علي هامش المهرجان القومي للمسرح الذي تحمل دورته اسم الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور ناقش النقاد والباحثون قضايا المسرح الشعري في ندوة أدارها د. هاني أبو الحسن وشارك فيها د. محمد عناني والكاتب أبو العلا السلاموني ود. أحمد مجاهد. أكد د. أحمد مجاهد أن القضية المحورية التي كان يهتم بها صلاح عبدالصبور في أعماله هي علاقة المثقف بالسلطة ودور المثقف في التنوير. ولم يكن صلاح عبدالصبور يعفي المثقف من مسئوليته ولم يكن يعفي الشعب من ضعفه واستكانته وكان دائم البحث عن المثقف الذي لديه الفكر والقدرة علي الحكم من خلال المشاركة. وقال إن صلاح عبدالصبور مثلما كان شاعرا كبيرا كان مسرحيا كبيرا ويدرك تماما كافة العناصر ويدرك جيدا كيف يحول الشعر إلي نص مسرحي. وعن انحسار المسرح الشعري تحدث محمد ابو العلا السلاموني قال : اذا نظرنا إلي المسرح سنجده الشعر ذاته . والشعر ينطوي علي الغموض وعدم الفهم بينما المسرح يحتاج إلي الشعر ومن هنا اتسعت الهوة بين الشعر الحديث والمسرح . والحل لهذه الهوة ان نأخذ من الشعر عناصره الرئيسية وهي الخيال والنظم وهذا ما أخذناه من الشعر الحديث في المسرح وصلاح عبدالصبور يقول ان اي مسرح سنجد فيه شعرا حتي لو نثري. وأخيرا قال السلاموني انحسار المسرح الشعري هو خرافة وهذه المقولة غير موجودة ولكن أري أن الجيل الحالي هو جيل مظلوم ولا يأخذ حقه من الكتابة وكاتب المسرح الحقيقي هو شاعر بالضرورة مثلما كان كتاب المسرح القدامي هم شعراء بالضرورة لكن الآن يكتبون بالصورة الحديثة. اختلف د. أحمد مجاهد في الرأي مع السلاموني وعقب قائلا : يجب التفرقة بين الشاعرية والشعرية التي تجعل الأدب أدبا وهذا ليس شعرا وعن الغموض فالنصوص متعددة المعني والدلالة والنقد الحديث الآن يقف في منطقة وسطي بين النص وثقافة المتلقي بحيث لايصل كل قارئ إلي نفس المعني. ومع الشعر الحديث جاءت الولادة الحقيقية للمسرح ومن وجهة نظري أن مبرر تحول الشعر العربي من عامودي إلي شعر التفعيلة هو التحول بالشعر العربي من الغنائية الخالصة إلي الدرامية . وكان الشعر الحديث مدخلا حقيقيا إلي وجود مسرح شعري عربي. وعن مسرح صلاح عبدالصبور قال د. مجاهد : كان صلاح عبدالصبور يحمل علي عاتقة قضية التنوير وعلاقة المثقف بالسلطة . مدللا علي ذلك بمسرحيات صلاح عبدالصبور . وقال: في مأساة الحلاج كانت مشكلته الرئيسية انه يريد أن يكون مثقفا تنويريا ويساعد المجتمع في ذلك . والخطأ التراجيدي الذي ارتكبه الحلاج من وجهة نظري انه لم ينتقل إلي حيز الفعل. وأضاف د. مجاهد : ميزة صلاح عبدالصبور انه مسرحجي فاذا جردنا كلام عبدالصبور من الشعر سنجده نصا مسرحيا. وفي الأميرة تنتظر تسير علي نهج أسطوري مسرحي ويتعامل فيها مع الأميرة المرأة . واستخدام مونولوج تنويري صريح . وكذلك مسافر ليل. وصلاح عبدالصبور لم يكن يعفي المثقف من مسئوليته ولم يكن يعفي الشعب من ضعفه واستكانته وكان يبحث عن المثقف الذي لديه الفكر والقدرة علي الحكم من خلال المشاركة وليلي والمجنون ايضا تحمل صراعا واضحا بين المثقف والسلطة. ومن جانبه تحدث د. محمد عناني عن ترجمة النصوص المسرحية والشعرية وقال : الشاعرية المقصود بها الرؤية التي تتضمن المجاز او الاستعارة . نحن اقدر علي فهم ادبنا ونحن اقدر علي ترجمته . فترجمة الأجانب مليئة بالأخطاء لعدم ادراكهم جيدا للغة العربية.