خصخصة الشركات الحكومية وقطاع الأعمال التي انتهجتها الحكومات السابقة أدت إلي تشريد آلاف العمال وضياع حقوقهم.. واجبرتهم علي الخروج للمعاش المبكر في ظل نظام فاسد كان يوفر كل الحماية لكبار القوم وأركان النظام الفاسدين وسهل لهم الاستيلاء علي الشركات بأبخس الاثمان.. وسرقة عرق السنين. ومع قيام ثورة 25 يناير التي قضت علي النظام الفاسد استبشر آلاف العمال الذين خرجوا مجبرين علي المعاش المبكر وتنفسوا الصعداء وتجددت أمالهم في الحصول علي حقوقهم المهدرة.. ومن هؤلاء عمال شركتي أسمنت طرة وحلوان الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء للمطالبة بحقوقهم الضائعة منذ 20 عاماً. يقول العمال إنهم ساهموا بقوة في نهضة شركتي اسمنت طرة وحلوان حتي أصبح لهما سمعة طيبة في الأسواق المحلية والعالمية.. وبدلاً من مكافأتنا فوجئنا بعرضهما للبيع في صفقة ملتوية تآمر فيها حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر علينا حيث اقر بحقوقنا في العلن بينما في الخفاء تآمر علينا وباعنا للمستثمر الإيطالي الذي اشتري الشركتين مقابل حصوله علي 2 مليون جنيه!! قالوا نحن لانريد سوي الحصول علي حقوقنا وهي صرف قيمة المستحقات من الأرباح المرحلة من عام 90 حتي 2011 وقد حصلنا علي حكم قضائي بذلك في يولية 2010 ولكنه لم ينفذ حتي الآن!! يؤكد علي درفلي وعبدالرحمن خليل انه في بداية مشوارنا للحصول علي مستحقاتنا الضائعة لنا قررنا تشكيل لجنة من خمسة أفراد لمقابلة الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة في حضور حسين مجاور قبل ان يقال من رئاسة اتحاد عمال مصر وبعض المحامين وعرضنا مطالبنا والتي تضمنت أن قانون المعاش المبكر ثابت لايتغير من عام إلي عام سوي علاوة دورية طفيفة لاتتعدي 30 جنيها وهذا ما يؤكد ان الفارق الكبير في مبلغ مكافأة نهاية الخدمة بيننا وبين الذين خرجوا علي المعاش في عام 2005 وهذا يعطينا الحق بالمطالبة بهذا الفرق. يقول محمد عبدالعزيز ومحمود محمد عليش لقد أرغموا حوالي 4 آلاف عامل عام 1990 للخروج علي المعاش المبكر بعد بيع شركة أسمنت طرة بأبخس الاثمان ولم يحصل كل موظف الا علي 30 ألف جنيه مكافأة نهاية الخدمة مع ان من خرج علي المعاش المبكر مثلنا في عام 2005 حصل علي أكثر من 130 ألف جنيه ولان المساواة في الظلم عدل فنحن نطالب بحقوقنا الضائعة منذ عام 1990 وهي أرباح مرحلة لم نحصل عليها ونحن في الخدمة. أكد سعيد حامد أحمد وفتحي السيد عبده رغم أن شركتي طرة للاسمنت وحلوان تعتبر إدارة واحدة الا ان كل شركة اصبحت منفصلة عن الآخري بعد بيعهما لمستثمرين مصريين وإيطاليين. أضاف: قررنا الاعتصام أمام مجلس الوزراء لتوصيل حقوقنا للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء آملين أن يستجيب لمطالبنا. يؤكد إبراهيم عبدالحميد ومحمد أبودوح ومحمد أيوب محمود أنه بعد خروجنا علي المعاش لم نحصل الا علي معاشات ضئيلة جداً فهناك من يحصل علي 67 جنيهاً وآخر علي 86 جنيهاً وهذا لايتناسب مع الظروف الحياتية التي نعيشها لا مع مصاريف المدارس والجامعات والدروس الخصوصية موضحين انه بعد عشر سنوات من خروجنا علي المعاش نحصل علي 300 جنيه فقط. أضافوا أن الثورة التي قضت علي النظام الفاسد أحييت بداخلنا الآمال من جديد للحصول علي حقوقنا المهدرة. يقول سامح السيد ومصطفي محمود سرور نحن ضحايا نظام الخصخصة الذي شرد آلاف العمال بجميع المصانع والشركات مؤكدين أن حوالي 8 آلاف عامل تم تشرديهم في شركتي أسمنت طرة وحلوان وهذا لايقارن بالعدد الهائل في شركات الغزل والنسيج. أضافا أن مأستنا أثارت حفيظة الكثير من المحامين الشرفاء فأعلنوا وقوفهم معنا ورفعوا قضايا وجاءت بنتيجة لم نكن نتوقعها حيث انتزعوا حكما قضائياً لصالحنا في يوليه 2010 بأحقيتنا في الحصول علي الفارق المالي للمكافأة التعويضية التي حصلنا عليها عند تركنا للخدمة إضافة إلي قيمة ما حصل عليه زملاؤنا المحالون للمعاش عام 2005 و2007 وذلك علي دفعات متتالية. يؤكد عبدالمقصود فهمي حسين عندما أجبروني علي المعاش في سن الاربعين كان أولادي في المراحل التعليمية المختلفة ولم اتوقع التحاق أحدهم بكلية الطب والتي تحتاج إلي مصاريف باهظة ومعاش لايتعدي ال 70 جنيهاً.. ولأن المعاش لايكفي حتي الفتات اضطررت للعمل باليومية حتي استطيع الانفاق علي ابنتي التي التحقت بكلية الطب. أضاف: علمت من زملائي بالشركة ان حقوقنا الضائعة سوف تعود بعد قيام ثورة 25 يناير وسيتم تنفيذ الحكم القضائي الذي لم نستطع تنفيذه قبل الثورة في ظل نظام فاسد أما الآن فنحن في انتظار صرف مستحقاتنا. اما نادي عبدالوهاب ومحمد خليل فقالا لقد تحملنا متاعب كثيرة حتي لهفت شركتي اسمنت طرة وحلوان وأصبح لهما اسم كبير في الاسواق المحلية والعالمية من خلال خطوط انتاجهما المتميزة موضحاً أن كل شركة مساحتها لاتقل عن مليون متر مربع وبكل منهما 9 أفران و7 أفران انتاج اسمنت و16 طاحونة للاسمنت أيضاً لذلك كانت مطمعا للمستثمرين الجشعين من رجال الأعمال الفاسدين. أضافا: مع ذلك كنا نعمل ولم نحصل علي الأرباح المؤجلة من عام 1990 إلي عام 2005 وقد اخطرنا رؤساء مجالس إدارات الشركتين طرة وحلوان بهذا الأمر واقر حسين مجاور رئيس اتحاد عمال مصر سابقا في مؤتمر عقد بنادي شركة اسمنت طرة بأن لنا مستحقات مالية وحوافز مؤجلة وتعهد بالوقوف معنا. يقول أحمد إبراهيم وعادل عباس: رغم أن حسين مجاور قد تعهد بالوقوف معنا إلا أن ما قاله في العلن غير ما نفذه في الخفاء حيث عقد اتفاقية رخيصة ضدنا مع المستثمرين الإيطاليين تضمنت حصول المستثمر علي المستحقات المالية المتأخرة لأصحاب المعاشات المبكرة والتي تقدر بملايين الجنيهات في مقابل حصوله علي عمولة لنفسه بمليون جنيه.. وهكذا تلاعب بنا مجاور وأهدر حقوقنا.