بنفس مفهوم العبارة الشهيرة "كل الطرق تؤدي إلي روما".. نري أن كل طرق أمريكا وأوروبا معنا تؤدي إلي الإخوان. لم يخل موقف أو بيان أو تصريح أمريكي أو أوروبي "بالتبعية" إلا وكان هدفه الإبقاء علي الإخوان في المشهد السياسي تمهيداً لإعادة إنتاج نظامهم القمعي والعميل من جديد. راجعوا مواقفهم وبياناتهم وتصريحاتهم وحتي قلقهم "المصطنع" علينا.. ابتداء من المساعدات العسكرية إلي التصدي الحاسم لإرهاب الجماعة "الخائنة" ضد الشعب ومؤسسات الدولة والجيش والشرطة. وإعلان الحكومة أن الجماعة إرهابية. ومحاكمات قادة الإخوان. وإمكانية ترشح المشير السيسي للرئاسة. والسعي الدءوب منهم لفرض المصالحة وكأن لا ثورة قامت ولا نظاماً قمعياً وخائناً "خُلع" ولا دماء شهداء أريقت ولا تخريباً وقع ولا ترويعاً حدث.. وأخيراً انتقاد الدستور والتدخل السافر والأحمق والأهبل في القضاء. أمريكا - ومن خلفها الاتحاد الأوروبي وملحقاته - تخوض ضدنا معركة حقيقية للإبقاء علي الإخوان وعودتهم إلي المشهد لأن لها فائدتين من ذلك: * الأولي.. إغلاق ملف تخابر الإخوان مع واشنطن وعملائها والدعم المالي الضخم الذي حصلوا عليه من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.. ودليلي علي هذا أن أمريكا انتقدت بشدة "قضية التخابر" التي يحاكم بسببها محمد مرسي وبعض أعضاء مكتب الإرشاد.. إنها قضية مفصلية بالنسبة لأوباما شخصياً لأنه متورط فيها حتي أذنيه. * الثانية.. بعودة الإخوان إلي المشهد يمكنهم خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والوصول ثانية إلي سدة الحكم.. وبالتالي.. تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يقسم ويمزق دول المنطقة ويقضي علي جيوشها خاصة جيش مصر لصالح إسرائيل. ولأن هاتين الفائدتين يعلمهما خيرت الشاطر نائب المرشد والرجل الأقوي في الجماعة.. فقد قال للمشير السيسي قبل أيام من ثورة 30 يونيه: "أمريكا لن تترككم".. فرد عليه السيسي: "هو يا تحكمونا يا تقتلونا"..؟؟!! عبارتان لهما معني عميق ودلالات أعمق وتكشفان بجلاء ما نحن فيه ونتعرض له الآن.. فأمريكا دائما تلف وتدور لفرض المصالحة وإعادة الإخوان من جديد.. والسيسي كان قارئاً جيداً للمشهد فعبر عنه بهذه العبارة البليغة. إذا كان الموت ينتظرنا مع الإخوان في الحالتين.. سواء "الحكم" بالحديد والنار والخيانة أو "القتل" بالإرهاب بمعاونة أمريكية.. فأولي بنا أن نموت بشرف.. وليكن ما يكون.. ولن يكون إلا ما يريد الله. لتعلم أمريكا وأذنابها والإخوان.. أنه لن ترهبنا مواقف عدائية ولا بيانات وقحة ولا تصريحات جاهلة وجهولة.. تهديداتهم لنا جوفاء وافتئاتهم علينا لا يشغلنا.. فنحن ماضون في طريقنا لانجاز خارطة المستقبل.. انتهينا من الدستور وليقل فيه البرلمان الأوروبي أكثر مما قال مالك في الخمر فإن هذا لا يحرك "شعرة" في رءوسنا.. وسنختار رئيسنا بمنتهي الديمقراطية والحرية ومن بعده البرلمان بنفس الطريقة.. وسننطلق ولن يعود الإخوان للمشهد وعلي كل مستغل "بفتح الغين وكسرها" أن يبتلع لسانه ولا ينادي بالمصالحة.. وسنبني بلادنا بالطريقة التي نتمناها نحن وليست علي الطريقة الأمريكية - الإسرائيلية - العثمانية..!! إذا كانت كل طرق أوباما تؤدي للإخوان فأؤكد له: رهانك خاسر.. احذر لعنة الفراعنة وجبروت أحفادهم.