ودعت سوهاج أربعة من الشهداء الستة حيث خرج الآلاف من أبناء المحافظة لتشييعهم إلي مثواهم الأخير. ففي مركز جرجا الذي لا تفارقه الأحزان خيمت حالة من الحزن والأسي علي المئات من أهالي وأصدقاء وأقارب الشهيد بسام السيد محمد عبدالصادق "21 سنة" حاصل علي دبلوم ابن قرية نجع عويس منتظرين وصول الجثمان. متوجهين لنقله إلي مقابر الأسرة . يقول والده "السيد محمد" الموظف بالوحدة المحلية بجرجا إن ابنه الشهيد تحدث معه ليلة الحادث ليطمئن علي والدته وأشقائه الأربعة حسام "18 سنة" ونادر "17 سنة" ومحمد وأحمد "11 سنة" توأم وأكد أنه سيحضر اليهم قريباً لكنه عاد اليهم شهيداً اغتالته الجماعة الإرهابية. أما عمه "الحاج أحمد رشاد" أكد أن "بسام" كان فرحا بخدمته بالقوات المسلحة لكن فرحته اغتالتها أيادي الغدر والخيانة بينما حسين ناصر "أحد أصدقاء الشهيد" اتخذ ركنا مع نفسه وأخذ يبكي بحرقة قائلاً :"قبل ما اسمع خبر استشهاده بساعات كان مكلمني علي موقع الفيس بوك ولم يكن يمر يوما دون أن اتكلم معه. وعلي بعد عشرات الأمتار من قرية نجع عويس كان جثمان الشهيد محمد السيد خلف "22 سنة" حاصل علي دبلوم في طريقة لمواراته الثري. حيث دفن بمقابر عائلته بقرية المغاربة مركز جرجا وتعالت صيحات النساء بالبكاء ووقف الجميع من أهالي القرية في حالة ذهول من هول الصدمة فقد كان "محمد" نعم الابن البار بأبيه وبعائلته. فيما قال والد الشهيد "موظف بالإدارة الزراعية" بكلمات يعتصرها الألم إن الشهيد هو أكبر اخوته الخمسة وكان ابني وحبيبي وصاحبي وأخويا دخل الجيش منذ أكثر من عام وآخر إجازه ليه من 15 يوماً وأجري اتصالاً من أيام طمني فيه علي حاله. لكن قلبي كان حاسس بأن شيئاً سيحدث وانخرط والد الشهيد في موجة من البكاء وهو يردد "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل إرهابي ظالم". وأخذ محمود "7 سنوات" شقيق الشهيد يبكي بكاءً شديداً يقول "فينك ياخويا. كنت بتلاعبنا لما تيجي من الجيش. وكنت حنين معانا. نفسي أشوفك تاني". بينما والدة الشهيد لم تحتمل الصدمة حيث انتابتها حالة من الذهول غير مصدقة لا تستطيع الحركة أو الكلام. كما اتشح مركز العسيرات بالسواد وخيم الحزن علي أهالي قرية المساعيد الذين أقاموا سرادق عزاء للفقيد الشهيد محمد عبدالحميد "22 سنة" ابن القرية الذي بكاه الصغير قبل الكبير لدماثه خلقه. كما يقول جيرانه وأقاربه فهو من أسرة فقيرة والده متوفي ووالدته "ربة منزل" وله شقيقان محمود "19 سنة" وجمال "30 سنة" كان عطوفاً علي إخوته وبارا بوالدته التي مازالت غير مصدقة أنها لن تراه مرة أخري والتي بين الحين والآخر تقول "محمد راجع وهشوفه.. لا تقولوا انه رحل.. ده كلمنا قال لينا إنه نازل يشوفنا بعد يومين" ويشير محمود الشقيق الأصغر للشهيد إلي أن محمد كان ناوي بعد ما يخلص الجيش يسافر إلي أية دولة عشان يشتغل لتحسين دخله. لكن القدر لم يمهله واغتالته يد الإرهاب الأسود منهم لله الجماعة المجرمين. وفي مركز المنشاة خيمت حالة من الحزن الشديد علي أهالي قرية أولاد الشيخ التي اكتست بالسواد وارتدت عباءة الأحزان وعلت صيحات النساء بالعويل وتجمع الآلاف من أهالي القرية وأجهش البعض منهم في نوبة من البكاء وهم يشيعون جنازة ابن قريتهم الشهيد "عبدالرحمن محمود" الذي كانوا يلقبونه ب "عبدالرحمن المؤمن". يقول الشيخ عبدالله إبراهيم إن الشهيد كان شاباً ذا خلق ومحبوباً من جميع أهالي القرية الصغير قبل الكبير نظراً لأدبه ودماثة خلقه وكان يعتز ويفخر بين أبناء القرية بخدمته في الجيش والقوات المسلحة وكان يحلم مثله مثل باقي شباب القرية بعد انتهاء خدمته بالعمل والسفر لكن يد الإرهاب الغادرة اغتالت حلمه.