رجال القانون: ولي الأمر.. صاحب قرار العرض أو المنع فجرت تصريحات د. جابر عصفور وزير الثقافة بموافقته علي عرض فيلم "نوح" بمصر والذي يجسد حياة نبي الله نوح وعدم التزامه برأي الأزهر خلافاً وصداماً كبيرين مع مؤسسة الأزهر انتقل إلي المثقفين واساتذة الإعلام والسياسة وعلماء الدين والفنانين. "المساء" استطلعت رأي رجال القانون حول الجهة التي لها حق حسم قضية عرض الفيلم أو منعه. أكد رجال القانون ان ولي الأمر صاحب قرار العرض أو المنع وان إقامة دعوي أمام القضاء المستعجل تنهي المشكلة تماماً. أضافوا ان عرض الفيلم يتعارض مع المادة الثانية من الدستور وشددوا علي ضرورة عدم منح فرصة للجماعة المتطرفة والمغالين في الدين للتجارة بالقضية. يقول د. محمد عبدالظاهر استاذ القانون بجامعة بني سويف ان الذي يحسم الخلاف بين الأزهر ووزارة الثقافة هو القضاء المستعجل الذي يعطي حكماً ملزماً بوقف عرض الفيلم. أضاف ان القضاء المستعجل إذا وجد ان الفيلم يخدش النظام العام للمجتمع سيحكم بوقف العرض منوهاً إلي فكرة النظام العام الذي يحكم المجتمع من خلال قواعد أساسية. يقول المستشار مصطفي جاويش رئيس محكمة جنايات شبرا ان المصنفات الفنية هي المنوطة بانهاء الخلاف بين الأزهر ووزارة الثقافة. أضاف انه يتم رفع دعوي قضائية أمام القضاء المستجعل لوقف عرض الفيلم بناء علي تقرير من المصنفات الفنية ويحكم القاضي بوقف أو منع العرض بناء علي هذا التقرير. يقول د. رفعت عبدالوهاب استاذ القانون الدستوري بجامعة الإسكندرية ان القضاء المستعجل هو الذي يفصل في الخلاف بين الأزهر ووزير الثقافة في عرض فيلم "نوح". أضاف ان عرض الفيلم يتعارض مع المادة الثانية من الدستور التي تؤكد ان مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للدستور وتجسيد الأنبياء يتعارض مع الشريعة الإسلامية. أشار د. عبدالوهاب إلي ان منع عرض الفيلم لا يتعارض مع الحريات ولا يضع قيوداً عليها لان الحريات عليها قيود تتمثل في احترام مبادئ الأديان.. منوهاً إلي ان مثل هذه الأشياء تعطي فرصة للاتجاهات المتطرفة للتجارة بهذا الأمر كما انها تفرق ولا توحد وتساعد علي خلق اضطرابات في المجتمع. يقول مختار نوح عضو المجلس القومي لحقوق الانسان والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان ان المسائل الخلافية يحسمها ولي الأمر.. منوهاً إلي ان ولي الأمر هنا ليس الأزهر لان الأزهر جهة ابداء الرأي الفقهي وليس الحكم لاننا ليس في دولة دينية. اضاف ان ولي الأمر هنا هو وزير الثقافة بحسب سلطاته التنفيذية ورئيس الجمهورية بحكم سلطاته التنفيذية والتشريعية إلي ان يأتي مجلس الشعب الذي يمثل سلطات الدولة مؤكداً ان الأزهر ليس له ولاية علي الشعب المصري. د.ليلي عبدالمجيد: ما المانع.. طالما لا يحمل إساءة قالت د. ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية انه تم من قبل عرض فيلم "آلام المسيح" وايضا تم عرض مسلسلات عن يوسف الصديق وعمر بن الخطاب وايضا سيدنا إبراهيم.. فلماذا يعترض الأزهر علي فيلم "نوح"؟ طالبت د.ليلي مؤسسة الأزهر إعادة النظر في قرار الرفض مادام الفيلم راقياً ولم يسئ إلي سيدنا نوح . د. آمنة نصير: يخدش قيمة وعظمة النبوة تقول د. آمنة نصير استاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر ان تمثيل شخص من بني البشر لدور أحد الأنبياء قضية شائكة لان الأنبياء اختيار إلهي وعندما يقوم بدورهم أشخاص عاديون فان ذلك يؤثر في هيبة النبوة ومساحة الإيمان لدي البشر لان مساحة الدور والممثل الذي يؤديه ترسخ في نفوس المشاهدين. عزت العلايلي: تجسيد الرسل .. خط أحمر يقول الفنان الكبير عزت العلايلي ان أصحاب الرسالات أمثال سيدنا محمد وسيدنا موسي وسيدنا عيسي عليهم جميعاً السلام خط أحمر ولا يجوز تجسيدهم إطلاقاً في الأعمال الدرامية خاصة اننا في دولة إسلامية دينها الرسمي الاسلام الذي يؤمن بجميع الرسل والأنبياء.. أضاف ان الأنبياء شئ آخر.. منهم ليسوا أصحاب رسالات وبالتالي لا يوجد مانع من تجسيدهم في الأعمال الدرامية حتي يستفيد المشاهد من سيرتهم وأخلاقهم بشرط ألا يكون العمل الدرامي أو السينمائي لا يحمل إساءة لهم . د.هالة مصطفي: المنع غير مفيد في ظل الميديا العالمية تقول د. هالة مصطفي استاذ العلوم السياسية انه لا يوجد قانون يسمح للأزهر بمنع الأعمال الفنية وان رأيه فقط استشاري منوهة ان "نوح" فيلم أجنبي وهذا يعني ان مشاهدته ستكون متاحة نظراً لوسائل الميديا العالمية.. أضافت أرفض مبدأ المنع علي طول الخط والأصل هو العرض خاصة انه لا يوجد ضرر من العرض والدليل علي ذلك أفلام مماثلة مثل "آلام المسيح" و"الرسالة" . سكينة فؤاد: كفانا معارك جانبية.. الأزهر مرجعية وسطية تقول الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد انه يجب إدارة حوار هادئ وعميق بين الأزهر ووزارة الثقافة لتوضيح رؤي الجانبين وترجيح الرؤية الصحيحة التي لا شك فيها ولا خلاف عليها. أضافت انه سبق وتم عرض فيلم المسيح "عليه السلام" وصاحبه كثير من الجدل مطالبة ان تكون حلول المشكلات الثقافية من خلال حوارات عميقة وهادئة نسترشد فيها بمواقف الأزهر. طالبت الكاتبة الكبيرة بمناقشة جادة لأسباب المنع حتي يكون هناك وضوح في الرؤية مؤكدة علي ثقتها في مؤسسة الأزهر كمرجعية وسطية وبما لديه من استنارة حضارية وايضا علي إيمان مؤسسة الأزهر بدور الثقافة في تكوين الوجدان الوطني. أضافت اننا لا نريد معارك جانبية تعطلنا عما هو أهم ولكن نريد دعم المواقف المستنيرة حتي تستعيد الثقافة دورها في تصحيح الخطاب الثقافي لصالح الأجيال القادمة.