تشجيع الفتيات في سن المراهقة علي اجراء الفحص الذاتي للثدي ضرورة ملحة بحيث تستطيع كل فتاة من خلال هذا الفحص حفظ تضاريس ثديها وملاحظة أي تغير يظهر عليه سواء بظهور ورم أو تكيس. فهذا الفحص يمثل الخطوة الأولي في الاكتشاف المبكر لأورام الثدي ومكافحة سرطانه الذي توحش علي المصريات: وتشير الاحصائيات الي أن من بين كل مائة سيدة أمريكية مصابة بسرطان الثدي تفقد 18 منهن فقط حياتهن. بينما يرتفع هذا الرقم في مصر الي نحو 80 سيدة مصرية تفقد حياتها من بين كل مائة مصابة بالمرض وذلك بسبب عدم انتشار ثقافة الاكتشاف والتشخيص المبكر والأورام. هذا ما أكده دكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام بطب القاهرة ومدير وحدة الوقاية بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي في بداية رده علي رسالة القارئة رضا السيد من محافظة الدقهلية والتي أعربت فيها عن قلقها من اصابتها بتليف كامل بالثديين وخشيتها من تحول هذا التليف الي سرطان. أوضحت أنها كانت قد أصيبت بورم ليفي في بداية الثلاثينيات من عمرها أرجعه الأطباء لتأخرها في الزواج وعدم الانجاب وقد تم استئصاله وتبين بفحص عينة منه أنه حميد. أضافت أنها بعد زواجها وانجابها لطفلها الوحيد الذي لم ترضعه طبيعياً لتليف الغدد اللبنية بثدييها فوجئت بعودة ظهور الورم الليفي ثانية ووصل الي حد تليف كامل بالثديين تعاني بسببه من آلام مبرحة ورغم هذه الآلام إلا أن البعض يطمئنها بأنها مؤشر علي عدم تحول الورم الليفي الي سرطان ومع ذلك تخشي القارئة من الإصابة بسرطان الثدي خاصة أنها تخطت سن الأربعين. دكتور محمد شعلان رحب باستقباله للقارئة المريضة في عيادته لاعادة تشخيص حالتها واجراء اللازم لها. وواصل نصائحه للفتيات والسيدات عامة بقوله إن 90% من أورام الثدي أو التكيسات التي تظهر به غالباً ما تكون أوراماً حميدة وليست خبيثة. أضاف أنه لا يجب أن تخشي كل امرأة من الاصابة بسرطان الثدي لمجرد ظهور "كلكوعة" بثديها ورغم هذا لا يجب اهمال فحصها أو فحص أي ورم أو تكيس قد يظهر مهما صغر حجمه أو كبر. أكد دكتور شعلان أن الأورام الليفية لا تتحول الي سرطان وأن أغلب الأورام الحميدة بالثدي لا تتحول الي خبيثة ولكن حالات قليلة منها قد تتحول لخبيثة إذا ما تم اهمالها أو تشخيص عينة منها بالخطأ. كما حذر من سلوك خاطيء تتبعه أغلب المصريات وهو اهمالهن فحص أي ورم يظهر بثدييها بمعرفة الطبيب المختص ثقة منها أنه ورم حميد طالما أنه يؤلمها وهو اعتقاد خاطيء. وحذر أيضاً من فحص الثدي للفتيات الصغيرات في سن العشرين بأشعة الماموجرام مؤكداً أن الفحص بأشعة السونار العادية كافية في هذه السن شرط أن يجري الفحص لهن متخصص علي دراية تامة بطبيعة الثدي. أوضح دكتور شعلان أنه في حالة اكتشاف الورم فيجب أخذ عينة منه بالابرة وفحصها قبل استئصاله لمعرفة أن كان حميداً أم خبيثاً ونفي المعلومة الخاطئة التي يتداولها البعض من أن أخذ عينة بالابرة قبل الاستئصال قد يؤدي لتفشي الورم وانتشاره وأكد أنه في الغرب لا يسمح باستئصال الورم قبل أخذ عينة منه بالابرة.