* يسأل ابراهيم الملواني رجل أعمال بالإسكندرية: ما هي أهم شروط الداعية وكيف تكون الدعوة إلي الله؟! ** يجيب الشيخ صابر أحمد عبدالسيد مفتش بإدارة أوقاف الهرم بالجيزة: الأصل في الدعوة أن تكون حقاً واجباً يمارسه قادر علي هذا الحق مؤهل له وبالكيان الذي يختص به: فمن يدعو إلي شيء وأن يحيط به علماً وأن يعلمه علماً صحيحاً لدعوة الزوج لزوجته ومراقبته لها في سلوكها وتحذيره لها من الوقوع في المنكر الذي يتصل بالحياة الزوجية أما الدعوة العامة كالنصيحة لكل إنسان فهي تكليف من الله لا يحتاج إلي اذن فيها مادامت لا تثير فتنة وفي بعض الأحيان تحتاج الدعوة إلي إذن خوفاً من الدخلاء عليها والمغرضين في القيام بها لأهداف خاصة أو لغرض من الأغراض الحزبية البعيدة عن الاخلاص لذات الدعوة ومن حق المشرفين علي أجهزة الدعوة وكل أجهزة التعليم والتوعية أن تمنع من الدعوة من لا تأنس فيه مقدرته العلمية واستقامة فكره وحسن نيته وليس في ذلك مخالفة لقوله تعالي: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه" وقد أمر علي كرم الله وجهه بإخراج القصاص من مسجد البصرة ولم يترك إلا الحسن البصري لاستقامته في الكلام وكان لهؤلاء يركزون علي ما يرغب العامة في الالتفاف حولهم بصرف النظر عن صحة ما يقولون فهدفهم الرياء وأن يسمع صوتهم في الناس. * يسأل محمد فرحات ابراهيم عبدالحليم من مركز شبين الكوم بالمنوفية: ما حكم تصرف المرأة في أموالها الخاصة؟! ** يجيب الشيخ صابر أحمد عبدالسيد مفتش بإدارة أوقاف الهرم بالجيزة: إن الإسلام الحنيف يعتبر المرأة لها شخصية اعتبارية متكاملة واستقلالية مالية معتبرة لا سلطان عليها في التصرف في أموالها الخاصة. وقد أشار الله سبحانه وتعالي إلي ما يؤكد ذلك في كتابه العزيز فقال تعالي: "فاستجاب لهم ربهم أني لاأضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثي بعضكم من بعض" فلم يفصل في البعضية بين الرجل والمرأة بل مزجهم وجعل البعضية شاملة ولهذا المزج روي مقاتل بين حيان أن أسماء بنت عميس لما رجعت من هجرة الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه دخلت علي أزواج النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ أي النساء قلن لا فتوجهت إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إن النساء لفي خيبة وخسارة!! قال ومم؟ قالت لأنهن لا يذكرن في الخير كما يذكر الرجال فأنزل الله تعالي "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً". فالإسلام يعتبر المرأة ذات سيادة كاملة علي أموالها تتصرف فيها استقلالاً وفق ما تشاء سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة وهذه نظرة لم تصل إليها تشريعات في الدول المتقدمة إلا بعد زمن طويل من اشراق الإسلام. بل كانت المرأة ومازالت في بعض الدول الأوروبية لا تستطيع التصرف في خالص مالها إلا بإذن سابق من زوجها أو اجازة لاحقة منه! وبغير هذا لا يعتد بتصرفها ومازالت بعض تشريعات الدول المتحضرة تحتفظ بهذا القيد إلي الآن. ففي فرنساپمثلاً وفي ظل القانون الصادر هناك لسنة 1942 فإن المرأة المتزوجة لا تستطيع التصرف في خالص مالها إلا بموافقة من زوجها. أما الإسلام منذ أكثر من ألف سنة يمنح المرأة تلك الحرية حيث يقول الله تعالي "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن". وبهذا فلا قيد علي المرأة زوجة كانت أو غير زوجة مادامت قد بلغت رشدها ولها أهلية أن تشتري وتبيع وتؤجر وتستأجر وتهب وتوصي دون قيد علي موافقة أو إجازة من زوج وغيره.