الحرباء هو حيوان معروف بتغيير جلده حسب ما يلامسه من اسطح واجسام وهنا حديثي ليس عن حيوانات إنما عن بشر وناس تغير جلدها بسرعة الحرباء. نعم لقد شاهدت بعيني عشرات بل ومئات من الاشخاص ما إن يتغير مسئول أو رئيس مؤسسة أو وزير تجده فوراً يرفع شعار مات الملك عاش الملك لكن بسرعة البرق. يبدأ الاعلام الهلث وراء المسئول الجديد لإجراء حوار أو تلميعه ورفع صوره واخباره وتصريحاته. يتكالب المساعدون في الظهور أيام الوالي الجديد وينسوا تماماً من كان قبله والذي كانوا يتملقوه وينافقوه بنفس الاسلوب لدرجة أن احد الصحفيين القدامي قال لي إنه ينشر اخباراً قديمة بحذف اسم الوزير السابق ووضع اسم الوزير الحالي الانجازات تسرق وتنسب للوالي الجديد مع علم الجميع بأصحاب أي انجاز لكن لانه ليس ولي النعم فلا قيمة له وتخفيه عن الانظار فلا يكون إلا الأوحد صاحب المنع والمنح. صدقوني حضرت مئات الاجتماعات في حياتي نفس التملق ونفس الكلام المديح في الاجتماعات نفس الناس تغيرت الجلود وأصبح فلان هو كل شيئ وليس علان لأن فلان الحالي وعلان السابق بحيث لا يمكن لشخص له كرامة ومبدأ أن يغير جلده بهذه السرعة ويصل الأمر أن ينسي أن من سبق هذا الذي احضره للعمل واعطاه توصية يصل به الأمر أن يلعن ويسب السابقين لإرضاء الحالي ولعل السابق هو صاحب الفضل. ولكن تغير الجلد يتطلب هذا.. هل ينام هذا الشخص الذي استطاع أن يغير جلده. هل يستطيع أن يواجه اسرته؟ هل يستطيع أن يواجه نفسه؟ هل يكون قدوة لأولاده وهم الأجيال القادمة أم يعلمهم النفاق وتغيير الجلود كيف يعيش مع نفسه. وكيف يامن له الوالي. كيف يعطي الأمان وهو يري تغيير الجلود. ايها السادة الكرامة وعزة النفس هو صحيح العمل والحياة مع نفسك اما ما اراه امامي هو أمر حقيقي هزلي وجبان وهو السبب الاساسي في تأخر الدولة وانهيار القدوة كفانا الله شر النفاق وحمانا من تغير الجلود وأحمد الله أني خرجت من العمل دون تغيير جلدي علي مدي اربعين عاماً واحد عشر وزيراً وأنا ارتدي نفس الجلد العجوز الحمد لله مع نفسي وربي وأنا اشعر بعزة نفس وكرامة فاذا كان الانسان يريد التقرب من المسئول بالنفاق والخنوع حتي يحصل علي مأربه فإنه يشعر بضعفه وبعده عن الله لو كان هذا الشخص يثق في الله ويتقرب إلي رب العالمين كما يتقرب إلي المسئول لاعطاه الله كل ما يتمناه بكرامة وانسانية دون الاحتياج إ لي النفاق واهدار الكرامة!!.