انطلق سباق تصويت المصريين فى الخارج صباح اليوم الخميس، وتجرى عمليات التصويت فى 141 مقرًا انتخابيًا ب124 دولة حول العالم. وكان السفير حمدي سند لوزة نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، قد أعلن فى مؤتمر صحفي أن "عدد المصريين فى الخارج يقدر بما يتراوح بين ستة وثمانية ملايين، مضيفًا أن 107 آلاف فقط بالخارج قد شاركوا فى الاستفتاء على تعديل الدستور فى يناير الماضي، والذي كان أول مشاركة انتخابية عقب ثورة 30 يونيو، والتى أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي. وتختلف انتخابات 2014 عن سابقتها فى 2012، فى أن الناخب يمكنه الذهاب مباشرة إلى مقر اللجنة فى السفارة أو القنصلية للإدلاء بصوته من خلال بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر، دون الحاجة لتسجيل مسبق لبياناته، ومحل إقامته بالخارج، وهو مايتيح للموجودين خارج مصر بشكل عارض أو المقيمين بشكل غير قانوني التصويت. ما بين الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وانتخابات 2014، وتغير خريطة تصويت المصريين بالخارج، طبقًا لتغير الأوضاع السياسية عقب ثورة 30 يونيو، وعن وجود عناصر إخوانية بالخارج تحشد المصريين من عدمها، ودلالة النتيجة النهائية للتصويت لصالح مرشح رئاسي بعينه، تسلط "بوابة الأهرام" الضوء على ذلك: وقال اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والإستراتيجي، إن المعلومات الواردة حتى الآن من السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج تشير إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا من المصريين فى الخارج على العملية الانتخابية، منذ التاسعة صباحًا حسب التوقيت المحلي لكل دولة، متوقعًا أن تتزايد أعداد الناخبين على اللجان بالخارج خلال الأيام الأربع المقررة لعملية التصويت. وتوقع اليزل فى تصريحاته ل"بوابة الاهرام"، أن تكون النتيجة النهائية لتصويت المصريين فى الخارج لصالح المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، مضيفًا إلى أنه برغم ذلك ستكون السعودية والنمسا وفرنسا أكثر الدول التى سيتم الحشد فيها للمصريين لإعطاء صوتهم الانتخابي للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، أو الإحجام نهائيًا عن التصويت نكاية فى المرشح الرئاسي الآخر. وأكد اليزل، أن نتيجة تصويت المصريين فى الخارج لن تكون دالة، ولكنها ستعطي بلا شك انطباعًا عن التصويت لصالح مرشح دون الآخر، ستسغله الحملة الانتخابية للفائز. وكانت أعلى نسبة تصويت للمصريين فى الخارج فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة فى 2012، التى شارك فيها 311 ألفا تلاها التصويت على الدستور 2012 والذي شارك فيه 244 ألفًا. وأشار الدكتور عمار على حسن الباحث فى الشئون السايسية والدينية، إلى أن عناصر جماعة الإخوان المسلمين لن يكون لهم تواجد فى حشدالمصريين فى الخارج للعملية الانتخابية بشكل أو بآخر. وتابع حسن، أنه عقب إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فى السعودية والإمارات، فإن الإخوان لن يظهروا فى الصورة على الإطلاق، مضيفًا أن العلاقة التى تحسنت بين السعودية ومصر عقب ثورة 30 يونيو وكان لها مردود إيجابي على تحسن أوضاع الجالية المصرية فى السعودية سيؤثر بشكل إيجابي على العملية التصويتية لصالح المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي. وأكد حسن فى تصريحاته ل"بوابة الأهرام" أن العملية الانتخابية للمصريين فى الخارج هى رمزية أكثر منها ذات تأثير فى الانتخابات الرئاسية داخل مصر والمقررة فى 26، و27 الشهر الجاري. وبرغم إعلان الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر فى بيانها الأخير، إلا أنها لن تدعم مرشح رئاسي بعينه دون آخر، ألا أن البعض قد توقع أن تؤثر كتلة الناخبين المسيحيين فى الانتخابات الرئاسية، ولا سيما المصريين الأقباط فى الخارج، بدعمها عبد الفتاح السيسي. وقال جمال أسعد الباحث السياسي والمفكر القبطي، إن قلة عدد اللجان فى الخارج ستؤثر بلاشك فى النتيجة النهائية لتصويت المصريين فى الخارج، متوقعًا أن يعطى مسيحو أوروبا وأمريكا أصواتهم للمرشح الرئاسي السيسي. وأكد أسعد ل"بوابة الأهرام"، أن مؤشرات إقبال الناخبين المصريين بالخارج على العملية الانتخابية، مبشرة ودالة على حماس المصريين للانتخابات الرئاسية هذه المرة، حيث ألمح إلى أن عددًا كبيرًا من المصريين بالخارج، وخصوصًا المصريين كانوا قد أحجموا عن المشاركة فى انتخابات 2012، والتى فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي. يذكر أن المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، قال على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، "مصر فى الوقت الراهن تعيش ظروفًا غير مسبوقة تتطلب من أبنائها فى الخارج ألا يتركوا بلدهم فى ظل تلك الظروف، ويجب أن ينزلوا ويشاركوا فى الانتخابات الرئاسية بقوة والإدلاء بأصواتهم للمرشح الذي يختارونه. وخاطب المرشح الرئاسي حمدين صباحي المصريين فى الخارج عبر تسجيل مصور، قال فيه "أدعوكم إلى أن تصوتوا وتقولوا رأيكم.. بأصواتكم وعزيمتكم سنبني مصر".