أبلغ رد علي تصريحات أوباما عن الوضع الفلسطيني هو الرد الإسرائيلي الذي أعلن عن بناء مستوطنات جديدة.. فمنذ ما يقرب من أربعة عقود ونحن نسمع نفس الكلام من رؤساء سابقين لأمريكا ولكن في أوقات مختلفة وفي ظروف مغايرة أيضاً. ولعل كلمة "السلام عليكم" التي بدأ بها الرئيس الأمريكي خطابه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة كانت لها مدلولها غير المرئي فأعتقد أن الكلمة لم يكن يقصد بها الرئيس الأمريكي تحية الحضور في قاعة الجامعة. ولكن كان يقصد بها أن السلام هو التزام علي العرب وحدهم وعليهم تدعيمه بالركوع والقبول بالفتات الإسرائيلي. لكن جاءت الثورات العربية لتعطي لأوباما وللإدارة الأمريكية صفعة ستجبرهم سواء في الوقت الحالي أو المستقبل علي الرضوخ للإرادة الشعبية العربية التي تأمل في السلام لكنها لا تخشي الحرب في نفس الوقت. الغريب في الخطاب انه ورغم عدم تضمنه أي وعود رسمية من الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام إلا أن هناك قيادات عربية في حجم عمرو موسي رحبت به وكأنه جاء بأحلام وآمال الفلسطينيين العرب ليضعها علي أجندة التنفيذ. وأسأل هؤلاء الساسة الكبار: إذا كان ما قاله أوباما يرقي إلي حد الوعود قابلة التنفيذ.. فلماذا لم يرفع السيد الأمريكي أمر اعلان الدولة الفلسطينية علي حدود 67 إلي الأممالمتحدة ليحصل علي الشرعية الدولية ونغلق فصلاً من فصول التعنت الصهيوني الطويل؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن ترحيب الاتحاد الأوروبي بالخطاب لا يختلف شكلاً عن الترحيب العربي. لكن يختلف في المضمون لأن دول أوروبا تحكمها منظمات يهودية مثل الحال في أمريكا وإذا كانت مع السلام فإن هدفها الأساسي هو حماية إسرائيل من الغضبة العربية التي لو بدأت في الظهور لعصفت بالأخضر واليابس الإسرائيلي ووقتها قل علي الاستقرار والأمان في العالم كله السلام. لا أحد من العرب يهوي الحروب ويرفض السلام إلا لو كان مجنوناً أو تاجر سلاح.. فنحن شعوب تري في السلام حقاً مشروعاً لأبنائها وأن حق الفلسطينيين مشروع أيضاًًً في اقامة دولتهم التي سلبها الصهاينة لكن هل تشهد القضية الفلسطينية جديداً بعد هذا الخطاب؟ .. أشك والدليل التصريحات التي ستخرج من البيت الأبيض بعد لقاء أوباما - نتنياهو المرتقب خلال الساعات القادمة والتي أعتقد أنها ستصيبنا جميعاً بالصدمة.
