تستكمل محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي بجلسة السبت المقبل الاستماع إلي شهود الإثبات في قضية اقتحام السجون المصرية أثناء ثورة 25 يناير والمعروفة إعلاميًا بقضية الهروب من سجن وادي النطرون والمتهم فيها 131 متهمًا يتقدمهم الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي للجماعة وعناصر بحركة حماس الفلسطينية وتنظيم حزب الله اللبناني والجماعات الإرهابية المنظمة. وكانت المحكمة قد قررت تغريم اثنين من الشهود مبلغ 500جنيه لكل منهما نظرا لتخلفهما عن حضور الجلسة الأخيرة لسماع شهادتيهما دون إذن مسبق أن عذر مقبول.. وأمرت المحكمة بتوقيع الكشف الطبي علي المتهم محمد البلتاجي بمعرفة طبيب جراحة مناظير بمستشفي المنيل الجامعي وإجراء الجراحة اللازمة له إذا تطلب الأمر وعلي نفقته الخاصة. بدأت الجلسة بترديد المتهمين للهتافات المعادية لأجهزة الدولة والأناشيد الدينية داخل قفص الاتهام وبمجرد ظهور محمد مرسي صفق المتهمون بحرارة ولوحوا له بأيديهم وظلوا يرددون هتاف: "اثبت يا بطل سجنك بيحرر وطن" وهم يشيرون بعلامة رابعة بينما تبادل أسامة نجل المعزول القبلات مع والده بالإشارة وكذلك باقي المتهمين كما تحدث معه لبعض الوقت بلغة الإشارة إلي أن اعتلت المحكمة المنصة برئاسة المستشار شعبان الشامي. وفي بداية الجلسة طالب عصام العريان من المحكمة بإعفائه من حضور الجلسات نظرا لانه لا يزال يتلقي جلسات علاج طبيعي في أعقاب اجرائه لجراحة بالعمود الفقري بينما طلب محمد البلتاجي التصريح بإيداعه مستشفي قصرالعيني لإجراء جراحة باستخدام منظار وهي الجراحة التي لا يمكن أن تتم بمستشفي السجن. وتنازلت هيئة الدفاع عن الاستماع إلي 5 من شهود الإثبات الواردة أسماؤهم بقائمة أدلة الثبوت.. موضحين أنه "لا جدوي من مناقشتهم". واستمعت المحكمة إلي شهادة فيصل مجاهد بدوي مدير إدارة الأمن بشركة أبوزعبل للأسمدة والذي أكد انه كان متواجدا بمقر الشركة في 2 يناير 2011 وفوجئ في عصر ذلك اليوم بمجموعة من الملثمين يرتدون ملابس الأعراب "جلباب يكسوه جاكت" ويستقلون سيارات نصف نقل وداهموا الشركة وتمكنوا من سرقة 3 عربات "لودر" تحت تهديد السلاح وبعد ذلك سمعوا دوي رصاص من ناحية سجن أبوزعبل وفي حوالي الخامسة والنصف عصرا فوجئوا بأعداد كبيرة من السجناء يسيرون علي الطريق فأدركوا بأن السجن قد تم اقتحامه وأعقب ذلك العثور علي أحد اللوادر المسروقة من الشركة متروكا في منطقة في جبل عرب العريقات. أضاف الشاهد انه رأي المسلحين الذين اقتحموا الشركة وكانوا يستقلون سيارتين نصف نقل مدججين بالسلاح.. مشيرا إلي أنه لم يتسن له التقاط الأرقام التعريفية لسيارات المهاجمين نظرا لحالة الفزع التي أصابتهم جميعا والخشية من تعرضهم للقتل. أشار إلي أنه لم تجر أية معاينات بمعرفة الشرطة لعملية الاقتحام التي تعرضت لها الشركة نظرا لأن كافة أقسام الشرطة كانت قد احترقت خلال موجة حرق الأقسام. وأثناء سماع الشاهد لاحظ القاضي حركة وأصوات داخل القفص فوجه حديثه إلي المعزول قائلا: يا مرسي صوتك عالي وعامل شوشرة علي الجلسة ولم مسكتش هطلعك بره انت واللي بتتكلم معاهم انتوا مش مهم عندكوا كلام الشهود "فأجاب أحدهم بسخرية" "لأ" فعقب الدفاع بأن المتهمين لم يروا بعضهم منذ فترة ويريدون التحدث مع بعضهم فرد القاضي خرجتوني من "مود" المحاكمة. من جانبها رفضت المحكمة توجيه سؤال من المحامي محمد الدماطي عضو هيئة الدفاع عن المعزول إلي الشاهد حول ما إذا كان من مؤيدي الرئيس المعزول مرسي أم أنه يؤيد أحداث 30 يونيو. وواجه محمد الدماطي عضو هيئة الدفاع عن مرسي وقيادات الإخوان الشاهد خلال شهادته عن قيامه بطلب المستشار العسكري للتدخل وإرسال قوات شرطة لحماية الشركة فأنكر الشاهد فواجهه الدماطي بأقواله في النيابة فأنكر قائلا "دي مش أقوالي". واستمعت المحكمة أيضا للشاهد أحمد محمد عبدالسلام "سائق لودر" والذي قال إن مجموعة من الملثمين المسلحين سرقوا 3 عربات لوادر من مقر شركة أبوزعبل للأسمدة وأن إحداها توقف بصورة مفاجئة علي الطريق في حين استخدم الآخران في اقتحام أسوار سجن أبوزعبل وهو ما تسبب في هروب أعداد كبيرة من السجناء. أضاف انه عندما حاول الهروب باللودر الذي يعمل عليه قام أحدهم بالاعتداء عليه وقاموا باستخدام اللودر في هدم سور السجن من الخارج مؤكدا انه لم ير واقعة اقتحام السجون نفسها قائلا "احنا ربنا هايحاسبنا. وإحنا مش خايفين من حاجة". قال الشاهد الثالث نادر ربيع محمد "رقيب أول شرطة وأمين مخازن سجن أبوزعبل 2" "أنا شوفت الموت بعيني" علي حسب تعبيره مؤكدا انه في يوم 29 يناير وأثناء توجهه لمحل عمله بالسجن فوجئ بوجود إطلاق نار كثيف علي سجن ليمان أبوزعبل ..2 مشيرا إلي أن قوات تأمين السجن تعاملت مع الموقف من الساعة الواحدة حتي الساعة الخامسة أي حوالي أربع ساعات وانه خلال تلك الفترة لم يصل أي دعم من الخارج إلي أن نفدت الذخيرة التي كانت بحوزة القوات. أضاف ان وكيل منطقة سجون أبوزعبل طلب الدعم الخارجي غير آنه لم تتم الاستجابة لطلبه.. مشيرا إلي أنه في حوالي الثانية والنصف تقريبا قام أحد اللودرات بالهجوم علي السجن من المنطقة الخلفية وإحداث فجوة في السور الخارجي وانه تزامن مع ذلك قيام عدد من السجناء بكسر أبواب الزنازين باستخدام أجهزة إطفاء الحريق. أكد الشاهد انه حينما نفدت الذخيرة التي كانت بحوزة القوات اضطر الأفراد إلي ارتداء ملابس مدنية وترك السجن هربا بأرواحهم قائلا: "إحنا خفنا علي نفسنا وخلعنا لبسنا الميري وسيبنا السجن حفاظا علي حياتنا". أضاف انه رأي حالة من "الكر والفر" أثناء إطلاق النيران بمعرفة الملثمين وقيامهم باختراق المنطقة الخلقين للسجون.. مؤكدا ان الجهود لم يتركوا أماكنهم في الأبراج ولكنهم استشهدوا برصاص المهاجمين. أوضح أنه بعد ذلك تم سرقة العهدة الخاصة به من لاسلكي وأجهزة كهربائية وملابس المساجين والضباط والمضبوطات من هواتف محمولة وخلافه فضلا عن إحراق غرفة الحاسب الآلي وغرفة السويتش بجميع محتوياتها مؤكدا ان ما بقي بالعهدة ولم يسرق تم حرقه وإتلافه بمعرفة الأشخاص المقتحمين للسجن. قال الشاهد الرابع مجدي سعيد إبراهيم "مجند بكتيبة سجن أبوزعبل وقت الأحداث" انه في حوالي الساعة العاشرة صباحا أحدث عدد من السجناء حالة من الهياج فتم إدخالهم عنابرهم وأعقب ذلك إطلاق نار كثيف علي السجن من عقار مجاور له باستخدام أسلحة ثقيلة "جرينوف" مما دفعنا للتعامل معهم ومبادلتهم إطلاق النيران إلي أن نفدت الذخيرة. وأضاف الشاهد بأنهم لم يستطيعوا رؤية المهاجمين بسبب كثافة إطلاق النيران.. غير انه استطاع التعرف علي عربات اللودر التي هاجمت السجن بأنها تخص مصنع الأسمدة المجاور للسجن نظرا لسابقة رؤيته لها أثناء خدمته حول سور السجن. وأشار إلي أن المساجين كانوا رافعين الراية البيضاء وقالوا "هنخرج هنخرج".