لم يكن أمراً مفاجئاً أن ينجح مؤتمر الشرقية الأدبي الذي عقد مؤخراً بقصر ثقافة العاشر من رمضان . سواء بمقياس الجمهور الذي حضر من المبدعين والنقاد والباحثين وعامة الناس أو من حيث الموضوع "أدب الثورة بين الإنكسار والانتصار". أو بما قدم فيه من أبحاث وشهادات وما جري عليه المؤتمر من تنظيم جيد. ابتداءً من استقبال أحمد الطاروطي مدير القصر للضيوف بفرقة المزمار البلدي . والتي طلب تحويلها إلي فرقة رسمية كاملة . ووجد موافقة من محمد مرعي مدير عام ثقافة الشرقية علي فكرته هذه. لا غرابة في نجاح المؤتمر الذي أعد له القائمون عليه من الأدباء ومسئولي الثقافة كل عناصر النجاح. فأمانة المؤتمر التي رأسها عبد المنعم شرف الدين ومحمود أحمد علي ومعها دولت جبر وأعضاء نادي الأدب .قد اكتسبت خبرة هذه المؤتمرات . وخاصة مؤتمر اليوم الواحد. علي مدي سنوات طويلة. بصفة الشرقية رائدة في هذا السياق.. فأول مؤتمر لليوم الواحد. وأكثر هذه المؤتمرات انتظاما عقد في ديرب نجم. وتحولت به هذه المدينة الهادئة إلي قبلة سنوية للأدباء من شتي المحافظات وهو نفسه ما حدث بالنسبة لمدينة العاشر من رمضان التي بادرت هذا العام بعقد هذا المؤتمر الحافل. بحضور رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي د. محمد مجدي عبده ومحمد مرعي مدير عام الفرع ومحمد صلاح أمين عام الإقليم. مع نخبة من الموظفين النشطين بالفرع والإقليم. ومنهم رباب عبد العليم ووفاء لبيب وشريف صلاح الدين وعبد الناصر الجوهري. بالإضافة إلي الجهد التنظيمي الكبير لمدير القصر أحمد الطاروطي. في الجلسة الافتتاحية التي قدمها ناصر قورة أشار محمد مرعي إلي أن مبدعي الأقاليم لم يعرفوا الخروج إلي الأضواء إلا من خلال جريدة "المساء" بل إن نجوم الأدب في جيل الستينيات قدمتهم واحتضنتهم المساء ورعت تجربتهم . ومازالت تؤدي هذا الدور حتي الآن من خلال صفحاتها الأدبية كصفحة "الناس والثقافة" .. وسائر الصفحات الأخري ..ونحن في الشرقية نحاول كسر المركزية وتكدس كل الأنشطة في العاصمة. فأقمنا هذا المؤتمر بمدينة العاشر من رمضان ليكون منطلقاً كبيراً لأنشطة ثقافية قادمة.. وأشار د. محمد مجدي إلي أن إقليم شرق الدلتا الثقافي يوزع اهتمامه وأنشطته علي كل الموهوبين في سائر المجالات من شعر وقصة ومسرح وموسيقي وفنون تشكيلية وسينما وغيرها. وكان أول ما بدأت به نشاطي كرئيس إقليم هو إقامة الدورة الثانية لمهرجان الأفلام القصيرة والذي استمر ثلاثة أيام . ثم أقمت احتفالية لأم كلثوم وتمثالاً لها بالمنصورة. شهدت الجلسة الافتتاحية كذلك تواصلا حميما مع كل أجيال المبدعين من محافظات شتي. غير الشرقية. مثل الدقهلية والغربية ودمياط وكفر الشيخ والاسكندرية وبورسعيد فتم تكريم الأدباء: فؤاد حجازي ومحمد خليل ود. السيد الديب وأبو العنين شرف الدين ومحمود عرفات وهالة فهمي ومحمد عبدالله الهادي وجيهان سلام ومجدي جعفر ومحمود الديداموني وأحمد رشاد وحسانين ومحمود أحمد علي وعبد المنعم شرف الدين ومحمد سمير عشري وصابرين الصباغ ومحمود سلام وأحلام شحاته وعبده الريس ؤإبراهيم حامد وعاطف السيد وحامد حبيب ود. نادر عبد الخالق الذي تحدث كذلك في الجلسة البحثية الثانية عن "الشعر بين الثورة والقيم التعبيرية" في دراسة نقدية تناولت أعمال عبد الناصر الجوهري وسمير عشري ومحمود سلام.. وفي هذه الجلسة كذلك تحدث حامد حبيب عن قصائد الثورة لدي السيد زكريا ورضا عطية وحسني هداهد. أما الجلسة البحثية الأولي فناقداها هما د. السيد الديب وأحمد رشاد حسانين.. وشهدت الجلسة البحثية الثالثة دراسة عن "شعر العامية .. مزمار الثورة" تناول فيها محمود الدايدموني قصائد علاء عيسي وسعيد شحاته وسامح شعير وحمدي الهادي وسليم عواد وهيثم منتصر وعبد السلام منصور. أما جلسة الشهادات فقدمت ثلاثة من القامات الإبداعية العالية. هم فؤاد حجازي وأحمد محمد عبده ومحمد عبدالله الهادي.. ولم يغب الإنشاد الشعري عن ساحة المؤتمر. فقدمت عدة قصائد لعدد من الشعراء الضيوف . ما بين الفصحي والعامية في أمسية أدارها محمد فوزي. كما قدم جلسات المؤتمر الأخري الأدباء ناصر قورة والسيد زكريا ومصطفي عبد الفتاح. قصر العاشر أراد إبراز نشاطه للضيوف. فأقام معرضاً تشكيلياً لعدد كبير من الأطفال الموهبين من سن 9 إلي 17 عاماً. غلب عليه البعد الوطني. وأشرف عليه أحمد الشاعر . وشارك فيه سعيد مصطفي وعمرو عبد اللطيف وعزت أمين وضاحي عارف وشادي دويب ونسمة الخولي وشرين عزت ونبيل بشري وإيمان أحمد وهشام السيد وهاني الشناوي.