كان الملك فاروق يرتبط بصداقة متينة مع جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود.. الذي كان أول من أيده في الدعوة لإنشاء الجامعة العربية.. وعندما زار الملك فاروق الحجاز في يناير عام ..45 أهدي إلي الملك عبدالعزيز قلادة محمد علي الكبير ارفع نياشين الدولة المصرية. وفي 10 يناير 46 رد الملك عبدالعزيز الزيارة ورافقته بعثة شرف مصرية مكونة من مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية واسماعيل تيمور باشا الأمين الأول وعوض بك البحراوي وزير مصر المفوض في جدة والاستاذ عباس محمود العقاد ممثلا للكتاب والمفكرين وكريم ثابت ممثلا للصحافة وكانت حفاوة القصر والحكومة بالضيف بالغة التكريم.. ويقول حسن يوسف رئيس ديوان الملك بالنيابة في مذكراته.. انه كادت تحدث أزمة دبلوماسية تعكر صفو الزيارة فقد اصطحب معه شقيقه واثني عشر أميرا من أنجاله وتقضي المراسم بإهداء الضيوف يوم وصولهم الأوسمة والنياشين لكي يتشحوا بها في حفلة العشاء المقامة في قصر عابدين تكريما لهم ولكن تبين لدي رجال القصر تعذر اهداء كل الأفراد نياشين تليق بمقامهم ولا تقل عن طبعة الوشاح الأكبر.. وعرضوا علي الملك فاروق اهداء الأمير شقيق الملك الوشاح الأكبر من طبقة نيشان اسماعيل والأمراء الثلاثة الأول الوشاح الأكبر من نيشان النيل وإهداء التسعة أفراد الباقين ساعات ذهبية تذكارية اسوة بما كان متبعا في المملكة السعودية.. ووافق الملك علي ذلك وتم ارسال النياشين والأوسمة والساعات الي قصر الزعفران بالعباسية "جامعة عين شمس حاليا" حيث كانت اقامة الملك وحاشيته.. وعندما رأي الأمراء التسعة وهم يستعدون للذهاب إلي حفل العشاء بريق النياشين علي صدور اخوتهم الثلاثة امتنعوا عن استلام الساعات وقرروا الامتناع عن حضور الحفل.. وهذا سيؤدي إلي مشكلة حيث تبدو منضدة الطعام وبها تسعة مقاعد خالية وعرض رجال القصر الأمر علي فاروق فأشار بعرض المشكلة علي الملك عبدالعزيز الذي قال أنا لا أفرق بين أحد من أولادي أي ان جميع الأمراء اما أن يمنحوا نياشين أو ساعات وعلي الفور تم حسم الأمر وارسال النياشين التسعة إلي قصر الزعفران.. وانتهت المشكلة التي كادت تحدث أزمة. وأثناء اقامة الملك في مصر تحدث مع حسن يوسف أحاديث ودية عن فتوحاته وغزواته فقال مثلا: انه اختار أربعين من خيرة رجاله وسار بهم الي الرياض في سنة 1902 وتخطي أسوار المدينة في جنح الظلام واستولي علي المدينة بعد مقتل ابن الرشيد. أما عن البترول فقد ظهرت تباشيره في السنة التي زار فيها مصر ودائما العلاقات بين مصر والسعودية هي علاقات متينة ففي سنة 1954 حاول الملك سعود ان يتوسط في الخلاف بين محمد نجيب وعبدالناصر وأجل الملك سعود سفره بعد أن شعر ان المسألة أكثر من خلاف. وتمر السنوات وتتغير العهود ويبقي الود والصداقة بين البلدين وعندما قامت ثورة 25 يناير ..2011 لم تقف السعودية موقف المتفرج علي الأزمة الاقتصادية التي أحاطت بالبلاد فامتدت جسور التعاون وقررت السعودية أن تأخذ زمام المبادرة وتقدم لمصر العون الاقتصادي والمالي الذي يساعدها علي تخطي الأزمات.