني للحب.. أحببته.. إنه زميلي في الجامعة.. لم أستطع الابتعاد عن هذا الحبيب لحظة.. ولأننا مازلنا بالصف الثاني.. وأمامنا مشوار طويل. كان من المستحيل أن يتقدم لأسرتي. فهو لا يمتلك إمكانات الزواج.. أو حتي الخطبة.. لا تسأليني كيف غاب عقلي؟!.. كل ما أدركه أنني وافقت علي الزواج العرفي منه.. كتبنا ورقة ووقعنا عليها.. لم يكن هناك شهود.. خوفاً من انتشار الخبر.. اقتنعت بأنه أن الزواج إيجاب وقبول.. وورقة يعترف فيها بأنني زوجته.. وقد احتفظت بها عنده. حتي لا تقع في أيدي أسرتي.. تم زواجنا بشكل كامل.. في شقة أخته المسافرة للخارج.. سنة. وأنا سعيدة. أنعم بدفء مشاعره.. خوفه عليّ.. غيرته كزوج.. تلبية بعض احتياجاتي البسيطة.. حياة رائعة لم تكدرها مشاكل النفقات. والأعباء الثقيلة التي تذهب بالحب. خلال هذه الفترة. كان يتقدم لي خُطاب كثيرون.. كنت أرفضهم بحجح كانت تثير حنق أهلي عليّ.. حتي جاء يوم لن أنساه.. تشاجرنا أنا وزوجي.. قال لي: إن كل ما بيننا قد انتهي. وسوف أمزق الورقة.. تماسكت حتي مرت فترة امتحانات "الترم الأول".. حاولت بعدها التحدث إليه.. كان يتهرب مني.. وبعد إجازة منتصف العام.. وافقت أسرتي علي شاب طموح.. بهر عائلتي بعقله وأخلاقه.. أجبروني علي الموافقة. غير أنني وبعد فترة بدأت أشعر بحبه يتسرب إلي كياني.. يهمس.. يدق.. فتحت له باب قلبي. ونهلت من حبه ما عوضني عن صدمتي.. لكن ضميري كان يؤنبني.. هل أتزوجه دون أن يعرف أنني كنت متزوجة عرفياً.. قررت أن أطلعه علي سري قبل موعد عقد القران.. وحتي لا تتحول المسألة لفضيحة. إذا ما تم الزواج. صعق لسماع الخبر.. رمقني بنظرة لم أفسرها حتي الآن.. أهي غضب.. احتقار.. شفقة؟!!.. لا أدري.. ثم قال: لنكن أصدقاء.. انصرف عني وسط دهشة أهلي الذين يجهلون كل شيء. المشكلة الحقيقية أنني أحببته جداً. ولا أستطيع الاستغناء عنه.. والثانية أن أهلي يسألون: لماذا تركنا دون أن يتفوه بكلمة؟!! والآن.. هل أتصل به وأرجوه أن يغفر لي لأنني لم أخبره بسري منذ عرفته؟!! هذه هي مشكلتي.. فماذا أفعل.. ما أنا فيه لا راحة منه إلا الموت.. لكنه لا يأتي لمن يشتهيه. كانت هذه رسالتي.. وقد رددت عليّ.. لكنني خدعت مرة ثانية.. أنا أبحث عن الحب الحقيقي. ولا أجده. لم يعد هناك حب.. لم يعد هناك أمان.. لماذا يقول الشباب أشياء ويفعلون عكسها.. أنا خجلة منك.. ولكن أطمع في سعة صدرك. ہہ عزيزتي.. تذكرت الرسالة. وتذكرت الرد أيضاً.. قلت لك: دعينا نقر ونعترف في البداية أن ما حدث بينك وزميلك ليس زواجاً.. الزواج لابد له من شروط حددها الشرع.. حتي الزواج العرفي له شروط.. لابد له من مقدم ومؤخر صداق. وشهود علي العقد وإشهار أيضاً.. أي زواج كامل ينقصه التسجيل.. الذي يحفظ الحقوق والمواريث والأنساب.. وفي حالتك لا يوجد شرط واحد توفر.. فكيف تتحدثين عن زميلك بقولك "زوجي" إنه شريك في جريمة ارتكبتيها معه.. برغم كل التحذيرات التي تسخرين منها بقولك "ملامح ثورتك علي شاشات التليفزيون والجرائد".. إذن أنت تدركين ما نبذله وتبذله الجهات المسئولة لتنبيه الشباب لهذه "الخيبة" وتذهبين راضية وتلقين بنفسك وأسرتك في آتون من النار.. لك الله.. إنك حتي لا تشعرين بمصيبتك الحقيقية. فتحصرينها في أن الخطيب تركك. وانصرف بكل أدب. حتي أنه لم يخبر أهلك بفعلتك.. وكل مشكلتك أنك أحببت هذا الخطيب. ولا تستطيعين الاستغناء عنه.. تريدين عودته لك؟!!.. لا لن يعود.. فكيف يثق بمن خدعت أهلها وخانتهم وارتكبت الفاحشة؟!!.. وهم في غفلة يظنون أنهم أحسنوا التربية.. كيف يأمنك. وقد سولت لك نفسك أن تخدعيه كل تلك الشهور.. حتي قبيل عقد القران بأيام؟!!.. لن يسامحك علي تلك الورطة التي كان سيتورطها. عليك بالذهاب لهذا الشريك المخادع ومحاولة التوسل إليه. بل والتذلل لعله يرضي بالزواج رسمياً.. فتهون مصيبتك.. حاولي أن توقظي ضميره. أو تحتملي فعلتك وتكوني صادقة إذا تقدم لك شخص آخر.. أخبريه ببلواك منذ البداية.. وأري أن عليك إخبار أهلك. فهذا أفضل.. ولكن الله معهم فيما فعلته. واعلمي.. ولتعلم كل فتاة أن العفة تاج يزين رأس الحرة. التي لا تلهث خلف غرائزها. وتبحث عن السعادة في كامل شقائها.. أما عن شريكك الذي استباح حرمة الغير.. أفلا يتق الله. ويتذكر أن ما فعله دين وسيأتي يوم يُرد له الدين في حرمته؟!! يا صديقة بابنا العابثة في وقت قام فيه زملاء لك بثورة. وضحوا بأرواحهم لتنالي كرامتك. تهدرينها أنت تخت رغباتك ونزواتك غير عابئة.. أفيقي قبل أن تصبحي واحدة ممن يستبحن الرذيلة كالماء والهواء. ولا يشعرن أنها تدمر المجتمع. فستكونين يوماً ما زوجة وأم. فهل تقبلين هذا الفعل من ابنتك؟!! أما عن احتقاري لك. فلن يحدث. فالله سبحانه وتعالي دعا عباده للتوبة. وقال لهم محبباً لهم الطُهر والإيمان: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.. فلو تُبت وأنبت. فكيف نحتقرك؟!!.. ولكنك استمريت فيما أنت فيه.. فلا تلومين إلا نفسك. بعد ما أوضحته لك.. لا أملك إلا أن أقول لك وبشكل قاطع: لست طبيعية. مؤكد.. فمن تذهب بقدميها للخطيئة هي من تخدع نفسها. وتأكدي أنك لو تُبت لتقبل الله منك. وجعلك بلا ذنب. ولكنك تعودين باكية وستعودين مرة ثالثة.. مثلك لا يجب إلا أن تجلس لنفسها وتسألها: ماذا تريد؟!!.. الحب شيء.. وما تحصلين عليه شيء آخر.. هي صفقة يا عزيزتي بين عابثة.. لن نشارك فيها.