دافع عدد كبير من مخرجي ومؤلفي مسلسلات رمضان القائمة علي أسلوب استرجاع بطل العمل لذكرياته وسرده للأحداث "الفلاش باك" عن استخدامهم لذلك الاسلوب مؤكدين أن حبكة العمل الدرامي هي التي تحكم استخدام هذه الطريقة من عدمه. البداية من المخرج عثمان أبولبن مخرج مسلسل "صديق العمر" الذي يستخدم أسلوب "الفلاش باك" من خلال العديد من المشاهد التي تسرد العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبدالحكيم عامر حيث قال: "الفلاش باك" اسلوب مستخدم منذ القدم واثبت نجاحه في العديد من الأعمال. وبالنسبة لمسلسل "صديق العمر" فهو يقدم الاحداث بأسلوب متواز فيحكي بطل العمل عن ذكرياته وفي الوقت نفسه تتابع الأحداث الحالية وطبيعة العمل في النهاية هي التي تفرض استخدام ذلك الاسلوب من عدمه. واتفق معه المخرج محمد سامي مخرج مسلسل "كلام علي ورق" الذي استخدم "الفلاش باك" لكشف غموض جريمة القتل التي تعرض لها أحمد السعدني والتي تتكشف معها العلاقات المتشعبة لابطال العمل بعضهم البعض وقال: إن حالة السرد السريع للأحداث الدرامية يجذب الجمهور بطريقة كبيرة له والفلاش باك في مسلسل "كلام علي ورق" أو أي مسلسل آخر يساعد علي تعلق الجمهور بالمسلسل بصورة اكبر كي يعرفوا ماذا يحدث بعد ذلك. موضحاً إلي أن كثيراً من المسلسلات القديمة كان استرجاع الماضي بها امر صعبا وغير متقن ولكن الآن أصبح الأمر سهلاً. ويشير المؤلف أيمن سلامة كاتب مسلسل "الاكسلانس" الذي يعتمد في العديد من مشاهده علي فكرة "الفلاش باك" من خلال بعض الاحداث التي وقعت لبطل العمل أحمد عز وخاصة الحادث الذي كاد يودي بحياته وفقدانه لزوجته التي كان يحبها كثيرا والتي تجسدها إيمان العاصي إلي أن استخدام "الفلاش باك" تفرضة حبكة المسلسل وبالتالي فهو يكون ضرورة في بعض الأعمال. مؤكداً أن هذا الاسلوب صعب للغاية ولا يتقنه كثيرون وقد يقع مؤلف العمل في الخطأ إذا لم ينتبه إلي السرد يجب أن يكون من خلال شخص واحد له علاقة وطيدة بالاحداث. الناقدة الصحفية ماجدة موريس قالت: بالفعل تكثر هذا العام المسلسلات التي تستخدم هذا الاسلوب والحقيقة انني لا أعرف سبب الاصرار علي استخدام ذلك الاسلوب الذي يشتت المشاهد ويفقده متابعة تسلسل الاحداث بالشكل المطلوب. اضافت: عندما تستخدم السينما هذا الاسلوب فهو بالفعل يكون جذاباً وشيقاً لانه يكون محدودا ومركزا في ساعتين. انما استخدامه في الدراما يكون كثيرا في غير محاله وأري أنه يمثل نوعاً من التباهي واستعراض العضلات من الكاتب الذي لا يهمه كيف ينتقل الشماهد البسيط من حدث حالي إلي العديد من الأحداث الماضية في نفس الوقت ودون سبب مقنع تماما كما في مسلسل "السيدة الأولي" الذي لا أري أي داع في أن يظل طوال الحلقة يشتت الجميع بين مشهد للبطلة وهي السيدة الأولي واخر قبل أن تكون السيدة الأولي خاصة أن تلك المشاهد ممتدة طوال الحلقات وكان من الممكن اختصارها في حلقة أو اثنين. اشارت موريس إلي أن استخدام الفلاش باك يجب استخدامه في اضيق الحدود لانه صعب أن يستمر طوال 30 حلقة أو اكثر بالإضافة إلي وجود فواصل إعلانية طويلة تعيق قدرة المشاهد علي المتابعة. يذكر أن عدداً كبيرا من مسلسلات رمضان الحالي بدأت أحداثها باستخدام "الفلاش باك" مثل مسلسل "السيدة الأولي" التي تسترجع فيها الفنانة غادة عبدالرازق ذكرياتها ومرحلة صعودها وكيف وصلت لمنصب السيدة الأولي. و"سجن النساء" الذي تسترجع فيه كل من درة ونيللي كريم وروبي الذكريات عندما تبدأ كل واحدة منهن في رواية قصتها علي الأخري. و"عد تنازلي" الذي يشهد سرد اكثر من شخص لذكرياته حيث يقوم فيه الفنان عمرو يوسف باسترجاع مشاهد مقتل ابنه الوحيد كذلك يسترجع الفنان طارق لطفي احد ابطال العمل علاقة الحب بينه وبين الفنانة كنده علوش التي تخلي عنها بسبب عمله. ومسلسل "الصياد" الذي يحكي فيه بطل العمل يوسف الشريف لزملائه في جهاز الشرطة كيف اصيب بالعمي وكيف فقد زوجته وابنته الوحيدة ومحاولته القبض علي القاتل المحترف الملقب "بالصياد". كذلك مسلسلات "كلام علي ورق" و"صديق العمر" و"السبع وصايا" و "فرق توقيت".