الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون سهلة ونتيجتها ليست محسومة مسبقاً كما يتصور البعض.. فنحن أمام اثنين من المرشحين كل منهما يستند إلي قطاع عريض من المؤيدين والمناصرين وهو ما يضفي المزيد من الإثارة وأيضا المزيد من الحرص بالنسبة للقائمين علي الحملة الانتخابية الخاصة بكل مرشح فالنتيجة ليست مضمونة بالقدر الذي يطمئن إليه كل فريق وتجعله واثقا من الفوز بالمنصب الرئاسي!! وإذا نظرنا إلي المشهد الانتخابي الحالي سنجد أن المرشح عبد الفتاح السيسي يستند في معركته الانتخابية علي الظهير الشعبي.. علي ملايين المصريين الذين نزلوا إلي الشوارع والميادين يوم 30 يونيو الماضي وهو تقدير خاطيء نسبياً فليس كل من نزل في 30 يونيو سيعطي صوته بالضرورة للسيسي هذا من ناحية ومن ناحية أخري ليس كل من نزل يوم 30 يونيو سيتوجه بالضرورة إلي مراكز الاقتراع ليدلي بصوته. لقد ظهرت مؤشرات غير مطمئنة رصدت انخفاض نسب تسجيل المصريين بالخارج الذين يحق لهم المشاركة في عملية التصويت التي بدأت اليوم في سفارات مصر حيث بلغ عددهم 57 ألف مصري فقط كما بلغ عدد المصريين الوافدين المقيمين في غير محافظاتهم الذين سجلوا أسماءهم بالشهر العقاري 68 ألفا فقط بينما كان عددهم في الاستفتاء علي الدستور 450 ألفاً وهي مؤشرات علي احتمال انخفاض نسبة التصويت يومي 26 و27 مايو الجاري!! في المقابل يراهن المرشح حمدين صباحي علي الفقراء حيث تعهد بألا ينام مواطن وهو جائع كما خاطب ود العمال الذين ثاروا علي كل الحكومات السابقة وغازل الفلاحين واعداً إياهم بإسقاط ديونهم لدي بنك التنمية والإئتمان الزراعي متعهداً بمحاربة الفساد.. كما أن حمدين يراهن علي أصوات طلبة الجامعات وهم قاعدة عريضة خاصة من المنتمين للإخوان!! إذن نحن بصدد انتخابات رئاسية صعبة نتيجتها ليست محسومة كما يتوقع البعض خاصة مع دخول جماعة الإخوان علي خط العملية الانتخابية في محاولة منها للتودد والتقرب من حمدين صباحي. الخلاصة أن نسبة التصويت ستكون هي كلمة السر في الانتخابات الرئاسية المرتقبة فكلما زادت نسبة المشاركة زادت فرص السيسي والعكس هو الصحيح سيصب انخفاض نسبة التصويت في صالح صباحي وهذا هو ما يجب أن تنتبه إليه حملة المرشح عبد الفتاح السيسي خاصة وأن معظم مؤيديه وضعوا في بطونهم "بطيخة" صيفي بأنه سيفوز حتما في الانتخابات حتي ولو لم يشاركوا فيها وجلسوا في بيوتهم!!