قبل الحديث عن نهاية عام وبداية عام جديد سبقنا سكان المايا بأيام الإعلان عن نهاية العالم فى احتفالية تبرز بعضًا من ملامح واحدة من أعظم الحضارات (حضارة المايا) وما لفت نظرى هو تفسير هذه الظاهرة والتى تعنى نهاية للبشر وليس نهاية للكون فهو باق وأن الزمن فى حضارة المايا اعتمد على فكرة الدوائر وليس الخط المستقيم وهو ما يتسق وما نقوله فى حياتنا اليومية (يوم لك ويوم عليك) وإن دامت لغيرك لما وصلت إليك – وفى مصر والمنطقة العربية شهد عاما 2011 و2012 زلزالاً وصل إلى حد نهاية ما تحدثت عنه حضارة - المايا – اختفت أنظمة ومعها بشر ولكن ما أتمناه فى عام 2013 بداية لعام ولعالم لا يختفى معه الأمل فى تحقيق الاستقرار وما يطمح إليه الشعب المصرى صاحب حضارة السبعة آلاف عام والتى توقفت عند بناء الأهرامات وتوقفت معها الحياة التى تليق بالبشر رغم الحركة والثورة والتمرد على التخلف والبقاء فى المكان وعشنا على تراث قديم ننحت منه دون إضافة بل ذهبنا إلى أقصى درجات التخلف والضياع وأنتجنا الخلافات الشخصية والحزبية الضيقة، أكثر ما ننتج مشاريع قومية للمستقبل وللأجيال، وما أقصده وبعيدا عن المبالغة أن مصر وقفت عند حضارتها فقط ولم تعكس هذه الحضارة فى تصرفاتها السياسية والاقتصادية والحياتية، وعليه أتمنى أن تسير حضارة مصر وحضارة العراق وكل الحضارات القديمة والعريقة على خطى حضارة الصين التى لم تقف أمام سور الصين العظيم وإنما وقفت أعلاه لترى العالم وتصدر إليه إنتاجها لتصبح أكبر قوة اقتصادية وخلال زمن قياسى لن يتجاوز عام 2016 وفق تقارير التنمية العالمية، لذا أتمنى ونحن نستقبل عاما جديدا أن نحكم العقل ونستحضر التاريخ وألا نتعامل معه دهسا بالأقدام بل نرسم من خلاله خريطة للمستقبل تستوعب كل الأفكار وحتى التناقضات ومنها نصل للإبداع وللعمل الجاد وأن ننسى سلبيات الميراث الحديث التى تتحدث عن وضع تنجرف معه البلاد لمخاطر يصعب السيطرة عليها وليس من المهم الانتماء للأنظمة أو الحكام وإنما لمصر أولا وأخيرا، أما الحديث عن خلافة إسلامية وإسلام سياسى وعلمانى وليبرالى وشيوعى فجميعها أدوات وأساليب تسبح ضد التيار - فالدين لله والوطن للجميع- وعلينا واجب إعادة بناء الوطن ومحاربة الفقر والجهل والخرافات.