للمرة الثانية خلال شهر.. نجحت القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية بأسوان في إنهاء خصومة ثأرية جديدة بين عائلتين من قبيلتي بني هلال واكلوبانية وذلك بعد أن نجحت جهود المصالحة بين أبناء قبيلتي الدابودية وبني هلال في شهر رمضان الماضي لترفرف بذلك حمائم السلام والتسامح مجددا بين أبناء محافظة أسوان. أدي إتمام الصلح بين القبيلتين إلي حدوث حالة من الارتياح الشديد بين جميع أهالي أسوان الذين كانوا يخشون أن تتصاعد الأمور وتصبح خارج السيطرة كما حدث في فتنة أبناء قبيلتي الدابودية وبني هلال التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من الضحايا. شهد مؤتمر الصلح تقديم أبناء قبيلة بني هلال للقودة أو "الكفن" إلي أولياء الدم من قبيلة الكوبانية وهي المرة الأولي في تاريخ قبيلة بني هلال التي يقدم عدد من أبنائها الكفن وذلك تقديرا لأبناء عمومتهم الكوبانية الذين قابلوهم بالصفح والعفو عن قتلهم لأحد أبناء الكوبانية عن طريق الخطأ قبل بداية شهر رمضان الماضي في حادثة مرتبطة بفتنة أسوان الأخيرة. حضر مؤتمر الصلح الذي أقيم في نجع الطويل بقرية الكوبانية نحو ألفي شخص يتقدمهم محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري والدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر الشريف واللواء محمد مصطفي عبدالعال مدير أمن أسوان والدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية والدكتور منصور كباش رئيس لجنة المصالحة والشيخ كمال تقادم منسق الصلح بجانب لفيف من القيادات الأمنية والدينية والشعبية والتنفيذية. وأكد اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان خلال المؤتمر علي ضرورة وضع برامج لتوعية مكثفة لأبنائنا وشبابنا بثقافة التسامح والعفو والحوار ونبذ العنف والعصبية والقبلية من أجل حماية المجتمع من الصراعات والمواجهات التي تهدد كيانه واستقراره وتلقي بظلالها السلبية علي كافة مناحي الحياة. وأشاد مصطفي يسري بالجهود المبذولة من لجنة المصالحة لرأب الصدع بين أبناء أسوان حتي يسود السلم الاجتماعي وأواصر المحبة والوئام بين جميع المواطنين.. مؤكدا علي افتخاره واعتزازه بوعي وحكمة وصلابة أولياء الدم من عائلتي آل سالم من الكوبانية وآل عجاج من بني هلال. وأيضا كبار العائلتين مما يعكس وعيهم وحسهم الوطني الصادق لتظهر معادن الرجال ومواقف الشرفاء الذين أعطوا القدوة والمثل بأن نبذ العصبية والقبلية والعنف هو السبيل الوحيد لنعيش جميعا في مجتمع آمن لا يعرف التفرقة والخوف علي حياة ومستقبل أبناؤه لأننا بالتكاتف والترابط نستطيع عبور أي أزمات مهما كانت قسوتها وآلامها.. كما قدم محافظ أسوان شكره لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب علي رعايته ومتابعته لإتمام هذا الصلح. أشار الدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر بحكمة أولياء الدم من الكوبانية وتقبلهم لهذا الصلح خاصة وأن ما حدث كان عن طريق الخطأ علاوة علي امتثال بني هلال لتقديم الأكفان وحملها وتغليبهم للمصلحة العليا للبلاد وحقن الدماء والحفاظ علي الجيل الحالي من الشباب والأجيال القادمة بالارتكان إلي العقل ليثبتوا للعالم أجمع بأنهم من العظماء بتحقيق هذه المصالحة والعفو والصفح الذي هو من شيم الكرام والأقوياء. ونقل شومان تحيات شيخ الأزهر لأهل أسوان وتهنئتهم بنجاح وإتمام هذا الصلح في محافظة أسوان العزيزة علي قلوب المصريين جميعا لوقف نزيف الدماء وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار داخل أسوان المشهود لها بذلك ولأهلها من الكرم والجود والعفو. قال الشيخ كمال تقادم عضو لجنة المصالحة علي أن الطرفين اتفقا علي الصلح والتراضي من خلال تقديم القودة من بني هلال ويقابلها العفو من الكوبانية. وخاصة أن تلك الخصومة نشأت بين الطرفين عن طريق الخطأ قبل شهر رمضان وراح ضحيتها شاب من الكوبانية علي يد أبناء بني هلال. أوضح أن هذا الصلح يعتبر بمثابة إرضاء للنفوس وهو المتعارف عليها في صعيد مصر لنبذ العنف حيث إن الخصومة لا تجني منها أي مكاسب بل تعمل علي نشر الخوف والقلق وعدم الأمان والاستقرار. طالب تقادم بضرورة ضبط النفس وتغليب صوت العقل والمصلحة العامة من خلال الامتثال لمباديء الدين الإسلامي الحنيف والتي تدعو لنشر روح المحبة والتسامح وإصلاح ذات البين بين جموع الناس بمختلف قبائلهم وعائلاتهم ومن جانبه أكد الشيخ حامد محمد السيد من قيادات قبيلة الكوبانية أن العفو ونبذ العنف ودعم الاستقرار هو امتداد لسنة الرسول الكريم وتطبيقا لأوامر الله عز وجل لذلك حرص أهالي قبيلة الكوبانية علي قبول هذا الصلح حرصا علي حرمة الدماء وحفاظا علي انتشار السلم والأمن بين أبناء الوطن. قال سعد حسين علي من قيادات قبيلة بني هلال إن أهالي الكوبانية يتميزون بأنهم صناع السلام في محافظة أسوان ويرتبطون بعلاقات متينة يسودها المحبة والمودة والخير مع بني هلال لذلك حرصا علي تلبية جميع مطالب الكوبانية لإتمام هذا الصلح في أسرع وقت لتعود المياه إلي مجاريها بين أبناء القبيلتين.