"تحيا مصر" و"بنحبك يا سيسي" كلمات ملأت سماء منطقة سجون طرة والطرق المجاورة لها.. كلمات رددها بأعلي صوت السجناء الذين تنفسوا نسيم الحرية وغادروا الزنازين بلا رجعة وهم من شملهم قرار العفو الذي أصدره رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي وحمل رقم 244 لسنة 2014 والذي يأتي بمناسبة احتفالات مصر بعيد ثورة 23 يوليو المجيدة وعيد الفطر المبارك وشمل 354 سجيناً. كان نزلاء منطقة سجون طرة الذين شملهم قرار العفو علي موعد مع الفرحة والسعادة في الثامنة صباحاً حيث تم تجميعهم عند مدخل البوابة الرئيسية أمام سجن المزرعة وكان في انتظارهم اللواء محمد راتب مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون وضباط القطاع وقام بمصافحتهم واحداً تلو الآخر ثم بدأ السجناء يهتفون "بنحبك يا مصر" و"شكراً لضباط السجون" و"تحيا مصر" و"بنحبك يا سيسي" وألقي مساعد الوزير كلمة قصيرة طالب فيها السجناء المفرج عنهم بالابتعاد عن الأخطاء التي سبق أن ارتكبوها أو أي خروج علي القانون حتي لا يتعرضوا للسجن مرة أخري. قال اللواء راتب للسجناء المفرج عنهم إن مصر الكبيرة والعظيمة ملك لكل أبنائها ولابد من أن يعمل الجميع من أجل رفعة شأنها ومن بين هؤلاء من سبق أن أخطأوا ونالوا عقابهم لأن مصر ملكنا جميعاً ودعاهم إلي العمل من أجل صلاح حال مصر. أشار اللواء راتب إلي أن قطاع السجون يبذل الجهد لإنهاء الإجراءات للإفراج عن باقي من شملهم قرار العفو حتي يعودوا جميعاً لنعيم الحرية ويعيشوا وسط أسرهم ويقضوا معهم أيام العيد المباركة. عقب ذلك قامت إدارة السجن بنقل المفرج عنهم من منطقة مزرعة طرة إلي البوابة الرئيسية عن طريق المركبة المخصصة للتنقل داخل السجن "الطفطف" وأخذ المفرج عنهم يهتفون ويغنون "خلاص مروحين وهنا تاني مش راجعين" "خلاص مروحين وهنبقي مواطنين كويسين" وعلي البوابة الرئيسية كان هناك بعض الأهالي الذين ينتظرون ذويهم. أكد السجناء المفرج عنهم أن فرحتهم بعودتهم إلي حياتهم الطبيعية لا توصف حيث قال أسامة. م "دبلوم صنايع" كان محكوماً عليه ب3 سنوات قضي منها 21 شهراً إنه لن يخالف القانون مرة ثانية وقد تعلم دروساً كثيرة داخل السجن في مقدمتها الالتزام وضبط النفس وأنه سيعود لعمله كنجار ويبحث عن بنت الحلال ويكون أسرة. أكد شعبان. ع أن المعاملة داخل السجون تختلف من مكان لآخر بعضها صعب للغاية والبعض الآخر مخفف وعلي من أخطأ أن يتحمل مشيراً إلي أنه كان محكوماً عليه بالمؤبد وقضي 15 سنة خلف القضبان وأنه نادم علي ما ارتكب من عمل أدي به إلي هذه الحال وحرمه من تربية أبنائه بشكل مباشر وأن مشكلته الآن كيف سيواجه الناس من أهل المنطقة التي يقطن بها. قال سند. ر إن الشيطان لعب دوراً أساسياً في دخوله السجن والحكم عليه بخمس سنوات ولو عادت به عجلة الحياة فلن يفكر أبداً في الخطأ.. وأيده في هذا الرأي فاروق. ع الذي كان محكوماً عليه ب3 سنوات لعدم أداء الخدمة العسكرية وسامي. ج وحسن. ن المتهمون بنفس الاتهام وأكدوا أنهم نادمون علي عدم أداء الخدمة العسكرية. أشار جمال. أ. ن إلي أنه دخل السجن بسبب الأصدقاء الذين زينوا له المشاركة في عملية سرقة وأنه نادم علي ذلك وسيقاطع كل أصدقاء السوء أو المشي البطال. أما محمد. ش فقال إن المثل القائل "امشي عدل يحتار عدوك فيك" مثل حقيقي وكان لابد من أن أدركه جيداً لأنني سقطت ضحية المشي العوج ولم أستجب لنصائح اخوتي الكبار وكانت النتيجة أني قضيت عشر سنوات من شبابي خلف القضبان ولكن الحمد لله شملني قرار رئيس الجمهورية الذي أتقدم له بخالص الشكر وسأعود لحياتي أمارس تجارتي ولن أعمل في شيء لا أعرفه. قال أنسي. ف إنه ضحية حب المال وتكوين الثروة التي أنهت به خلف القضبان ولابد للإنسان أن يدرك حجم امكانياته ولا يلعب مع الكبار حتي لا يحدث له ما حدث لي ويقضي 6 سنوات من عمره خلف القضبان خسرت فيها أموالي وأسرتي الذين هجروني. أوضح عزيز. ش أن الشيطان يزين للإنسان كل ما يضره وفي غفلة أصبحت مجرماً وحبيس الزنزانة ولو أني أغمضت عيني دقيقة ورفضت دعوة ذلك الشيطان ما كان قد حدث لي ما حدث وأصبحت مجرماً ومن وجهة نظر الناس "رد سجون" ولا أعرف كيف سأواجه حياتي مع الآخرين وربنا يجعل في قلبهم السماح ويضمونني إلي صدوره.