كلما خمدت نار الإرهاب ونظن أنها قد انطفأت. نفاجأ بجريمة جديدة تشعل جذوة هذه النار مرة أخري وكأن الإرهابيين يقولون لنا إنهم مازالوا طلقاء. وإنكم لن تهنأوا بعيش كريم. ولا باستقرار مادمنا أحياء.. بدليل حادث المدينة الجامعية في الأزهر الذي وقع منتصف ليلة أمس الأول. حين هاجموا قوات الأمن المتواجدة بمحيط المدينة وقاموا بقتل 3 مجندين وأصابوا ضابطاً و8 مجندين آخرين. ثم فروا هاربين. السؤال الذي يفرض نفسه: إلي متي يستمر هذا المسلسل المحزن والمخزي للإرهاب. وما الذي يجنيه هؤلاء من وراء عملياتهم الإجرامية الدنيئة سوي ازدياد كراهية الناس لهم ولفظهم خارج المجتمع؟! لقد أراد الإرهابيون من خلال هذه الجريمة أن يبعثوا برسالة للمسئولين أن الانتخابات الرئاسية لن تمر مرور الكرام وأنهم سيفسدون علي المصريين مسيرتهم الديمقراطية.. ولكنهم واهمون ورسالتهم فاشلة لأن الشعب سوف يخرج عن بكرة أبيه. ولن تثني أفعالهم عزيمة المصريين عن إكمال المسيرة والخروج بالبلاد إلي بر الأمان. أيام قليلة ويبدأ ماراثون الانتخابات الرئاسية وندخل بعدها مرحلة جديدة فارقة في عمر الوطن. وليس المهم في هذه الانتخابات أن ننتخب النجمة أو النسر فحسب. بل المهم أكثر أن نخرج لنشارك ونثبت للعالم أننا ماضون في إكمال خارطة الطريق. وسوف نستمر رغم أنف أعداء الوطن في الداخل قبل الخارج. فالمصري طوال تاريخه تعرض لمحن كثيرة. ولكنه أثبت جدارته في مواجهتها والتغلب عليها بالأمل والبسمة والسلمية والصبر.. وإذا لم يعرف هؤلاء ذلك فليقرأوا التاريخ جيداً. إذا كانوا يعرفون القراءة بالقلب. والعقل. وليس باللسان فقط. ليكتشفوا ذلك. عموماً سوف يحفظ الله مصر ولن تنال هذه الشرذمة من أبناء الوطن الواحد. أو مكانة بلدنا العالية. فمصر ستظل شامخة وفي رباط إلي يوم الدين. إشارة سوداء رغم أن الموت هو النهاية الطبيعية لرحلة الإنسان. إلا أنه عندما يأتي فجأة يكون وقعه في النفس شديداً خاصة إذا كان المتوفي صديقاً عزيزاً يشهد له الجميع بدماثة أخلاقه. وحبه وتفانيه في العمل والدفاع عن أي زميل يكون قد أخطأ في عمله. معللاً ذلك بأننا بشر نصيب ونخطئ. إنه الزميل والأخ "محمد يحيي" نائب رئيس قسم التجهيزات الفنية. الذي كان خبر وفاته بمثابة فاجعة. فهو نعم الصديق والأخ. وذكرياته العطرة ستظل محفورة في الذاكرة. لن تمحوها أصابع الزمن مهما مرت الأيام والسنون. لقد بكيناك يا يحيي بمرارة. وانتحبنا علي فراقك. لكننا بقلوب خاشعة. ونفوس راضية. لا نملك إلا أن نرضي بقضاء الله وقدره.. فالكلمات عاجزة عن أن توفيك حقك. فقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق. رحم الله "محمد يحيي" وألهم أسرته وزملاءه في المؤسسة الصبر والسلوان.. و"إنا لله وإنا إليه راجعون".