تنطلق اليوم مباريات دور الثمانية لمونديال السامبا البرازيلي باقامة مباراتي فرنسا مع ألمانيا في السادسة مساء علي ملعب ماراكانا الشهير ويليها البرازيل مع كولومبيا في العاشرة مساء اديرالدو كاستيللو. الديوك الفرنسية والماكينات الألمانية صراع أوروبي أوروبي ونهائي مبكر بين المنتخبين فكلاهما سبق له الوصول إلي منصة التتويج المونديالية مع الفارق في عدد المرات ثلاث للألمان ومرة وحيدة للفرنسيين مع النجم الذهبي ذي الاصول الجزائرية زين الدين زيدان. ويطمح الفريقان الأوروبيان في قطع تذكرة التأهل إلي المربع الذهبي الذي يعتبر الوصول إليه انجأز في حد ذاته بأن يصل أي فريق ويصبح من بين أفضل أربعة منتخبات بالمونديال وهما في كل الاحوال ضمنا مكانا للقارة العجوز في الدور قبل النهائي . ويصعب تحديد هوية الفائز من بين المنتخبين أو منح افضلية لاحدهما علي حساب الآخر فكلاهما تصدر مجموعته في الدور الاول وايضا كلاهما تأهل بصعوبة من دور الستة وعبر البوابة الافريقية فرنسا تغلبت علي نيجيرياوألمانيا بعد وقت اضافي علي الجزائر . وتتساوي القوي بين صفوف الفريقين تقريبا فالفريق الفرنسي يضم كريم بنزيمة وبوجبا وجيرو وماتويدي وفاليويناوكاباي وايفرا بينما المنتخب الألماني لديه موللر وبودولسكي وماريو جوتزة ولام واوزيل وخضيرة وشفانشتيجر. ويتفوق فريق الماكينات بوجود حارس غير عادي وهو العملاق مايكل نوير والذي لعب دورا اساسيا في وصول الألمان إلي دور الثمانية فهو ليس مجرد حارس فقط وانما مدافع ولاعب وسط وايضا قد يهاجم اذا كان فريقه بحاجة إلي ذلك . ويمنح نوير الافضلية للماكينات من خلال الحفاظ علي نظافة الشباك وامام هجوم قوي مثل الفريق الفرنسي فالمؤكد سيكون له دور كبير في ترجيح كفة الألمان اليوم اذا ما ادي بنفس المستوي للمباريات السابقة..ومن علي دكة البدلاء ستكون هناك مباراة اكثر شراسة بين المدربين الألماني يواكيم لوف 54 عاما والفرنسي ديديه ديشامب 46 عاما والفارق العمري بينهما ثمانية اعوام لصالح لوف صاحب الخبرة فهو مدير فني للماكينات منذ ما يقرب من ثمان سنوات منفردا وقبلها كان مساعدا للنجم الشهير كلينسمان. ورغم ان لوف لم يحقق للألمان أي لقب حتي الآن الا ان وجوده دائما وسط الكبار ابقي عليه حتي الآن فهو ثالث مونديال 2010 ووصيف أمم أوروبا 2008 رغم انه كان لاعبا عاديا لكن نجمه عاليا في مهنة التدريب. ويراهن لوف علي خبرته في مواجهة ديشامب الذي كان نجما لامعا في الملاعب فهو قائد الجيل الذهبي للديوك الفرنسية الحائز علي مونديال 1998 وأمم أوروبا 2000 والتي اعتزل بعدها مباشرة ليسلك مجال التدريب . ويعتمد ديشامب علي الطموح وتحفيز هذا الجيل من اجل الوصول إلي اعلي مجد كروي وهو التتويج بلقب المونديال من خلال واقع عاشه هو نفسه بمونديال 1998 ويعلم تماما ما معني الحصول علي هذا الشرف الكبير . التقت فرنساوألمانيا مرة وحيدة وشهيرة في مباراة حاسمة في الدور قبل النهائي بالمونديال عام 1982 في اسبانيا ووقتها تقدم الديوك بعد وقت اضافي 3/1 وكانوا قاب قوسين أو ادني من الوصول إلي النهائي لكن يتعملق الألمان وينجحون في التعادل ويحققون الفوز عبر ضربات الترجيح ..وتجمع المواجهة الثانية صراعاً لاتيني لاتينياًًً جديداً بين اصحاب الارض والجمهور سحرة كرة القدم السامبا البرازيلي مع المنافس العنيد كولومبيا احدي مفاجأت هذا المونديال بعروضه الممتعة واداء لاعبيه القوي في كل المباريات . والمباراة اختبار امريكي جنوبي جديد للبرازيليين الموعودين حتي الآن باللعب امام ابناء نفس القارة ففي دور الستة عشر كان اللقاء امام تشيلي والان في دور الثمانية امام كولومبيا وكأن السامبا هدفها الاساسي التضيحة بالامريكيين الجنوبيين . وتطمح جماهير البرازيل الا تعيش نفس معاناة دور الستة عشر بعد الوصول بشق الانفس عبر ضربات الترجيح مع تشيلي وان يحقق الفريق الفوز في الوقت الطبيعي للمباراة امام الكولومبيين . وينظر البرازيليون إلي ملعب المباراة اديرالدو كاستيللو بنظرة تشاؤمية نسبيا فهو نفس الملعب الذي استضاف لقاء السامبا مع المكسيك بالدور الاول ولم يتمكن الفريق من هز الشباك وخرج متعادلا سلبيا بدون أهداف..وكالعادة يعول المدير الفني للفريق سكولاري علي نجمه الاول نيمار في حسم مباراة الليلة امام كولومبيا مع الثنائي هالك واوسكار وجوستافو ومارسيللو وفريد المهاجم الذي يلعب من اجل فتح الطريق امام نيمار. اما كولومبيا فهي تعيش مغامرة كروية ناجحة حتي الآن تأمل ان تظل مستمرة وبعدما اطاحت بمنتخب اوروجواي وهو بطل سابقاً للمونديال مرتين في دور الستة عشر لما لا تفعلها مجددا وتزيح ايضا بطلاً سابق لكأس العالم وايضا صاحب الارض والجمهور . ويعتمد الفريق الكولومبي علي النجم جيمس رودريجيز هداف المونديال كمحور الاداء ومعه اربعة لاعبين اخرون هم قادة هذا الانجاز الكبير للكرة الكولومبية اجويلار ومارتينيز وجوتييريز ومورينو . ويسعي الجيل الحالي للكرة الكولومبية بقيادة المدير الفني الارجنتيني بيكرمان لمزيد من الانجازات بعدما تخطوا انجاز جيل 1990 بقيادة الحارس الشهير هيجيتا الذي وصل إلي دور الستة عشر وخسر امام اسود الكاميرون بقيادة ميلا الذي لقن هيجيتا درسا في كرة القدم حينها.