أثار قرار وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة بضم جميع المساجد والزوايا للوزارة ردود أفعال متباينة حيث وصفه الجميع أنه قرار شجاع ولكن هناك بعض التحديات التي قد تعوق تنفيذه بالصورة المأمولة. ناقشنا ابعاد هذا القرار بإيجابياته وسلبياته من خلال هذه السطور: يقول الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف إن تفعيل القرار 157 الذي يقضي بضم جميع دور العبادة الإسلامية لوزارة الأوقاف سوف يحمي المساجد من الافكار الضالة التي يروج لها بعض المتشددين مستغلين بذلك المنابر للتأثير علي المواطنين وسوف يلمس مرتادو المساجد بعد هذا القرار أننا اصبحنا في دولة المؤسسات. اشار إلي أنه يوجد في مصر قرابة 130 ألف مسجد منها 120 ألفا خاضعة للوزارة بينما كان 10 آلاف مسجد خارج سيطرة الوزارة تماماً وبهذا القرار سوف يتم التحكم في الخطاب الديني بجميع المساجد لنخرج بها بعيداً عن الصراعات السياسية والحزبية التي كان يتكالب عليها اصحاب السلطة والأحزاب في محاولة لاستمالة المواطنين تجاه تيار بعينه. مال الوقف الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق يؤكد أن هذا القرار قد صدر من الرئيس جمال عبدالناصر بقرار جمهوري سنة 1962 ولكن لم تتمكن الدولة من تنفيذه وقتها لقلة امكانياتها المالية.. لكنني أؤمن أن وزير الأوقاف الحالي عنده قدرة علي تنفيذ هذا القرار حيث إن مال الوقف وفائض الريع من هيئة الأوقاف يضم إلي ذلك صناديق النذور تسمح بذلك ولا مانع من اشراك بعض الجمعيات من الانفاق بمبالغ محددة توضع في وزارة الأوقاف لتكون الهيمنة والصرف من خلال الوزارة وهذا أمر نتطلع إليه جميعاً لضبط حركة الايقاع داخل المساجد والزوايا لأننا في بعض الأحيان نسمع 15 أذانا في وقت واحد في مساحة لا تزيد علي كيلو ونصف الكيلو متر.. كذلك يوم الجمعة الخطب في الميكروفانات فلا أحد يستفيد ولا أحد يسمع. جريء وصائب وصف الشيخ عبدالناصر بليح المتحدث باسم نقابة الائمة والدعاة ونقيب ائمة كفر الشيخ القرار بأنه جريء وصائب مؤكداً أن النقابة طالبت الوزير أكثر من مره منذ فترة طويلة بإصدار هذا القرار خاصة أن جزءاً من ميزانية أموال الوقف موقوفة علي المساجد والجزء الآخر للتصدق علي الفقراء والمساكين أو حسب حاجة الواقف. اشار إلي أن القرار سوف يحفظ المساجد من أصحاب الأفكار المتشددة ويؤدي إلي السيطرة علي المجال الدعوي ويحافظ علي وسطية الخطاب الديني واعتداله.. واقترح الشيخ بليح بإمكانية الاستعادة بأساتذة جامعة الأزهر وتعيين عشرة آلاف إمام لإلقاء الخطبة كمرحلة أولي حتي يتم سد العجز في الخطباء علي مستوي مساجد الجمهورية. الشيخ زكريا السوهاجي وكيل نقابة الائمة والدعاة يري أن أهم ايجابيات هذا القرار هو عدم صعود المنبر إلا للائمة المعتدلين والوسطيين من خريجي الأزهر بحيث لا يتم تشويه افكار الناس فتستقر احوال المجتمع خاصة بعد الفوضي التي تشهدها البلاد هذه الأيام. وحول سلبياته قال الشيخ السوهاجي إن الاعتمادات المالية سوف تكون عائقاً أمام تنفيذه بالصورة المطلوبة خاصة أن الوزارة محاطة بمشاكل عديدة سواء بالنسبة للكادر أو الحد الأدني للأجور أو مكافآت الائمة وغير ذلك من الالتزامات.