تبدأ اليوم الثلاثاء وفي تمام العاشرة مساء أقوي فقرات مونديال البرازيل 2014 المربع الذهبي وهي فقرة اللعب مع الكبار حيث المتعة الكروية والقوة والإثارة واللعب بلا رحمة تحت شعار النهائي للأقوي. تفتتح هذه الفقرة التي ينتظرها مئات الملايين من الجماهير بالمواجهة البرازيلية الألمانية حيث الفن والمهارة الممثل في نجوم السامبا أمام اللياقة البدنية والقوة في الأداء للماكينات الألمانية. مواجهة الليلة هي لقاء السحاب بين منتخبين حصدا لقب المونديال ثمان مرات من إجمالي تسعة عشر لقبا أي ما يقترب من النصف إلي حد كبير ذهب خمسة منها للبرازيليين وثلاثة للألمان وهما المنتخبان الأكثر مشاركة في كأس العالم. البرازيل 20 مرة ولم تغب ولا مرة وألمانيا 18 مشاركة غابت مرتين فقط ويتساوي معها الطليان بما يعني أن تاريخهما طويل جدا مع البطولة. رغم كل هذه المشاركات وجميع الألقاب إلا أن السامبا والماكينات لم يلتقيا وجها لوجه في كأس العالم إلا مرة وحيدة في نهائي مونديال 2002 بكوريا واليابان وكانت الغلبة للسامبا بهدفين للاشيء سجلهما رونالدو وكان هذا التتويج هو الخامس لسحرة كرة القدم ومن حينها غابت البرازيل عن منصة المنتصرين وأيضا المربع الذهبي لأنها ودعت بطولتي 2006 و2010 من دور الثمانية لتعود مجددا للعب مع الكبار. تبعا للتاريخ البرازيلي في المونديال فإن هذا الفريق عندما يصل إلي المربع الذهبي يسير في طريقه بدون توقف ويصل للنهائي ومنه إلي منصة التتويج ولم تخسر السامبا أي نهائي سوي مرتين الأول عام 1950 أمام أوروجواي وكان بملعب ماراكانا الشهير وكانت خسارة استثنائية جدا بينما الثاني 1998 أمام الجيل الذهبي للديوك الفرنسية بقيادة النجم زين الدين زيدان. أما الألمان فهم بالفعل المنتخب غير المحظوظ بالمرة ففي البرازيل 2014 يصل الفريق للمربع الذهبي للمرة الرابعة علي التوالي ففي 2002 وصل النهائي وخسر أمام البرازيل وفي 2006 و2010 توقف عن الدور قبل النهائي وتحديدا كان منصبه المركز الثالث في البطولتين وهو الليلة يبحث عن الخروج من عباءة هذا الترتيب الذي التصق به مرتين متتاليتين. والمؤكد أن الماكينات الألمانية عندما تلتقي السامبا لن تفكر أبدا في الثأر الكروي لخسارة لقب مونديال 2002 الذي سيتحقق تلقائيا عند الخروج فائزين باللقاء لكن التفكير والتركيز الأكبر ينصب حول ضرورة الوصول إلي النهائي المونديالي لاستعادة الكأس الغائبة منذ 24 عاما عندما توج الفريق بلقب مونديال .1990 في المقابل يبحث البرازيليون عن تحقيق حلم قديم مضي عليه 64 عاما حتي الآن وهو التتويج في ملعب ماراكانا الشهير الذي استضاف نهائي 1950 بين السامبا وأوروجواي وفازت الأخيرة وحرمت السامبا من اللقب وقتها لتمر السنين وتعود الفرصة من جديد ولكن يتعين علي الفريق إزاحة واحد من أقوي فرق مونديال 2014 وهو الفريق الألماني أولا ثم التفكير في منصة التتويج ثانيا ولكنها أولا وأخيرا خطوة سوف تقترب بالسامبا من تحقيق الحلم القديم بنسبة سوف تتخطي السبعين بالمائة. ورغم غياب أبرز لاعبي السامبا وأشهرهم وأكثرهم مهارة وفن كروي وهو نيمار إلا أن المتفائلين من أبناء البرازيل يرون أنه لسه الأماني ممكنة وغياب نيمار قد يكون الدافع القوي لباقي اللاعبين لتحقيق الأمل المنشود. ومن هنا يراهن المدير الفني سكولاري علي باقي الكتيبة من النجوم الحارس خوليو سيزار والظهيران الأيمن داني الفيش والأيسر مارسيللو وقلب الدفاع ديفيد لويز ومحوري الارتكاز باولينيو ولويس روزا والمهاجمان أوسكار وهالك ويليان أو راميرز سانتوس وفريد. ويدعم حظوظ البرازيليين الجمهور العريض الذي سيحضر اللقاء الليلة علي ستاد جوفير تادور ماجاليس وسيتقدمهم رئيسة البلاد ديلما روسيف المشجعة الأولي للسامبا التي حرصت علي تحفيز اللاعبين بشتي الطرق خاصة بعد اصابة نيمار وتأكد غيابه عن الفريق. يعتمد الألمان بقيادة المدير الفني لوف علي آلية العمل المتوارثة من جيل إلي جيل بهذا الفريق الذي تدور تروس ماكيناته منذ اللحظة الأولي ولا تتوقف عن العمل حتي انتهاء اللقاء مهما كانت النتيجة فشعار الألمان العمل ثم العمل ثم العمل. ويلعب الفريق الألماني بطريقة دفاعية منظمة للغاية معتمدا علي رباعي خط الظهر فيليب لام قائد الفريق وهو لاعب محوري ما بين الوسط والدفاع وبواتينج وهوملز صاحب هدف التأهل للمربع الذهبي وهوفيديس ويعاونهم في الوسط شفاينشتايجر وسامي خضيرة وان كان خضيرة يميل أكثر لدعم رباعي الهجوم توني كروس ومسعود أوزيل وماريو جوتزة وموللر. في النهاية لقاء الليلة سيكون به الكثير من الكلام وحسم أي فريق منهما النتيجة لجانبه لن يكون بسهولة علي الاطلاق بل قد يتطلب ذلك اللجوء إلي وقت إضافي وربما ضربات ترجيح خاصة بعدما اصبحت الكفتان شبه متساويتان إلي حد كبير بعد خروج نيمار من الصورة فلم يعد هناك وجود للاعب الاستثنائي أو الظاهرة بأي فريق منهما لذا فالمفاجآت غير واردة علي الاطلاق من الجانبين وكل منتخب بمثابة كتاب مفتوح للآخر فلن يجد سكولاري أو لوف ما يمكن اخفاءه عن الآخر سوي في حماس واصرار اللاعبين علي الفوز.